عبر عدد من المبدعين و المثقفين في تونس عن غضبهم من السياسات المتعاقبة التي ولدت الإفلاس الاقتصادي والكراهية وزعزعة الأمل خاصة لدى الشباب.
و في بيان لهم قالوا انهم غاضبون من فشل الأحزاب التي تضحي بتونس من أجل مصالحها الضيّقة حتى انتهى الأمر إلى التفكير في توريث الأبناء وتغوّل العائلة و من التهاب الأسعار وتدمير الطبقة الوسطى والفقيرة، التقينا مبدعين وفنانين ونساء ورجال فكر على غير موعد ولا “أجندة خفية” للتنديد برداءة أداء الطبقة السياسية الفاشلة وتغليبها مصالح الأحزاب على مصلحة الوطن وتدجين ثورة الشباب ومبادئها وما آلت إليه إدارة البلاد من كوميديا وانقلبت من مفخرة إلى مسخرة…
و جاء بقية نص البلاغ كالتالي :” بعد انهيار السلطة وتناقضاتها وسقوط ائتلافاتها الزائفة وغير الطبيعية، وإيمانا منّا بالدور الذي يُفرض على المثقف والمبدع والفنان، ندعو ما بقي من السلطة وما بقي من ضميرها إلى اتخاذ اجراءات جديّة وسريعة لفائدة أمن جمهوري بعيدا عن التجاذبات الحزبية والتحكّم في الأسعار بيد من حديد وإرساء ثقافة يصنعها المثقّفون عوض إدارة الوزارة وتكريس قضاء لا يخضع إلاّ للقانون والضمير…
كما ندعوها إلى تحرير الإعلام من الضغوطات الحزبية والحكومية، وبناء نظام تعليم معاصر يقرره الخبراء بعيدا على التوظيف العقائدي، وإلى إنقاذ النظام الصحي الذي وقع تدميره والعمل على إنهاء المديونية بمحاربة التهريب الجبائي (حوالي 10.000 مليار تقريبا كل سنة)…
ندعو ما تبقى في عقل الدولة وضميرها إلى الإسراع باتخاذ الإجراءات الضرورية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا الوضع المأساوي الخطير والتسريع بفتح حوار مجتمعي شامل حول قضايا إدارة البلاد وحوكمتها، والخيارات الاقتصادية والثقافية والمجتمعية الكفيلة بإسعاد المجتمع تكريسا لسلّم قيم دستور الجمهورية الثانية والمواطنة والإبقاء عليها في رحاب القرن الواحد والعشرين بمساهمة النساء والشباب والمبدعين.
إنّ هذا الدفاع الجماعي عن وطننا وإنسانيتنا يجب أن نلتزم به جميعا بدل التباكي على مصيرنا والتفرّج على انهياراته يوما بعد يوم.
كل أفكارنا وأفعالنا لابد أن تسيّر ضد هذه السياسات المتعاقبة والهمجية التي تحاول تدمير إنسانية الإنسان التونسي والعبث بثوابت البلاد ومكتسباتها.
إنّ السياسيين في خدمة الشعب والوطن وغير ذلك إجرام في حق الشعب والوطن!”
شارك رأيك