احتضن مهرجان الحمامات الدولي في دورته الرابعة و الخمسين التي تحمل شعار ” الحمامات تعشق الحياة”، في سهرة أمس الخميس 2 أوت 2018، عرضا موسيقيا للفنان الاسباني “كارلوس نونياز” رفقة ثلاثة عازفين .
ونونياز مبدع اسباني تشبع بروح الموسيقى التقليدية ،و خبر فنونها و أسرارها ، منذ أن كان في الثامنة من عمره، وتتلمذ على يد كبار الأساتذة والعازفين في مجال العزف على آلات النفخ و خاصة المزمار.
“نونياز”… اللاتينو و الفلامنكو
استمع جمهور الحمامات تحت نسمات البحر الهادئة, و أصوات الأمواج الخافتة, إلى موسيقى مغايرة تراوح بين أقطاب البحر الأبيض المتوسط و أقطاب المحيط الأطلسي, فبفرنسيته المغلفة بالاسبانية رحب بالجمهور الحاضر من تونس و أوروبا و أيضا أمريكا اللاتينية, وعبر عن سعادته لزيارته تونس للمرة الثانية في ظرف عشر سنوات.
والعرض رحلة في عمق التاريخ الأوروبي, الأندلسي, الاسكتلندي و الايرلندي, تعود بك إلى الموسيقى الأندلسية الاسبانية في القرن الثالث عشر, و إلى الموسيقى الكلاسيكية الاسكتلندية في القرن التاسع عشر, قائد الرحلة فنان أبدع في ابلاغ فن يروي قصة مغايرة.
و أظهر العرض أداء مميزا على الركح لكل فرد من فريق “نونياز” و خاصة عازفة الكمنجة الأمريكية التي فاجات الجمهور بصعودها على المدارج و هي تعزف على هذه الآلة بإيقاعات أوروبا الشرقية و أمريكا اللاتينية, و برقص مشترك مع المبدع “نونياز”.
وتميز العرض بالمراوحة بين عديد الأنماط الموسيقية على غرار “الفلامنكو” و “اللاتينو”, فهي نابعة من الثقافة المكسيكية, البرازيلية, البرتغالية, الايطالية و البريطانية ، فهو عبارة عن لوحة قدم من خلالها فنا يجمع بين المتعة والثقافة في الآن ذاته, باستخدام كافة آلات النفخ أمثال La gaita ,La cornemuse galicienne , Les flûtes.
“نونياز”… مزج مع المزود التونسي
وشاركت الأجواء التونسية “كارلوس نونياز” نجاح العرض من خلال مزود غيث بوزيد و “بندير” عبد القادر الدريدي, لتمتزج آلة النفخ التونسي “المزود” بالات النفخ لدى “نونياز”, فكتبوا بطاقة تونسية اسبانية رائعة تفاعل معها الحاضرون بالرقص و رمي “المشموم”
ودعا الفنان الجمهور إلى الرقص معه على إيقاعات مختلفة, خلق على إثرها أجواء مميزة على الركح و المدارج, بالتصفيق و الأهازيج و الرقص على الطريقة البريطانية.
و”صاحب الرنين الذهبي”حرص على تقديم موسيقى مختلفة, فتجاوز كل الحدود ليعلنها فنا راقيا بكل المقاييس, فحضوره الطاغي و طاقته الفنية المتميزة و روحه الإبداعية,جعلت”نونياز” يتمتع بشعبية كبيرة لدى جمهوره العريض في العالم و في تونس.
وقد أثبت “كارلوس نونياز” من خلال هذا العرض أن نجاح أعماله الفنية, و بيعه أكثر من مليون نسخة من ألبوماته في العالم لم يكن صدفة, فصاحب الرنين الذهبي هو “فنان الموسيقى الجذابة و الموهبة الذكية”.
شارك رأيك