بقلم أحمد الحباسي
ما يحدث فى مصر من تفجيرات و قتل وإرهاب أمر غير معقول ويخرج عن نطاق المنطق، لكن من حقنا أن نتساءل لماذا يصر الإخوان المسلمون فى مصر و فى تونس وفى سوريا على وجه التحديد على الترويع و القتل والارهاب و مزيد إسالة الدماء وبشكل جنونى فات كل الحدود؟
لا بد أن فى الأمر سرا وبداية الخيط فى هذا العنف تم اكتشافه بعد أن تسربت للإعلام قصة مخدرات الكابتغون الذي يتزود بها هؤلاء الإرهابيون الاخوان ومن ماثلهم قبل كل غزوة من غزواتهم الدموية القذرة التى تستهدف الأبرياء والأطفال والشيوخ والنساء.
حالة تشابك بين الإرهاب وبين تجارة المخدرات.
هذا يؤكد مرة أخرى جبن هذا القطيع المسموم وعدم قدرته على مجابهة الواقع القائل بأنه ما يفعلونه لا علاقة له إطلاقا لا بالجهاد ولا بالإسلام ولا بالبشرية، يعنى أن من يقفون وراء الإخوان يعلمون علم اليقين أن هؤلاء الحيوانات لن تتحرك قيد أنملة دون أن تغسل أدمغتها مسبقا برسائل الكفر والدعوة للقتل التي يؤمنها شيخ الفتنة القطري يوسف القرضاوى ومن والاه من عمائم الشر ومن دون أن يتم حشو أدمغتها بكميات وجرعات من المخدرات عالية المفعول التخريبي ليتحولوا إلى قتلة مأجورين في يد الصهيونية العالمية.
منذ فترة تم توقيف أمير سعودي من العائلة المالكة في مطار بيروت بعد أن تم ضبطه بصدد إدخال كميات كبيرة من مخدر الكابتغون الشهير. لم تكن الفضيحة الأولى التي تتعرض إليها العائلة السعودية الحاكمة في بلاد الحجاز لأن كل الدلائل كانت تشير إلى تورطها في زراعة وبيع المخدرات وكان من المعلوم للمتابعين أن “القاعدة” التي أنشأتها المخابرات الأمريكية لمواجهة الوجود الشيوعي في أفغانستان زمن الاتحاد السوفياتي السابق كانت تتاجر في بيع المخدرات وأن هناك حالة تشابك بين الإرهاب وبين تجارة المخدرات وبيع السلاح والأعضاء البشرية والجنس الأبيض.
هذا هو الأخطبوط الخطير الذي يدمر البلدان العربية وهو نفس الأخطبوط الذي تستعمله أمريكا و إسرائيل و بعض الدول الخليجية لخدمة أغراضها في تفتيت المنطقة العربية وضرب أعمدة المقاومة فيها تحت كل العناوين بما فيها العنوان الثقافي وعنوان الوعي بخطورة هذا المسعى على وحدة الشعوب العربية و تماسكها أمام الأعداء.
ربما يسمع البعض أحيانا عن نيات دول الخليج في محاربة الإرهاب أو المخدرات أو تجارة السلاح أو بيع الأعضاء البشرية أو المتاجرة في الجنس لكن كل الإحصائيات و الدراسات والتحاليل الإعلامية تؤكد أن دول الخليج تعد من أكبر المتاجرين في هذه الآفات كما أن هذه التجارة تقف وراءها العائلة المالكة أو كبار الأثرياء في الدول الخليجية مثل عائلة الخاشقجى ومثل العائلة السعودية ( فضيحة الرشاوى في صفقة اليمامة الشهيرة مثالا).
الصراع القطري الإماراتي في تونس
في تونس هناك دور إماراتي مشبوه وهناك دور قطري مشبوه أيضا، خصائص الدور الإماراتي أنه يريد ضرب الدور القطري، هذا واضح ولم يعد خافيا على أحد ولعبة المخابرات التي تدور على أرض تونس خاصة بعد الثورة تهدف في حقيقة الأمر ومن جانب الإمارات إلى ضرب مشروع الإخوان المسلمين في تونس و في كل المنطقة العربية وهذا الدور تمثله قطر مثلما جاء في الكتاب الفرنسي الشهير “قطر هذا الصديق الذي يريد بنا شرا”.
ليس سرا أيضا أن المخابرات التونسية وخاصة بعد انتخابات 2014 وصعود حزب النداء إلى الحكم قد باتت تدرك كثيرا من خيوط اللعبة القطرية الإماراتية في تونس وصمتها في عدم كشف المستور يرمى إلى ترك الوقت للوقت حتى تفرز هذه المعركة الشرسة بين جهازي المخابرات في البلدين الخليجيين منتصرا.
لكن من الواضح أن حركة النهضة التي فقدت السند المصري القوى والمتعدد الأدوار بعد سقوط الرئيس محمد مرسى وباتت تعانى من قلة الموارد المالية التي جعلتها تفوز بسهولة غريبة في انتخابات 2011 قد ارتمت نهائيا في حضن الحليف القطري الذي كلفته الإدارة الأمريكية بخدمة المشروع الصهيوني كمقاول كبير بإمكانه أن يلتجئ إلى أدواته “العربية” للقيام ببعض المقاولات الصغيرة مثلما حصل مع استقبال حركة النهضة لصهاينة ما سمي “بأصدقاء سوريا” في تونس وما أثارته تلك الزيارة و الاستقبال من سخط و غضب في الشارع التونسي أو استقبال عراب المؤامرات الصهيونية في المنطقة العربية برنار هنري ليفي و صديقه الحميم سيء الصيت السيناتور جون ماك كين أو القيام بتلك الخطوة القذرة بقطع العلاقات الدبلوماسية و الاقتصادية مع الشقيقة سوريا في سقطة سياسية وأخلاقية ستبقى عارا في تاريخ الحركة الملوث بدماء الأبرياء وبحالات متعددة من بيع الضمائر و خدمة الأغراض المشبوهة.
