بقلم فتحي الهمامي
الاتحاد و أجله و قد تكونت في مدرسته العريقة كما تكون الألاف ، تلك المدرسة التي علمتنا معاني الالتزام و النضال و ألهمتنا معاني الدفاع عن القيم و كنا تدربنا في صفوفها أبجديات العمل النقابي و تقنياته.
فمن باب الاعتراف بالجميل إذن و من باب الواجب و الغيرة على إرثه و دوره الوطني أيضا أن يدلي -اليوم و في كل وقت- المنضوي في الاتحاد و بالمثل الاطار النقابي برأيه في توجهات و مواقف قيادة الاتحاد حول أوضاع البلاد و إشكالياتها .
إنه حق كذلك يمتلكه النقابي و المواطن على حد السواء في نقد ما يراه نقدا في توجهات المكتب التنفيذي للمنظمة فبالاستفسار و بوضع نقاط الاستفهام و لفت النظر و النقاش الديمقراطي و النقد الصريح تتوضح الرؤية و تنجلي الغيوم و يصحح المسار إذا لزم الأمر !
لا أضيف جديدا إذا قلت أنه لا غنى لهذه البلاد عن إتحاد يلعب الدور الوطني المدافع عن مصالح البلاد العليا و عن مستقبلها و القائم على قوة الاقتراح و التعديل و النضال إن لزم الأمر . و ما بالعهد من قدم فقد أسهم الاتحاد بقوة في الانتصار على رمز الاستبداد و في محاصرة التطلعات الاستبدادية لحركة النهضة في عهد التروبكا و بالأمس القريب قام بتغليب روح الحوار و قاد اجتماعاته لحل أزمات عدة كان مر بها الانتقال السياسي في بلادنا. و قد حظيت هذه التمشيات في وقتها بشبه إجماع شعبي و نخبوي.
و اليوم أظن أن الاتحاد – في علافة بهذا الحوار القائم هذه الأيام حول وثيقة قرطاج 2 و حول تغيير/استمرار رئيس الحكومة قد انزلق في مسار تشوبه نقاط استفهام عديدة ! و هي التالية : – أتسال : ما هو الدور الأساسي للمنظمة النقابية ، أليس مطلبي /إجتماعي مكمل بأدوار أخرى منها النظر في الاختيارات الاقتصادية الاجتماعية ؟
– لماذا تتدخل -إذن – قيادة الانحاد و من قبلها نقابات عامة في تنحية أو تسمية عضوا في الحكومة؟ – بأي حق تطالب قبادة الاتحاد بازاحة الشاهد؟ أريد أن أفهم ! – ثم لماذا تتدخل قيادة الاتحاد في نقاشات و تجاذبات و “تفاهمات” ذات صبغة سياسوية على هامش ‘قرطاج2 ؟ – و هل تجد هذه “السياسة” اجماعا داخل الجسم النقابي ؟ -ألا نرى لهذه “السياسة” استتباعات على مستوى بعض الهياكل النقابية بتوسيع دائرة اهتمامها إلى التدخل السلبي في شؤون التسيير الاداري!؟ – ثم عند تصاعد الانفلاتات السياسيوية/ النقابية لماذا لا تتفاعل قيادة الاتحاد مع موجة النقد المواطنية في حينها لتجنيب المنظمة الخدش في مصداقيتها؟
– ألا تتأذى مصداقية الاتحاد عندما تقوم القيادة بنقد اختيارات حكومة أو وزير ساهم بصفة مباشرة في تعيينها /ه ؟ – ألا تتأثر إستقلالية المنظمة سلبا بوضع نفسها مع “هذا” ضد “ذاك” في هذا التجأذب السياسي القائم ؟
– ألا تقود هذه “السياسة ” إلى الموقع الفئوي و لعبة المحاور في تناقض مع الموقع الذي اختاره حشاد “أحبك يا شعب” !؟
– ألا يتحول الاتحاد بهذا السلوك إلى مجرد حزب كبقية الاحزاب لكن لم يعلن فقط على تأسيسه؟ – هل ثمة رأي توافقي ديمقراطي -اليوم – تسير عليه القيادة ينظم الشراكة و الاسهام في القضايا الوطنية بعيدا عن التأرجح بين مفهوم النقابة “الثورية” و مفهوم النقابة “الفئوية” ؟ – ألم يقود هذه الانغماس “السياسوي” إلى تراجع في الاهتمام في قضايا وطنية تهم قضايا انتهاك الحريات و تجاوز الدستور و مناصرة قضايا المغلوبين على أمرهم؟ – ألا يعي أصدقاءنا في المكتب التنفيذي أن التسامي عن التجاذبات و الالتزام بالموقف الوطني و الدور التوجيهي و التعديلي للاتحاد يعززان سلطته الرمزية عند المواطن و مكانته . و شتان بين السلطة المعنوية و السلطة السياسية العابرة !
إنها أسئلتي و أحسب أنها أسئلة فئات عريضة من النقابيين.
*اطار سابق للستاغ
شارك رأيك