بقلم احمد الحباسي
في مثل هذه الفترة من السنة الماضية منعت إدارة فيسبوك النشر على الصفحة الرسمية لموقع أنباء تونس / كابيتاليس اثر بلاغ خبيث من ” عدد ” من مستعملي النت الموتورين المشبوهين بعلة وجود مادة إعلامية منافية لقواعد النشر ،
طبعا كان واضحا أن هذا الهجوم الالكتروني لبعض الذين يشتغلون بلا هوادة لدى فرع الإخوان المسلمين بتونس مدار بليل منذ فترة و جاء المقال ” ما سر غياب حركة النهضة على صلاة العيد ” و هو مقال محرر من العبد الفقير ليكون حصان طروادة الذي استغله جماعة السمع و الطاعة و التقية و التمكين لمحاولة ضرب الموقع ، في الحقيقة و الواقع هناك نية واضحة و مسترسلة من الحركة الاسلامية لضرب كل المواقع الإعلامية بشتى أنواعها و محاولة لجم أصواتها التي تسعى من باب المهنية الإعلامية إلى فضح كل الخطط المشبوهة التي تستهدف الوطن و الراية الوطنية ،
في هذا الإطار يأتي استهداف موقع أنباء تونس السنة الماضية و لا تزال حملة الاستهداف متواصلة لان ” الجماعة ” فهموا في نهاية الأمر أن كل محاولاتهم الخبيثة للتخفي و المواربة و التضليل البصري و الذهني قد فشلت في إقناع الشعب التونسي بأنهم كائن فاضل متعفف نظيف .
الإخوان لا يؤمنون بلغة الحوار حلا للمشاكل و توضيحا للرؤية المنعدمة أو الغامضة و حين يقف هذا الموقع متصديا لرغبة إخوان تونس في أن يلتحق بهم إخوان مصر الذين أسقطتهم الثورة الشعبية الرافضة لحكم العميل محمد مرسى فهذا الموقف الوطني المبدئي سيفتح باب جهنم على مصراعيه أمامه لان من عادة الإخوان أن ينتقموا من كل الذين يقفون ضد مخططاتهم الجهنمية ، بطبيعة الحال لا يفهم ” الجماعة ” في تونس أن فترة حكمهم بعد ثورة 2011 قد كشفت كل عوراتهم المخيفة و أفحمت كل متشكك بأن هؤلاء القوم لا يملكون ذرة من الوطنية تجاه هذا الوطن تجعلهم يدافعون عنه وقت الشدة و في كل الأحوال فقد رأينا غلاما قبيحا من غلمانهم التكفيريين يدفع بالراية الوطنية في كلية منوبة ليعوضها بخرقة سوداء تجمع حولها قطيع من الذئاب ” البشرية ” المنفردة و لولا وقفة تلك الحرة التونسية خولة الرشيدى التي غامرت بنفسها لتدافع عن الراية الوطنية لتم إنزال هذا الرمز الذي دفعت فيه أجيال من الوطنيين دماءها الزكية و يتم رفسه و دهسه على أنغام التهليل و التكبير .
ربما اعتبرت نقابة الصحفيين في حينه أنّ ” ما تعرّضت له كل من أنباء تونس /كابيتاليس ضربا لحرية تداول المعلومات ومضايقة على خلفية محتوى إعلامي لا يمسّ الحياة الخاصة للأشخاص ولا يتضمّن دعوة إلى التمييز أو العنف ويدخل في إطار حرية الصحافة والتعبير و لا تخفي النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين مخاوفها من إمكانية استعمال حملات تبليغ منظّمة على مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف وسائل إعلام للحدّ من سعيها لكشف الحقيقة للمواطن ومكافحة الفساد ونشر المعلومات و كشف حقيقة جماعة الإسلام السياسي ” كما جاء على لسان أكثر من متحدث باسم النقابة و لكن الحقيقة اخطر من كل هذا لان هؤلاء القوم الذين ركبوا بساط الثورة دون أن يكونوا شركاء فاعلين فيها او داعين لها بتلك الصورة التي حدثت بها و من بينهم محمد المرزوقي رئيس الصدفة السابق و أحد العملة لدى المحمية القطرية ذات الميول الصهيونية المعروفة لم يتورع عن ” تأليف ” كتاب سماه ” الكتاب الأسود ” كل ذلك ليشفى غليله و حقده على الإعلام و على رجال القلم و الرأي الذين طالما ناضلوا في سبيل إجهاض حلم الموتورين مثله و مثل حركة النهضة في إنشاء دولة قروسطية معادية للتاريخ و مرتكزة على فكر ظلامي متوحش كئيب يدعو للكراهية و العنف و عدم التعايش مع الآخر ، بطبيعة الحال كان منطقيا و منتظرا أن يخرج السيد رضا الكافي مدير الموقع بذلك التصريح المثير كنوع من الاحتجاج ضد كل محاولات الهرسلة و التدجين.
” المساجد ، القلاع الحصينة لحركة النهضة ” ، هذا عنوان مقال رأى منشور على هذا الموقع لكنه مقال قنبلة يأتم معنى الكلمة و حركة النهضة حساسة جدا عندما يتم التعرض بالبحث و التمحيص و التنقيب وراء شبكات تسفير الإرهابيين إلى سوريا أو وراء أعضاء الحركة المتهمين بالتجارة و توريد الأسلحة إلى تونس أو وراء التمويل الخليجي و الخارجي المشبوه للارهاب ، طبعا حركة النهضة تستغل المساجد و المدارس القرآنية ليس للدعوة إلى الله بل إلى وصم الإسلام بالإرهاب و إشباع الغرائز الجنسية لهؤلاء الفاقدين للأمل في الحياة و الباحثين غرورا عن الجنة الموعودة الزائفة التي بشر بها شيخ الفتنة المنزوع الجنسية يوسف القرضاوى كل أتباعه الإرهابيين ،
هنا يأتي دور الإعلام النزيه و الوطني و المهني لكشف تجاوزات النهضة ضد المجموعة الوطنية و لكن ليس سهلا بطبيعة الحال أن تناصب ” كابيتاليس ” هذه الحركة العداء لأنها حركة قادرة و مستعدة لكل العمليات الانتقامية و بكل الطرق الهابطة و الغير الأخلاقية و الغير الإنسانية لضرب معارضيها و إسكات أصواتهم العالية تماما كما حصل تماما مع الشهداء البراهمى و بلعيد و نقض و بقية شهداء الوطن من الأمنيين و العسكريين .
من المعلوم أن الإخوان يشكلون عصبة مترابطة واحدة و بهذا المعنى فقد تشكلت الهجمات الإعلامية الموتورة ضد الموقع من عديد الإعلاميين و السياسيين و كان سقوط النائبة سعيدة ونيسى في منزلق الاعتداء اللفظي الهابط ضد الموقع من أكثر السقطات المهينة لهذه الحركة الدموية التي طالما بحثت عن إسكات صوت المعارضين بكل الطرق ، بالنهاية نحن اليوم أمام مشهد اجتماعي و سياسي منقسم بين فكر الحداثة و فكر الانغلاق و لعل المعركة لا تزال في بدايتها و علينا أن نعلن بمنتهى الوضوح إننا نقف مع الموقع في هذا الحرب القذرة المفروضة عليه .
شارك رأيك