بقلم الناشط السياسي المنذر بن عزوز وحادة
لم يعلن السيد يوسف الشاهد إستقالته من الحكومة..لم يعلن إستقالته من حزب النداء..لم يعلن إلتزامه بعدم الترشح إلى إنتخابات 2019..إذن ماذا جاء في خطاب يوسف الشاهد ؟؟
ثلاث محاور رئيسية تضمنها خطاب رئيس الحكومة :
الأول : محور صراع مباشر ضد المدير التنفيذي لحركة نداء تونس حافظ قايد السبسي.
الثاني : محور صراع غير مباشر مع المنظمة الشغيلة الإتحاد العام التونسي للشغل.
الثالث : إعلان مواصلة الحرب على الفساد و المفسدين.
ثلاثة محاور صراع من الحجم الثقيل يفتحها يوسف الشاهد في نفس الوقت على جبهات مختلفة ومتحركة ، هذا يقتضي إذا ما أراد رئيس الحكومة تحقيق إنتصارات فيها أن يكون له دعم سياسي كبير و حاضنة شعبية و جماهيرية واسعة و أيضا سند خارجي ..فهل هو الحال؟
يبدو أن السيد يوسف الشاهد في علاقة بالمحور الأول قد حسم أمره في العمل على إضعاف حافظ قايد السبسي بهدف إزاحته لاحقا من قيادة نداء تونس مما يتيح له إمكانية إحكام القبضة على الحزب و الشروع بالقيام بإصلاحات داخله والعمل على إقناع الفرقاء و المنشقين عن حزب النداء الرجوع إليه و بذلك يضمن السيد يوسف الشاهد حظوظ وافرة إذا ما قرر الترشح لإنتخابات 2019 بإسم حزب نداء تونس.
أما في علاقة بالمحور الثاني ، فإن تمسك الشاهد القيام بالإصلاحات الكبرى و في مقدمتها الصناديق الإجتماعية و إصلاح المؤسسات العمومية و التحكم في كتلة الأجور،هي مسائل ذات خلاف عميق مع الإتحاد العام التونسي للشغل في العديد من جوانبها الجوهرية إذ يعتبر الإتحاد أن جزء مهم من هذه الإضلاحات هي خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها…زيادة على ذلك موقف الإتحاد القاضي بضرورة رحيل يوسف الشاهد..فإلى أي مدى يوسف الشاهد قادر أن يحسم الصراع لصالحه مع الإتحاد العام التونسي للشغل و الحال أنه أعلن في خطابه بإلزامية توفيرمناخ إجتماعي يساعد البلاد على تجاوز أزمتها السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية !
فهل سيمضي الشاهد نحو تقديم تنازلات للإتحاد لضمان عدم تصاعد حدة الصراع بينهما؟
أما المحور الثالث الذي تناوله الشاهد وهو الإصرار على مواصلة الحرب على الفساد ،هذه الحرب و إن إنطلق فيها رئيس الحكومة منذ فترة ،إلاّ أن هذه الحرب صودمت بعراقيل كبيرة و بحرب مضادة من داخل حكومته و من خارجها لإجهاضها و إقبارها..فهل يوسف الشاهد له ما يكفي من أدوات و أسلحة للتحكم في هذه الحرب و الإنتصار فيها ؟؟
الظاهرمن خلال كلمة رئيس الحكومة ، أنه قد وضع نفسه في حقل ألغام من يدخله يصعب أن يخرج منه سالما ، اللهم أن يكون للشاهد خريطة مدققة للحقل الذي وضع نفسه فيه.
شارك رأيك