أعلنت وزارة النقل في بلاغ لها اليوم الخميس 19 جويلية 2018، عن جملة من الإجراءات بميناء رادس وذلك من أجل تقليص مدة انتظار السفن .
وسجّل ميناء رادس في الأسابيع الأخيرة تطورا وتحسنا ملحوظين على مستوى الخدمات المينائية حيث تم استيعاب كامل قائمة السفن التي تنتظر أمام الميناء وأصبحت مدة الانتظار لا تتجاوز 24 ساعة بعدما كانت تفوق 25 يوما.
ويأتي هذا التطور الملحوظ عقب جلسات العمل المتتالية المنعقدة بمقر وزارة النقل بإشراف وزير النقل رضوان عيارة بحضور كل المتدخلين من وزارات ومهنيين وذلك بهدف إيجاد الحلول السريعة للوضعية الصعبة التي شهدها الميناء خلال الأشهر الفارطة.
ويذكر أن الميناء قد شهد اكتظاظا وتراجعا كبيرا في نوعية الخدمات المسداة منذ أشهر خاصّة على مستوى مردودية عمليات الشحن والتفريغ التي لم تتجاوز 7 حاويات في الساعة وجاهزية المعدّات وارتفاع عدد السفن وطول مدّة انتظارها والمكوث المطوّل للحاويات بمسطحات الميناء.
ولتدارك هذه الوضعيّة أعدّت الوزارة، بمشاركة كل الأطراف المعنية من وزارات ومهنيّين، برنامج عمل يهدف إلى تحسين جودة الخدمات ومراجعة طريقة العمل على مستوى الأرصفة واستعمال سفن الدحرجة لنقل الحاويات والرفع من نجاعة الخدمات بالميناء إلى أقصى حدّ ممكن وتفعيل إضبارة النقل عند التصدير.
ومن بين النقاط المدرجة في البرنامج المذكور والتي ساهمت في تسجيل تحسّن نسبي في مردودية عمليات الشحن و التفريغ، تنفيذ الشركة التونسية للشحن والترصيف لبرنامجها الاستثماري في معدّات مينائية جديدة بتكلفة اجمالية في حدود 80 مليون دينار،
ومن المنتظر بلوغ نسب مردودية أعلى و تحسن آداء ميناء رادس بعد تركيز منوال الاستغلال باستعمال الرافعات من نوع RTG والنظام الإلكتروني للتصرّف في الحاوياتTerminal Operating System الذي من المنتظر أن يدخل حيّز الاستغلال بداية من النصف الثاني من شهر أوت 2018،
إلا أن هذا التحسن على مستوى الخدمات المينائية لم يواكبه نسق رفع الحاويات المورّدة فضلا عن استغلال الموردين مسطحات الميناء لخزن حاوياتهم وعدم رفعها في أقصر الآجال وتعطّل إجراءات التوريد والتسريح الديواني وطول آجال المراقبة الفنية و تسليم رخص التوريد و هو ما تسبّب في اكتظاظ المسطحات المينائية ووصول مخزون الحاويات الماكثة بالميناء إلى حوالي 12500 حاوية موازية لعشرين قدم في حين ان معدل المخزون الذي يسمح بظروف استغلال عادية يجب ألا يتجاوز 8000 حاوية موازية لــ 20 قدم.
ولتلافي هذا الإشكال تعمل الوزارة بتوصية من وزير النقل على ايجاد الحلول الكفيلة للرفع من نسق رفع الحاويات المورّدة فضلا عن استغلال الموردين مسطحات الميناء لتتماشى وارتفاع نسق ومردودية الخدمات المينائية ككل.
وفي نفس السياق، ولتحسين تموقعه الاستراتيجي في البحر الأبيض المتوسط في ظل سوق تنافسية تشهد تطورات عصرية سريعة تسعى المصالح المختصة بوزارة النقل في إطار المشاريع المبرمجة الى احداث منطقة لوجيستية بمساحة 50 هكتار محاذية لميناء رادس مع أشغال توسعة الرصيف رقم 7 واحداث الرصيفين 8 و 9 مع توفير إمكانية إنجـاز مشاريع ذات صلة بنشاط الميناء للمستثمرين من القطاعين الخاص والعـام بالإضافة إلى تهيئة منطقة للأنشطة الإقتصادية واللّوجيستية.
ولمتابعة النشاط اليومي لاستغلال ونشاط الميناء وبقرار من وزير النقل رضوان عيارة تمّ تكوين لجنة تضم كل الأطراف المعنية تجتمع مرتين في الأسبوع لحلّ الإشكاليات التي تطرأ و تعمل خاصّة على إعطاء الأولوية في تخصيص المعدّات لعمليات الرفع من الميناء و دعوة أصحاب الحاويات للإسراع في تسلّمها خلال كامل حصص العمل اليومية و إحكام التصرّف في مسطّحات الميناء و اعتماد التستيف العمودي باستعمال الرافعات من نوع RTG بالإضافة للمتابعة اليومية لجاهزيّة المعدّات و إحكام التنسيق مع المصالح الديوانية لتحويل الحاويات ذات المكوث المطوّل إلى منطقة 3 هك و دعوتها للتسريع في إجراءات بيعها خاصّة الحاويات المبردة والتي تحتوي على بضائع سريعة التلف.
شارك رأيك