الرئيسية » مؤشر “الأمن السيبراني” يصنّف تونس في المركز الرابع عربياً و64 عالمياً

مؤشر “الأمن السيبراني” يصنّف تونس في المركز الرابع عربياً و64 عالمياً

 

من الجزائر عمار قردود

تم تصنيف تونس في المركز الرابع عربيًا و 64 عالميًا، حسب التقرير الذي أعدته أكاديمية الحكومة الإلكترونية في استونيا، لتتبوأ بذلك تونس مراتب متأخرة في مؤشر الأمن السيبراني العالمي، الذي يقيس مدى جاهزية البلدان لمنع التهديدات الإلكترونية الأساسية واستعدادها لإدارة الحوادث السيبرانية والجرائم المرتبطة بشبكة الإنترنت على نطاق واسع على غرار أغلب الدول العربية.

فيما احتلت قطر المرتبة الأولى عربيًا والـ30 عالمياً، تليها مصر في المرتبة الثانية عربياً والـ59 عالمياً، ثم سلطنة عُمان في المرتبة الثالثة عربياً والـ61 عالمياً، ثم المغرب في المرتبة الخامسة عربياً والـ71 عالمياً؛ بينما حلّت الجزائر في المرتبة السادسة عربياً والـ89 عالمياً.

وتصدّرت فرنسا المؤشر العالمي، تلتها ألمانيا، واستونيا، وسلوفاكيا، وفنلندا، وليتوانيا. وذكر المؤشر أن التهديدات السيبرانية باتت تؤثر بشكل مباشر على الأداء الطبيعي لأنظمة المعلومات والاتصالات الوطنية، بما في ذلك الخدمات الإلكترونية الهامة.
ولفت التصنيف العالمي إلى أن المؤشر الذي يهم 100 دولة يستند إلى الجوانب القابلة للقياس في الأمن السيبراني التي تنفذها الحكومات، كالتشريعات المعمول بها، وأشكال التعاون والتقنيات والبرامج المستخدمة لمواجهة التهديدات السيبرانية.
و كان أعلى تقييم، وهو 83.12، من نصيب فرنسا التي تصدرت المؤشر عالمياً.وعلى مستوى الدول الآسيوية تصدرت ماليزيا التنقيط بـ72.73، متبوعة باليابان بـ 66.23، وقطر بـ57.14.ومن بين 18 دولة إفريقية، تصدرت دولة موريشيوس التنقيط بـ46.75، فنيجيريا بـ44.16، ثم البينين بـ41.56، لتتفوق بذلك على تونس التي تموقعت في مراتب متوسطة على الصعيد القاري.

وسبق أن دعا الاتحاد الدولي للاتصالات، وهو منظمة تابعة للأمم المتحدة، الدول الأعضاء إلى ضرورة اعتماد إستراتيجية وطنية للأمن السيبراني من أجل مواجهة الثغرات وتنسيق الممارسات بين دول العالم.

إستراتيجية تونسية حكومية للأمن السيبراني
وكغيرها من دول العالم تواجه تونس تحديًا في مجال الأمن السيبراني على مستوى الوزارات والمؤسسات والأجهزة المختلفة في الدولة وجمعيات المجتمع المدني وكذلك الأفراد، لاسيَّما القطاعات الحيوية المتعددة ومنها قطاع الإعلام والاتصالات وقطاع المال والأعمال وقطاع التجارة وقطاع الطاقة وغيرها. ويعتبر الفضاء الإلكتروني من أكثر الفضاءات أهمية وإستراتيجية والأكثر عرضة للاختراق وللتلاعب في أي لحظة، والإضرار ببيانات الدولة والوزارات والشخصيات العامة والحكومات يعتبر من التحديات التي تؤرق مختلف دول العالم، ومن هنا يتوجب تكثيف الجهود والتعاون في هذا المجال للحيلولة دون تمكين المغرضين من تحقيق أهدافهم وللحفاظ على سلامة أفراد المجتمع وشبكات البنية التحتية في المؤسسات وتدعيمها بكل وسائل الأمن والحماية.

و تعمل الحكومة التونسية على وضع إستراتيجية وطنية للأمن السيبراني ترسم الخطوط العريضة لخريطة طريق تعزز الأمن السيبراني في تونس وتساهم في إنشاء وتعزيز فضاء إلكتروني آمن لحماية المصالح الوطنية لتونس والحفاظ على الحقوق والقيم الأساسية للمجتمع التونسي سواء تعلق الأمر بالإدارات الحكومية والوزارات والمؤسسات العامة والخاصة والأفراد. ما يعني أنه يجب العمل على نشر ثقافة الأمن السيبراني وكذلك نشر وتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية،

وزيادة الوعي بأخطارها وتداعياتها على الدولة والمؤسسات والأفراد بهدف رفع وتعزيز مستوى الأمن المتعلق بهذا النوع من الجرائم في المنظمات والمؤسسات العامة والخاصة، بالإضافة لمواكبة التكنولوجيا والتقنيات الحديثة التي من شأنها أن تجعل الأنظمة الإلكترونية أكثر أمنًا وفعالية ونجاعة، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات التي تهدد الأمن السيبراني للتصدي للجرائم العابرة للحدود والهجمات الإلكترونية.

أذربيجان تحذر العالم من هجمات إلكترونية كاسحة
هذا و حذر جهاز الأمن الإلكتروني الأذربيجاني، مؤخرًا، من احتمال حدوث هجوم سيبرياني كاسح قد يلحق الضرر بكثير من دول العالم.وأوضح المصدر أن الكثير من الأجهزة الإلكترونية وأجهزة شبكات المعلومات من المحتمل أن تتعرض، اليوم السبت وخلال الأيام القادمة، لهجوم سيبرياني.

