من الجزائر:عمّــــــار قــــردود
و أشارت القناة التلفزيونية الى أن مدة إقامة المغاربة بالجزائر انتهت اليوم، ويتوجب عليهم التنقل الى الرباط من أجل استكمال الوثائق والتمكن من تجديد الاقامة بالجزائر.
هذا و قد أضطر هؤلاء المغاربة إلى إختيار السفر من الجزائر إلى المغرب عبر تونس ثاني أيام عيد الفطر المبارك بعد التأكد أن أماكن للحجز في الرحلات المباشرة الرابطة بين الجزائر والمغرب،غير متوفرة خلال هذه الفترة إلى غاية عيد الأضحى المبارك.
وأوضح نفس المصدر أن عددًا من من المغاربة المقيمين بالجزائر تمكن في في رحلة الثامنة صباحًا، من التوجه إلى تونس ومن ثم الى المغرب، فيما تم منع فوج الرحلة التي انطلقت في حدود 11 صباحًا.و يتواجد أكثر من 2000 مغربي يتواجدون في الجزائر بطريقة شرعية و يعملون في عدة مجالات.
مصدر مسؤول بالسفارة المغربية بالجزائر قال لـــ”أنباء تونس” تعليقًا عن الحادثة أنه لا يحوز أية معلومات رسمية عن قضية منع الرعايا المغاربة من عبور الأراضي التونسية بعد رفض السلطات التونسية ذلك و صرح بصريح العبارة “لا علم لنا بما حدث”و إعتذر عن عدم إفادتنا بأية معلومات و رفض الخوض في أمور ليست له معلومات وافية عنها،مشيرًا أن سيربط إتصالاته بالسفارة المغربية بتونس للإستفسار عن ذلك واعدًا إيانا بإبلاغنا بأية معلومات حال ورودها إليه.
رجّح متتبعون للشأن المغاربي لـــ”أنباء تونس” إن قرار شركة طيران تونس منع إعتبار من اليوم الخميس رعايا مغاربة من السفر على متن طائرتها المتجهة إلى تونس، دون تقديم أسباب ذلك ربما جاء لدواع أمنية محضة تكون قد إستجدّت فجأة و بناء على تقارير أمنية و إستخباراتية،خاصة و أن الجزائر سبق لها و أن منعت مغاربة من السفر إلى ليبيا سابقًا و إعتقدت أنهم يريدون الإلتحاق بالتنظيم الإرهابي “داعش”.
و لم تتحرك حتى الأن السلطات المغربية التي تركت 70 رعية مغربية عالقة بمطار الجزائر الدولي بسبب إنتهاء مدة إقامتهم بالجزائر،رغم أن السلطات التونسية لم تُقدم بعد على طردهم و ترحيلهم،كما لم يصدر أي بيان رسمي من السلطات التونسية لتبرير سبب منعها لدخول 70 مغربيًا إلى تونس.و يعتقد هؤلاء الخبراء إن السبب قد يكون “أمنيًا وظرفيًا”، وإنه قد يتم رفع قرار المنع وتمكين الجميع من المغادرة قريبًا.
فيما أوضح مصدر مسؤول بشركة الخطوط التونسية بالجزائر لـــ”أنباء تونس” أنه ليس له أي معلومات عن أسباب المنع لكنه أكد فعليًا ذلك،و رفض مدنا بأية تفاصيل ممكنة.
و في سبتمبر 2017 قامت الحكومة التونسية بطرد الأمير المغربي مولاي هشام إبن عم ملك البلاد محمد السادس بينما كان يعتزم إلقاء محاضرة حول السياسة التونسية،وكتب الصحفي الإسباني المتخصص في المغرب العربي إغناسيو سمبررو مقالاً في الجريدة الجزائرية الإلكترونية “تو سير لالجيري”-كل شيء عن الجزائر- ولوديسك المغربية يروي فيه حادث طرد الأمير من تونس. وقامت الشرطة بنقله من الفندق الى مطار تونس الدولي، وأبلغته قرارًا شفويًا بضرورة مغادرة البلاد. ووصل الأمير مولاي هشام الى باريس قادمًا من تونس. ولم تصدر تونس بيانًا في الموضوع بل اكتفت بإخبار الأمير أن القرار سياسي.
