اكد رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، في كلمة القاها عنه وزير الثقافة، محمد زين العابدين، بمناسبة انعقاد “مؤتمر وزراء الثقافة العرب” وإعلان تونس للعقد العربي في الحق الثقافي، على ضرورة توظيف الثقافة لخدمة التنمية الإنسانية والفكرية ودعم حقوق الإنسان من خلال الثقافة.
بالاضافة الى زيادة التقارب الفكري بين المجتمعات العربية، ومواصلة الجهد للقضاء على الأمية، ودعم الاستفادة من التقدم العلمي وتطبيقاته في مجال الثقافة، إلى جانب الدور المحوري الذي تضطلع به الثقافة لترسيخ قيم السلم والتعايش والتسامح والانفتاح على الغير، وهي قيم أساسية لا بدّ من مضاعفة الجهود لتكريسها على أرض الواقع.
وشدد السبسي على التزام تونس التام بالمرجعيتين الدولية والعربية للحقوق الثقافية، وسعيها إلى تكريس هاتين المرجعيتين في السياسات الوطنية وفي المشاريع المشتركة بين البلدان العربية، مشيرا الى احتضانها العديد من اللقاءات في أعلى مستوى، بالإضافة إلى الندوات الفكرية واجتماعات الخبراء، مساهمة منها في صياغة رؤية مشتركة تكون قابلة للتفعيل والتطبيق.
من جهة اخرى، اكد السبسي حرص تونس على أن تكون الثقافة متاحة للجميع وأن يكون مجال الإبداع مفتوحا للشباب، حرصها على أن تشمل الحقوق الثقافية المرأة في الأوساط الريفية وأصحاب الحاجات الخاصة، دون تفرقة على أساس عرقي أو اجتماعي أو جهوي.
واعرب في ذات الاطار على امله الكبير في أن يمثل تفعيل العقد العربي للحق الثقافي فرصة لكل البلدان العربية لتطوير تشريعاتها في هذا المجال، وإنجاز المشاريع العربية المشتركة التي تم إقرارها أو التي هي في طور الإقرار. ولتوفير أساس لذلك النجاح فإنه من الضروري أن يقع تشريك المثقفين والفنانين ومكونات المجتمع المدني في تحقيق أهداف هذا العقد، وأن يقع تحفيز المستثمرين وإقناعهم بأهمية الميدان الثقافي، فالثقافة شأن عام ينبغي أن تتعاضد كلّ الأطراف الفاعلة لتطويره وتجديده، لا سيما في ظل تطورات العصر والاحتياجات الحادثة للمجتمعات، وفق تعبيره.
كما عبر عن امل في تونس في أن يمثل العقد العربي للحق الثقافي دفعا غير مسبوق للعمل الثقافي، ويضمن تعزيز الفعل العربي المشترك ويحمي الخصوصيات التاريخية والتراثية العربية، مشددا على ان تونس ستظل في طليعة الدول التي تدفع في هذا الاتجاه ولن تدخر جهدا لتشجيع كل المبادرات الجادة والتعاون مع كل الدول العربية لما فيه الخير والتقدم للجميع.
شارك رأيك