الرئيسية » وصفها بالقردة…كاريكاتير “شارلى إيبدو” يسخر من حجاب طالبة مسلمة…؟

وصفها بالقردة…كاريكاتير “شارلى إيبدو” يسخر من حجاب طالبة مسلمة…؟

من الجزائر:عمّـــــار قــــردود

نشرت مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة فى عددها الصادر، الأربعاء الماضي، رسومًا كاريكاتورية للطالبة الفرنسية المسلمة “مريم بيجاتو”، رسمها مدير التحرير “لوران سوريس” وشبّهها بـ”القردة”.وكانت مريم، رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا في جامعة السوربون، قد واجهت اتهامات وزراء فرنسيين بأنها ترتدي الحجاب كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية.

وكانت مارلين شيابا، وزيرة الدولة للمساواة بين النساء والرجال، هى أول من تزعّم الهجوم على مريم، حيث استنكرت ما وصفته بـ”الترويج للإسلام السياسي”، معتبرة مريم بارتدائها الحجاب وحصولها على هذا المنصب، محاولة لصناعة “نسخة مسيّسة من الإسلام”.

و أثارت الرسمة جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي،متهمين المجلة الساخرة بإنخراطها في حملة كراهية ضد مريم خاصة و المسلمين ككل، و هو ما ينسجم تمامًا مع تاريخ المجلة في الإساءة إلى الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم.و ذّكر آخرون ما لاقته المجلة من تعاطف لدى البعض حين تعرض مقرها لهجوم في جانفي 2015،حيث انتفض من أجل حقها بالحرية والتعبير زعماء العرب عندما تعرضت لهجوم . تلقت الفتاة المسلمة الدعم في مواقع التواصل الاجتماعي عبر وسم (هاشتاغ) “أدعّم مريم”، وقد أقرت هي نفسها في حوارها لموقع “بوزفيد نيوز” بالدعم الذي تلقته من زملائها ومن بعض الناس، وقالت إن هذا الدعم ساعدها على تخطي الأيام الصعبة التي مرت بها بسبب الانتقادات التي وجت إليها.أغلب مسلمي فرنسا يعارضون حظر الحجاب

وزير داخلية فرنسا “مصدوم” لظهور طالبة محجبة على التلفزيون..؟
وتفجرت قضية مريم (19 عامZا) بعدما عبر وزير الداخلية الفرنسي “جيرار كولومب” عن صدمته لظهورها بحجابها في مقابلة على شاشة تلفزيون فرنسي. وقال الوزير إن الفتاة مختلفة عن المجتمع الفرنسي، و”من الواضح أن هناك نية لدى المسلمين الشباب لخوض معركة ثقافية.

و اعتبر وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب في تصريح له اليوم ظهور إحدى المسؤولات في اتحاد الطلبة بالعاصمة الفرنسية باريس وهي ترتدي الحجاب “أمرًا صادمًا”.وأضاف خلال مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات الفرنسية “هذا الأمر يؤكد أنه من اللازم علينا أن نظهر النموذج الذي نسعى إليه.. من الواضح أن هناك نية لدى المسلمين الشباب لخوض معركة ثقافية، هل يسعى المسلمون في نهاية المطاف للتكامل مع النموذج الثقافي الفرنسي؟”.وأردف قائلاً “لدي شكوك، أظن أن بعض الشباب قد يميلون للاقتناع بنظريات داعش، لا بد من حوار ثقافي موسع لكي نصل إلى إسلام عصري يتصدى للإسلام الرجعي”.

وكان الوزير الفرنسي المكلف أيضا بالإشراف على إدارة شؤون المعتقد يعلق على ظهور الناطقة باسم اتحاد الطلبة في جامعة باريس الرابعة مريم بوجتو خلال مقابلة تلفزيونية وهي ترتدي الحجاب.و يتعارض موقف الوزير مع دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -في لقاء مع صحفيين من قناة “بي أف أم” وموقع “ميديا بارت” يوم 16 أبريل الماضي- إلى وجوب احترام الحريات الدينية في بلاده للحفاظ على وحدة المجتمع، وقوله في اللقاء نفسه إنه يحترم كل امرأة ترتدي الحجاب.

وقد دافع اتحاد الطلبة الفرنسيين عن مريم منددًا بما وصفها بـ”نداءات الكراهية” التي تسبب بها وزير الداخلية من خلال تصريحاته في ظهورها على مواقع التواصل، مؤكدا أن “وراء ما ينظر له على أنه حوار بشأن العلمانية في فرنسا يخفي رهاب إسلام غير مقيد”.وأكدت رئيسة الاتحاد أن “المنظمة التي تترأسها تدافع عن العلمانية لكنها قناة مفتوحة لكل الطلبة مهما كانت انتماءاتهم وقناعاتهم الدينية”.وتساءلت “هل من الواجب على أي امرأة مسلمة محجبة أن تبقى خارج المجال العام كي لا توصم بأنها إسلامية متطرفة؟”.

ودافعت مريم عن نفسها، وقالت في مقابلة صحفية إنها لم تكن تنتظر أن تتحول قصتها إلى قضية دولة، وأكدت أن حجابها لا علاقة له بالسياسة، وأنه نابع من إيمانها الشخصي.

من هي مريم بوجيتو؟
مريم بوجيتو (19 عاما) فتاة مسلمة محجبة تترأس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا في جامعة السوربون بـباريس، وجدت نفسها فجأة وسط هالة من الجدال والنقاش في وسائل الإعلام المختلفة وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وتحولت قصتها إلى قضية سياسية وثقافية خاض فيها حتى السياسيون والوزراء.

تفجرت قصة مريم قبل أكثر من أسبوع بعد ظهورها في مقابلة على القناة التلفزيونية الفرنسية “أم6″، حيث تسببت في ردود فعل كثيرة، فبعض الفرنسيين لم يرق له رؤية فتاة مسلمة ترتدي الحجاب وهي تتحدث باسم نقابة طلابية على شاشة تلفزيون فرنسي، في حين رأى البعض الآخر أن الأمر لا يحتاج إلى بلبلة لكون الفتاة مندمجة في المجتمع الفرنسي واستطاعت بكفاءتها أن تترأس النقابة الطلابية.

و قالت مريم في حوار لموقع “بوزفيد نيوز” نشرته يوم 20 ماي الجاري إنها لم تكن تنتظر أن تتحول قصتها إلى قضية دولة، وأشارت إلى أن حجابها لا علاقة له بالسياسة وهو يتعلق بإيمانها الشخصي “حجابي ليس رمزًا سياسيًا”.

أغلب مسلمي فرنسا يعارضون حظر الحجاب
كشف استطلاع أجراه معهد “إيفوب” الفرنسي سنة 2016 أن نحو 65% من مسلمي فرنسا يؤيدون السماح للفتيات والنساء بارتداء الحجاب في المدارس والجامعات، وهو ما تحظره المؤسسات العامة العلمانية في فرنسا.
وخلص الاستطلاع الذي نشرته صحيفة “جورنال دو ديمانش” الأسبوعية إلى أن 20% من الذكور المسلمين و28% من الإناث المسلمات أيدوا النقاب والبرقع الذي يغطي الوجه والجسم.
كما ردّ 29% بالإيجاب عندما سئلوا إن كانوا يعتبرون النظام القانوني والأخلاقي للشريعة الإسلامية أهم من قوانين الجمهورية الفرنسية، بينما أكد 70% من الذين شملهم الاستطلاع تمسكهم بأكل اللحم الحلال.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.