لأن الإرهاب لا دين و لا إنتماء له و لأنه ظاهرة “عالمية”خطيرة عابرة للدول و القارات و الحدود، و بعد إعتداء عين سلطان الإرهابي و الذي أسفر عن مقتل 6 من عناصر الحرس الوطني التونسي في 8 جويلية الماضي ،يليه إعتداء سكيكدة الإرهابي و الذي وقع الإثنين الماضي و خلّف إستشهاد 7 جنود جزائريين، رغم أن بعض المصادر قالت أن العدد القتلى في صفوف العسكريين يزيد عن الــ20 قتيل و القضاء على 4 إرهابيين و القبض على آخر، بادرت كل من الحكومة التونسية ونظيرتها الجزائرية في الرفع من مستوى التعاون و التنسيق الأمني لحماية حدود البلدين و تحصينها أكثر في ظل ضربات الإرهابيين المتتالية في الآونة الأخيرة.
وكشف مصدر جزائري مطلع لـــ”أنباء تونس” أن وزير الداخلية التونسي الجديد ،هشام الفوراتي،قد برمج زيارة عمل إلى الجزائر و قد تقدم بطلب بذلك و هو في إنتظار رد السلطات الجزائرية على طلبه،و بحسب ذات المصدر فإن الجزائر هي الأخرى كانت تنتظر تعيين وزير داخلية جديد لتونس لدعوته لزيارتها للتباحث حول ضرورة مضاعفة التعاون الأمني بين البلدين لمواجهة الإرهاب الذي بدأ يسترجع مكانته خاصة على الشريط الحدودي بين البلدين،و أفاد مصدرنا أنه من المرتقب أن تتم برمجة زيارة الفوراتي إلى الجزائر الشهر المقبل أو الذي بعده لإجراء مباحثات مع نظيره الجزائري نور الدين بدوي و سترتكز مباحثاته على التنسيق الأمني و حماية الحدود بين الجزائر و تونس.
و تعهد وزير الداخلية التونسي الجديد، هشام الفوراتي، في أول تصريح صحافي عقب حصوله على ثقة البرلمان، منذ أسبوع، في قصر باردو، بمواصلة حفظ الأمن العام، وبمكافحة الجريمة، وخاصة الجريمة الإرهابية والتي اعتبرها “أهم تحدٍ” لوزارته.
وأوضح الفوراتي (52 عامًا)، والذي حاز على ثقة 148 نائبا، أنه سيتحمل المسؤولية على رأس الوزارة، وأنه “قبل بهذه المهمة رغم دقة المرحلة”، مشددا على أن عدم انتمائه إلى أي حزب سياسي، وهو “رسالة واضحة ستسهل عليه مهمة النأي بالمؤسسة الأمنية عن كل التجاذبات السياسية”، كما قال.
وأضاف الفوراتي أنه سيواصل الإصلاحات التي انطلقت فيها وزارة الداخلية منذ فترة، ومن أهمها اعتماد بطاقة التعريف وجواز السفر البيومتريين، ومواصلة تركيز كاميرات المراقبة، إضافة إلى مواصلة العناية بأعوان وإطارات المؤسسة الأمنية وتعزيزها.
يُذكر أن وزير الداخلية الجديد هشام الفوراتي، الذي يشغل هذا المنصب خلفًا لسلفه لطفي براهم، يعمل في وزارة الداخلية منذ نحو 20 عامًا، وكان يشغل، إلى حدود تسميته الجديدة، رئيسًا لديوان وزير الداخلية، والتحق بالوزارة منذ سنة 1996 كمستشار للمصالح العمومية .والفوراتي حامل للإجازة في الحقوق (قانون خاص) ولشهادة الدراسات العليا من المدرسة الوطنية للإدارة (1996).
يُذكر أن وزير الداخلية الجديد هشام الفوراتي، الذي يشغل هذا المنصب خلفًا لسلفه لطفي براهم، يعمل في وزارة الداخلية منذ نحو 20 عامًا، وكان يشغل، إلى حدود تسميته الجديدة، رئيسًا لديوان وزير الداخلية، والتحق بالوزارة منذ سنة 1996 كمستشار للمصالح العمومية .والفوراتي حامل للإجازة في الحقوق (قانون خاص) ولشهادة الدراسات العليا من المدرسة الوطنية للإدارة (1996).
سفير الجزائر في تونس يشيد بالتعاون العسكري بين البلدين
و في ذات السياق،التقى وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي، سفير الجزائر لدى تونس عبد القادر حجار، وتركز اللقاء حول التعاون بين البلدين في المجال العسكري، خاصة في المناطق الحدودية ومجمل المسائل الأمنية ذات الاهتمام المشترك، ويقيم البلدان تعاونًا عسكريًا وثيقًا لمواجهة الجماعات الإرهابية الناشطة بين البلدين.
اللقاء الذي عُقد نهاية الأسبوع، تزامن مع العملية العسكرية بأعالي “بيسي” بين بلديتي بني بشير و عزابة في ولاية سكيكدة-شرق الجزائر-، وأيامًا فقط من اعتداء إرهابي ضد دورية للأمن التونسي بمنطقة عين سلطان بولاية جندوبة على الحدود الجزائرية، ما يعكس أهمية التنسيق الأمني بين البلدين لمواجهة بقايا العناصر الإرهابية التي تنشط على الشريط الحدودي للبلدين.
و شدد السفير الجزائري في تونس، عبد القادر حجار، في لقائه مع وزير الدفاع التونسي، عبد الكريم الزبيدي، على قوة العلاقات بين البلدين، واصفًا إياها بـ “الاستثنائية”، حيث تتطابق وجهات النظر بين الدولتين حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية.