وأشار التحذير إلى برمجة “في بي إن فيلتر”، التي تتسرب من خلال مداخل أجهزة توجيه الانترنت “لينك سيس” و”ميكرو تيك” و”نيت جيار” و”غناب ناس” و”تيب لينك”، كمصدر لتخريب أجهزة إلكترونية؛ من ضمنها الشبكات المنزلية.

وتعمل الجهات المهاجمة على تخريب معلومات في الأجهزة لتسريب المعلومات الشخصية. بينما أوصى الجهاز الأمني الأذربيجاني بتجديد برمجيات أجهزة توجيه الانترنت من خلال مواقع الشركات الأصلية.وكانت أوكرانيا قد حذرت، قبل يومين، من هجوم مماثل على أيدي قراصنة “يعملون تحت توجيه أجهزة رسمية لدولة جارة”، في إشارة إلى روسيا.

يمكن لتونس أن تخسر أكثر من 200 مليون أورو في أسبوع واحد في هجوم سيبيراني كبير
يمكن لتونس أن تخسر أكثر من ربع مليار دولار في اسبوع واحد وبهجوم لن تطلق فيه رصاصة واحدة، كما يمكن الحاق ضرر كبير بالمعطيات الرسمية المتوفرة لدى الحكومة في حال نجاح هجوم سيبيراني إلكتروني كبير .

و تحسبًا لذلك و تفاديًا لوقوعه ،تتعاون كل الأجهزة الأمنية و العسكرية التونسية مع مصالح مركزية في الحكومة في مشروع كبير يهدف للتصدي لنوع من الحرب غير مألوفة و غير تقليدية ، المشروع بدأ قبل عدة سنوات وتم تكريسه بقرار من الرئيس التونسي ،و يهدف لحماية البيانات الرسمية والمعطيات الموجودة في حواسيب الدولة من هجوم الكتروني واسع النطاق .
و تعمل مصالح مختلفة موزعة بين وزارات الداخلية و الخارجية و الدفاع و المصالح الأمنية المختصة على تنفيذ مخطط أمني على قدر كبير من السرية.

فقد تم تشكيل مجموعة عمل تضم خبراء في الحرب السيبيرية أو حرب الهجمات الالكترونية ، من أجل اعداد مخطط عمل لمواجهة احتمال تعرض آلاف الموقع والشركات التونسية لهجوم الكتروني واسع النطاق، وتم مناقشة موضوع احتمال تعرض تونس لهجوم الكتروني واسع النطاق ، وتقرر في هذا الشأن تشكيل مجموعة عمل لحماية المرافق الحيوية لتونس من احتمال التعرض لهجوم إلكتروني واسع النطاق .

وقال مصدر مطلع لـــــ”أنباء تونس” إن مجموعة العمل المكوّنة قررت أن تونس لا زالت ضعيفة في مجال أمن المعلومات ، لكن الخسائر الاقتصادية لهجوم الكتروني واسع النطاق لن تكون كبيرة مقارنة مع دول أخرة بسبب أن العديد من الإدارات وحتى البنوك لا تعتمد على الانترنت في تعاملاتها اليومية بل تعتمد على دوائر الكترونية مغلقة ، يمكن التحكم فيها.

و لن تقل قيمة الاضرار الاقتصادية التي يحدثها هجوم إلكتروني واسع النطاق في تونس يستهدف شركات كبرى وبنوك عن 200 مليون أورو ، ومن أجل الوقاية من هذه الأخطار تقرر أن تعمل كل مؤسسات الدولة والشركات العمومية ذات الطابع الاقتصادي على انشاء منظومات اتصال بديلة يمكن اللجوء لها في حالة الطوارئ، بالإضافة إلى تخزين كلفة المعلومات المتوفرة في حواسيب الشركات في مواقع آمنة يمكن استرجاعها منها في الحالات الطارئة.

ماذا يعني الأمن السيبراني؟
الامن السيبراني هو عبارة عن مجموع الوسائل التقنية والادارية التي يتم استخدامها لمنع الاستخدام غير مصرح به وسوء الاستغلال واستعادة المعلومات الالكترونية ونظم الاتصالات والمعلومات التي تحتويها بهدف ضمان توافر واستمرارية عمل نظم المعلومات وتأمين حماية وسرية وخصوصية البيانات الشخصية ولحماية المواطنين من المخاطر في الفضاء السيبراني.

فمصطلح الأمن السيبراني جاء من لفظ السيبر المنقول عن كلمة (Cyber) اللاتينية ومعناها الفضاء المعلوماتي، ويعني مصطلح الأمن السيبراني cyber security “أمن الفضاء المعلوماتي” من كل جوانبه، وهو عبارة عن تعبير شامل عن العالم الافتراضي الذي يحوي كل ما يتعلق باستخدامات وآليات وتطبيقات وتجهيزات تقنية المعلومات والحاسب الآلي، والترابط فيما بينها من خلال شبكات الحاسب والاتصالات والإنترنت.

الأمن السيبراني يعد مجموعة من الوسائل التقنية والتنظيمية والادارية التي يتم استخدامها لمنع الاستخدام غير المصرح به وسوء الاستغلال، واستعادة المعلومات الالكترونية ونظم الاتصالات والمعلومات التي تحتويها وذلك بهدف ضمان توافر واستمرارية عمل نظم المعلومات وتعزيز حماية وسرية وخصوصية البيانات الشخصية، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المواطنين والمستهلكين من المخاطر في الفضاء السيبراني. والأمن السيبراني هو سلاح استراتيجي بيد الحكومات والأفراد لا سيما أن الحرب السيبرانية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من التكتيكات الحديثة للحروب والهجمات بين الدول.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.