لقد كانت رهانات الدوحة الخارجية في ضرب الاستقرار في تونس و تمكين الجماعات الإرهابية التكفيرية من “ارض الميعاد” لإنشاء دولة الخلافة السادسة كما جاء في طموحات رئيس الحكومة السابق حمادي الجبالى في إحدى خطبه الشهيرة كبيرة و تستحق الوقوف عندها في كثير من العناوين ولو نجح المشروع القطري فلكم أن تتخيلوا كيف ستتصرف هذه الدويلة الزائدة عن اللزوم في مجريات الأحداث وتداعياتها وإرهاصاتها على المستوى الإقليمي والدولي خاصة بعد سقوط العراق ودخوله في شبه حرب أهلية.
مخطط مشروع الفوضى الخلاقة
إن حدث في سوريا من إرهاب وقتل ودمار بفعل المال والدعم القطري للجماعات الإرهابية يعطى مساحة كبيرة من التفكير حول خطورة هذا الدور القذر وحالة تشابك المصالح بين العائلة القطرية الحاكمة والغايات الصهيونية والأمريكية التي يختزلها البعض فيما سمي بمشروع الفوضى الخلاقة الذي أدى إلى حد الآن إلى استشهاد الملايين في سوريا، اليمن، مصر، تونس، ليبيا وغيرها من الدول العربية وتدمير وإتلاف المؤسسات والآثار والبنية التحية إضافة إلى تهجير الملايين إلى دول عديدة مما عزز العربدة الصهيونية المتصاعدة وزاد في وهن وضعف هذه الدول المستهدفة وإمكانية تعرضها إلى فيروسين قاتلين هما الإرهاب والتطبيع مع العدو الصهيوني.
ربما هناك عاملان مهمان كان لهما دور فاعل في إسقاط مؤامرة الإخوان في تونس لكنهما لم يأخذا حظهما من التحليل. الأول اعتصام الرحيل والثاني حادثة اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمى.
اعتصام الرحيل شكل أول الضربات الشعبية الفاعلة والمهمة التي أصابت مشروع حركة النهضة في إسقاط مؤسسات الدولة وإنشاء دولة الخلافة وضرب النمط المجتمعي الوسطي المختزل في الإرث البورقيبي بكل ما يحمله من تنوير وتحضر ورفع في مستوى المرأة والسعي إلى الحداثة والتطور وهو المشروع الذي شكل لوحده شوكة مسمومة في حلق المتآمرين على مفهوم الدولة و الأمة التونسية.
اغتيال الشهيدين فضح الفكر الإرهابي الذي يقوم عليه مشروع الإسلام السياسي في تونس و في كامل المنطقة العربية وهذا الفكر المزدوج و اللقيط كان من أهم المواضيع التي حاربها الشهيدان في كل المنابر الإعلامية والثقافية والخطابية الشعبية وقد كانت عمليتا الاغتيال تهدفان إلى إسكات الصوتين إلى الأبد أولا من باب بث الرعب والصدمة في القلوب وثانيا من اجل ترسيخ فكرة واضحة عن مدى استعداد الحركة لضرب معارضيها وإسالة الدماء في الشوارع مثلما تفوه بذلك علنا رئيس الحكومة ووزير الداخلية السابق على العريض وزير العدل السابق نورالدين البحيرى إضافة إلى نواب بالمجلس التأسيسي مثل الصادق شورو والحبيب اللوز والصحبى عتيق .
لقد بات معلوما اليوم بالوثائق والأدلة والبراهين والتصريحات جوانب متعددة وخطيرة من أشكال التدخل القطري في شؤون تونس والتي تحدث عن تفاصيلها المرعبة عديد المحللين العرب والأجانب ولقد حاولت حركة النهضة استغلال هذا الدور لإسقاط مفهوم الدولة خدمة لأغراضها الشخصية وعلاقاتها الخارجية في نفس الوقت ومن المؤكد أن وثائق وزارة الداخلية وأرشيف جهاز أمن الدولة يحملان كثيرا من الأسرار الخطيرة التي لو تم كشفها للعموم ستزيل كثيرا من الغيوم المتلبدة في كثير من الأذهان.
كما أنه من الثابت أنه لو تم تقصي الحقيقة بكامل المهنية والشفافية في خصوص ملف شبكات تسفير الإرهابيين إلى سوريا إضافة إلى علاقة الحركة بالمال النفطي الفاسد ومن خطط و مول ونفذ عمليتي اغتيال الشهيدين بلعيد والبراهمى ومن يقف وراء ملف القناصة إضافة إلى موضوع علاقة الحركة بالقيادي الليبي عبد الحكيم بلحاج وملف محاولة اغتيال النائب رضا شرف الدين وملف اغتيال الشهيد محمد الزوارى إضافة إلى عدة ملفات خطيرة أخرى يضيق المجال بعدها وحصرها فإن هذا التقصي والبحث سيكشف مدى خطورة ما خطط لهذه البلاد في الغرف المغلقة و يبقى السؤال بدون إجابة : تخيل لو نجحوا … فقط تخيل.
شارك رأيك