وأشاد السفير عبد القادر حجار، وفق صحف تونسية بـ “التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وخاصة منه التعاون العسكري الذي تجلى بالخصوص في مجال أمن الحدود، من خلال التشاور المتواصل والتنسيق المحكم بين القيادات المحلية في المناطق الحدودية”.
وأشاد السفير عبد القادر حجار، وفق صحف تونسية بـ “التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وخاصة منه التعاون العسكري الذي تجلى بالخصوص في مجال أمن الحدود، من خلال التشاور المتواصل والتنسيق المحكم بين القيادات المحلية في المناطق الحدودية”.
ومن جهته، أكد عبد الكريم الزبيدي، أن “العلاقات التونسية الجزائرية الأخوية، تستمد قوتها من النضال المشترك للشعبين الشقيقين”، منوهًا بروح الانسجام والمواقف الموحدة بين البلدين، بخصوص مشاغل المنطقة.
وثمّن وزير الدفاع التونسي بالمناسبة أيضا التعاون العسكري الثنائي المتميز بما في التعاون في مجال أمن الحدود بين هياكل البلدين، عبر تبادل المعلومات والتنسيق الميداني والعملياتي لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وتجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي التقى السفير الجزائري لدى تونس عبد القادر حجار، وتركز اللقاء على التعاون بين البلدين في المجال العسكري خاصة في المناطق الحدودية ومجمل المسائل الأمنية ذات الاهتمام المشترك.
وخلال زيارة وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي، إلى المعبر الحدودي أم الطبول بين البلدين قبل أيام، أكد بأن أمن تونس وحدودها هو نفسه أمن الجزائر والعكس صحيح فيما يتعلق بالبلد المجاور.
وأوضح بدوي بأن التنسيق الجزائري التونسي في مجال الأمن وتبادل المعلومات دائم، مؤكدا بأن البلدين يعملان على رفع التحدي الأمني معا وبالتعاون الوثيق، كما نبه لضرورة مواصلة التنسيق بين البلدين في المجال الأمني.
مصدر عسكري جزائري ينفي تخفيض مستوى التعاون الأمني بين الجزائر و تونس
و يعود التنسيق الأمني الجزائري التونسي إلى ما قبل الثورة التونسية سنة 2011، لكنه أخذ منحى تصاعديًا وبات أقوى بعد الثورة، لمواجهة الجماعات المتشدّدة الناشطة على الحدود، وأهمها “كتيبة عقبة بن نافع” و”الجماعة السلفية للدعوة والقتال” و”داعش”.
ففي ديسمبر 2012، أعلنت تونس والجزائر عن اتفاق لتعزيز التعاون الأمني على حدودهما البرية المشتركة “للتصدي لاختراقات” تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ومهربي المخدرات والبشر..وشمل الاتفاق التعاون والتشاور، بهدف مواجهة التحديات الأمنية، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة.
ففي ديسمبر 2012، أعلنت تونس والجزائر عن اتفاق لتعزيز التعاون الأمني على حدودهما البرية المشتركة “للتصدي لاختراقات” تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ومهربي المخدرات والبشر..وشمل الاتفاق التعاون والتشاور، بهدف مواجهة التحديات الأمنية، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة.
ورغم المستوى الذي بلغه التنسيق الأمني والعسكري بين البلدين، إلا أن عمليتي جندوبة-في تونس-و سكيكدة-في الجزائر-الإرهابيتين الأخيرتين، تعدّا “محكًا حقيقيًا” لهذا التنسيق الأمني الثنائي ومدى نجاعته، باعتبار أنهما جرتا على مقربة من الحدود بين البلدين، و الأولى أوقعت 6 قتلى بين الحرس الوطني التونسي، و الثانية 7 جنود جزائريين .
و رغم نفي مصدر عسكري جزائري لـــ”أنباء نونس” جملة و تفصيلا أي تخفيض في مستوى التنسيق الأمني بين الجزائر و تونس و رفضه إعتبار النشاط الإرهابي الأخير في البلدين نوع من الإختراق،إلا أنه طالب بضرورة تعزيز هذا التعاون الأمني و العمل على مضاعفته لفائدة أمن البلدين.
الجيش الجزائري يواصل عمليات تمشيط وملاحقة عناصر المجموعات الإرهابية المتمركزة على الحدود مع تونس
هذا و تواصل قوات الجيش الجزائري عمليات تمشيط وملاحقة عناصر المجموعات الإرهابية المتمركزة في ولايات شرق البلاد، وخاصة على الحدود الجبلية مع تونس، بهدف ملاحقة بقايا عناصر التنظيمات الإرهابية بالخصوص منها، الناشطة في الجبال التونسية والتي قامت مؤخرا، بعملية إرهابية غادرة استهدفت أفراد من الحرس الوطني التونسي.
وبعد العملية الإرهابية التي مست الحرس الوطني التونسي منتصف الشهر الحالي، أين خلفت ستة ضحايا في صفوف القوات الأمنية، أكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في حوار تلفزيوني على جودة علاقات التعاون الأمني بين تونس بالجزائر، حيث وصفها السبسي بـ “الممتازة جدًا”، وقال رئيس الدولة التونسية “في ظل وجود تعاون كبير بين البلدين، تدعم بعد العملية الإرهابية الأخيرة على الحدود التونسية الجزائرية بغار الدماء”
من الجزائر: عمّـــــــــار قـــــردود
شارك رأيك