الرئيسية » قراءة اتصالية من خبير في خطاب يوسف الشاهد

قراءة اتصالية من خبير في خطاب يوسف الشاهد

 

بقلم عربي سوسي

كتب عربي سوسي خبير في الاتصال الرقمي والمؤسسي قراءة اتصالية في الخطاب الاخير لرئيس الحكومة يوسف الشاهد و الذي اثار جدلا واسعا على الساحة السياسية .

و جاءت القراءة كالتالي :

– اختيار نوعية “الخطاب المباشر” كوسيلة اتصال وهو أفضل طريقة تكون فيها الأفكار مرتبة ومعدة و الجمل والمصطلحات منتقيةـ افضل من الحوار التلفزي مثلا والذي يمكن أن يخرج عن السيطرة.

– اختيار التلفزة كوسيلة تواصل جماهيري وهو خيار أمثل أيضا، فاذا كان خصوم الشاهد يلتجئون للفايسبوك أو الحوارات الاذاعية والتصايحات الخاطفة فهو يستعمل امامهم افضل أسلحته (وله الحق في ذلك) أي التلفزة الوطنية للتواصل مع الرأي العام الشعبي الذي يعد الجمهور الأكثر مساندة له. يعني يلعب في ميدانه وأمام جمهوره.

– كانت حركات رئيس الحكومة قليلة ولكن منسجمة ومتزنة مع بعض الانحناء الي الأمام فهو قابل للمواجهة بل وأصبح في موقع المبادر وليس المدافع.
– كثرة ترميش العينين تأتي عادة من المجهود الذهني في التركيز الأقصى والانتباه حتى تعطي لحظة ارتياح لمراكز الانتباه والادراك.

– بالنسبة للنغمة كانت هادئة ورصينة تدعو الى التعاطف والمساندة وتتخللها بعض التوترات عند الارتجال. ولكن أيضا تغير النغمة لتصبح أعلى وأكثر إصرارا عند ذكر اسم حافظ قائد السبي وأكنه الأمر الأهم او الأصعب أو الأكثر تشنجا من غير المسائل الأخرى، وربما يكون هذا أحد أخطاء هذا الخطاب اذ كيف يعطي رئيس الحكومة  قيمة معنوية لازمة حزبه أكثر من ازمة حكومته. وحتى تعليله أن السبب هو “تسرب” هذه الازمة للدولة فهو مسؤول أيضا عن هذا فهو صاحب القرار، الى جانب الخلط بين مفاهم الدولة والحكومة والحزب الحاكم.
– تركيبة الخطاب وجدتها جيدة حيث كانت منسجمة في قسميها الأول عند الحديث عن تقييم عمل الحكومة والاعتراف بالصعوبات ثم الانتهاء بالمقترح العملي ” أنا بعد التقييم سأقوم “…” انا بش نوجه دعوة”

– والقسم الثاني عندما توجه في الحديث على نداء حافظ على نفس التسلسل وقد فعل حسنا عندما عاد في اخر خطابه للحديث عن الحكومة واستحقاقات المرحلة وكأنه قوس أغلق قولا ثم فعلا.

أجاد الشاهد استعمال الضمائر في جانب كبير من مراحل الخطاب وخاصة الانتقال من “نحن” الحكومة “أنا” “واعي وملتزم بالمسؤولية”..” نحب نأكد للتوانسة وانطمنهم” حتى يبرز العمل الجماعي ووحدة الحكومة وقيادته لهذا الفريق. ولكنه تحدث بلغة الغائب “هم” ” التوانسا فدو ” وهي أقل حدة من القول “انتوما فديتو” ، كما تحدث بنفس الضمير عند حديثه على نداء تونس رغم أن المستهدف هم أنصار نداء تونس وناخبيه وهو خلط متعمد ربما .

في 11د و24ث شد يوسف الشاهد انتباه الرأي العام وأوضح تموقعه وحدد خصومه وهي أهم الرسائل التي نجح فيها .

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.