بقلم أحمد الحباسي
أخيرا، لم يبق لعمر البشير إلا أن يبيع جزءً من العرض السودانى إلى السلطان العثمانى المزيف. سقط البشير ولعب اقذر دور فى حياة السودان وفي تاريخ العرب الحافل بالقذارة.
تنازل عمر البشير المطلوب للعدالة الدولية عن ملابسه الأخلاقية الداخلية ودخل غرفة النوم التركية ليقبل بزواج المتعة.
تنازل سمسار الضمير وبائع النخوة السودانية وسلم قطعة من البدن السوداني بدون مقابل ودون ذرة حياء أو خجل، بعد أن باع الجنوب و تنازل عن تراب الجنوب لفائدة الوجود الصهيوني الذي يسعى لمحاصرة الدول العربية من كل الحدود والجوانب.
تنازل البشير عن سواكن لينطق كل سواكن ألسنة المتابعين والأحرار فى هذا الوطن العربى الممزق بفعل خيانة عمر البشير وأشباه البشير.
البشير يتاجر بكل أغراض السودان
في عهد عمر البشير سقطت السودان سياسيا واقتصاديا وثقافيا وعلميا واجتماعيا لتصبح مجرد دولة منكوبة تعيش على مكرمات ملك السعودية وبعض المحسنين الإنتهازيين فى الإمارات وربما بعض رجال الأعمال الذين يستنزفون قوت الشعب السوداني.
تنازل الرئيس البشير عن سواكن إهانة للشعب السوداني وتعبير فاضح عن حالة من الإحتقار لإرادة هذا الشعب.
طيلة سنوات حكم البشير تقلب الرجل على كل الجهات و انتقل من النقيض الى النقيض متاجرا بكل “أغراض” السودان حتى أنه لم يبق شيء لم يتاجر به.
باع البشير كل الأصدقاء ومزق كل أواصر الصداقة وتقلب مزاجه المنفلت بين السعودية والإمارات وقطر وتركيا وأمريكا و روسيا وإيران.
وضع البشير ساقيه دائما فى المكان الخطأ ولم يبق في أي مكان إلا بعض اللحظات استنزف فيها كل شرف السودان لينتقل الى أمكنة أخرى عارضا ما تبقى من نية الخيانة وسوء التدبير لينتهي الأمر هذه المرة الى التصرف كسمسار أو بائع عرض مقدما جزء من الأرض السودانية عربون خيانة للوافد التركي المشبوه.
في هذا لا يختلف البشير عن بلفور ولا تختلف جريمة البشير عن جريمة وعد بلفور فكلاهما باع ما لا يملك و كلاهما وضع نفسه فى موضع الإتهام الإنساني والأخلاقي لأن الأرض لا تهدى حتى للأصدقاء فما بالك بالمستعمرين وبالذين رضعوا حليب استعباد الشعوب.
بعد أيام ستتم الأشغال التركية فى المستعمرة التركية الجديدة وستكون هناك دولة “شقيقة” داخل الدولة السودانية نشأت من رحم الخيانة ومن الدور المشبوه للرئيس السودانى.
سيحتاج السودانيون من الان إلى تأشيرة لدخول “الأراضي التركية” في السودان وعليهم مراجعة السفارات التركية في هذا الغرض، على الأقل هذا ما حصل فى فلسطين وما حصل في الجنوب السوداني، مالك العقار الجديد سيرفع العلم التركى على أعلى مبنى فى الأرض التركية المستعادة وسيضطر الشعب السودانى لتعلم اللغة التركية من باب تسهيل المعاملات التجارية بين السودان و السلطنة العثمانية في سواكن.
ربما قيل للشعب السودانى من باب تسكين أوجاعه وغضبه أن حالة الغصب لن تدوم أكثر من … 99 سنة … فقط … لكن من يعرف تصرف وخبث الإستعمار العثماني يعلم أن الملاحق الممضاة بين البشير و القائد السلطاني الفاتح قد تضمنت بنودا خاصة تؤبد الوجود التركى وأن ما قيل عن وجود منافع متبادلة ستدر على السودانيين رفاه العيش هو من باب الإستهلاك المحلي الذى تعود عليه الشعب من لسان البشير طيلة سنوات عهده الذي كان أحد النكسات العربية.
أي مقابل يساوي الأرض والسيادة؟
قبض البشير ثمن بيع العرض بالعملة التركية المزيفة وكالعادة رفض إيداع هذا الشيك بدون رصيد بالخزينة السودانية ممنيا النفس بالفوز بالمبلغ عندما يحين السقوط أو الهروب المنتظر.
الرئيس فى عرف الدول المحترمة يمثل السيادة الوطنية ولكن عمر البشير يمثل أحد الإستثناءات العربية الكثيرة لهذه القاعدة لأنه يمثل انهيار الضمير وبيع العرض والسيادة.
هنا باع الرئيس السوداني الأرض والسيادة معا وبدون مقابل، وأي مقابل يساوي الأرض والسيادة؟ هي حالة من عدم الوطنية البالغة والمسيئة جدا للشعب السودانى ومن يعرفون البشير يعلمون أنه يتنازل ويقبل التنازل وهمه هو التنازل لأنه لا يملك الإحساس الوطني السوداني.
منذ فترة تنازل الرئيس المصرى عن بعض الأرض للمملكة السعودية فقامت مصر ولم تقعد ولا يزال الرئيس المصرى يعاني من تبعات هذا التنازل المشؤوم لأن الشعوب لا تقبل مثل هذه التصرفات الحمقاء المشينة ولذلك كان على الرئيس السوداني أن يتعظ بالدرس المصرى لكن هيهات والرئيس متعود على البيع وتاجر شنطة متجول بالمصالح السودانية يفرط فيها لكل “مستثمر”، المهم البقاء فى الحكم والمهم أن يرضى اليهود والنصارى ليبقى البشير في الحكم.
الآن و قد وقعت الواقعة وحصل ما في الصدور فهل سيعلن الشعب السوداني النفير العام للمطالبة بطرد الغزاة الأتراك ودفع الرئيس إلى التراجع عن هذه الإهانة؟ هل سيخرج الشعب السودانى مرة أخرى ليقول لا لبيع العرض والتنازل عن السيادة السودانية أم أن النظام البوليسى سيتمكن مرة أخرى من الفوز بلحظات بقاء أخرى فى السلطة؟
شارك رأيك