وكان الأمير يعتزم المشاركة في ملتقى دولي حول الانتقال الديمقراطي في المغرب العربي: نموذج تونس وهو من تنظيم الجامعة الأمريكية ستنفورد في ولاية كاليفورنيا. ولم يعلق الأمير حول قرار الطرد، ولم يصدر بيانا حول الموضوع.
وكتبت الصحفي سمبررو أن المغرب قد يكون وراء طرد الأمير من تونس وقد ضغط على الحكومة التونسية لكي توقف أنشطة الأمير. .وأوردت جريدة “تينيزي فيزيون” التونسية أن السلطات قد تكون أقدمت على ترحيل الأمير تجنبا للمشاكل مع المغرب. ورغم أن كل شيء وارد، فأطراف أخرى تنفي وقوف المغرب وراء الطرد لأنه لم يسبق له التدخل لمنع أي محاضرة للأمير في الخارج، وبالتالي تشير الى أنظمة الخليج الملكية التي قد تكون ضغطت على تونس.
والأمير مولاي هشام هو ابن الأمير مولاي عبد الله شقيق الراحل الحسن الثاني وابن خالته هو الوليد بن طلال وجده من أمه هو اللبناني رياض الصلح ويدعو الى الإصلاح الديمقراطي في العالم العربي.
و في فيفري الماضي منعت السلطات التونسية المعارض السياسي الجزائري رشيد نكاز، من الدخول إلى أراضيها، حيث أمضى ليلة كاملة في مطار تونس، قبل أن يتم إجباره على المغادرة باتجاه فرنسا التي قدم منها.وأوضح نكاز آنذاك أن مسؤولاً أمنيًا في مطار “قرطاج” الدولي بتونس (لم يوضح هويته)، أبلغه أن السفارة الجزائرية في البلاد تقدمت بطلب رسمي إلى السلطات التونسية لمنعه من الدخول.ونشر نكاز، مقاطع مصورة على صفحته في “فيسبوك”، توثّق كيفية حجزه في مطار قرطاج فور وصوله، ومنعه من دخول البلاد.
وأشار إلى أن “السلطات الجزائرية سبق وأن طلبت من سلطات ميانمار، منعه من الدخول للتضامن مع مسلمي أقلية الروهينغيا في إقليم أراكان”، دون ذكر تفاصيل إضافية عن الأمر.وتابع في السياق ذاته: “الخارجية الجزائرية راسلت نظيرتها في تونس بتاريخ 18 ديسمبر الماضي، لطلب منعي من دخول تونس للمشاركة في مسيرة نحو مدينة عنابة (شرق الجزائر) تزامنا مع الذكرى 29 لتأسيس اتحاد المغرب العربي”.وسبق وأعلن الناشط الجزائري، عزمه السير على الأقدام من العاصمة تونس نحو مدينة عنابة في الشرق الجزائري في فبراير في مبادرة فريدة بمناسبة الذكرى 29 لتأسيس الاتحاد المغاربي الذي يعاني حالة جمود.
ويعد رشيد نكاز أحد الناشطين السياسيين في الجزائر، وكان يقيم في فرنسا، غير أنه أعلن في أكتوبر 2013، تنازله عن جنسيته الفرنسية من أجل استكمال الإجراءات القانونية لخوض انتخابات الرئاسة في الجزائر التي جرت في 17 أبريل 2014، وفاز فيها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقية بولاية رابعة ولم يتسنّ لنكاز خوضها بسبب “عدم جمع توقيعات كافية للترشح”، وفق السلطات.
وقام بعدها بعدة احتجاجات فريدة في الجزائر منها قطعه أكثر من 600 كلم سيرًا على الأقدام من شرقي البلاد باتجاه وسط العاصمة نهاية العام 2014 في إطار ما أسماه “مسيرة للتغيير السلمي”.
وقبل دخوله معترك السياسة في الجزائر في 2014، كان نكاز، وهو رجل أعمال يسمى في فرنسا باسم “محامي المنقبات”، حيث أنشأ عام 2010 صندوقًا بمليون يورو لدفع غرامات المنقبات في فرنسا أمام المحاكم بعد صدور قانون يجرم من ترتدي هذا الزي، وأطلق عليه اسم “صندوق الدفاع عن الحرية”.
شارك رأيك