بقلم أحمد الحباسي
بعد أن تجاوزت الخيانات العربية كل حدود الخيال وتحولت الأرض العربية إلى مسبح عائم من الدماء وأكوام من الأشلاء البشرية المقطعة المتناثرة لم يبق للشعوب سوى أن ترفع أصواتها الغاضبة من جديد.
الكل يتساءل، يتهامس، حائرا، لا يصدق ما يحدث، لكن الحقيقة العربية أكبر من الخيال، وما يحدث على سطح الأرض العربية غير معقول وغير منتظر بالمرة حتى لأكثر المتشائمين.
نحن نعيش زمن اللامعقول، زمن الأسئلة بلا جواب، زمن الإنتظار الرديء الممل وزمن الردة والإنكسار والمشي إلى الوراء.
هذه حالنا وهذه أحوالنا ولا فائدة في الإنكار أو البحث عن الذرائع، وحتى الذين يؤمنون رغم كل هذا بتبدل الحال أو بانتصار قوى الخير على الشر أو بانتصار حزب الممانعة والمقاومة على حزب بيع الضمائر والمبادئ يجدون صعوبة في تسويق أفكارهم المتصارعة إلى وجدان عربي مترنح ممزق يكاد يسقط من فرط الإنهاك المعنوي و المادي .
لو قرأ عراف طالع كف هذه الأمة و أنبأ الناس بما يحدث وسيحدث لأشبعوه لكما وصدا متذكرين مقولة كذب المنجمون ولو صدقوا، و ربما رموه بالحجارة كما يرمى الحجاج الجمرات في مواسم الحج التي تحولت مع الزمن وبحكم الإختلافات العربية إلى مواسم عجاف تسجل فيها المواقف المتنافرة والسلوكيات المتنطعة والجدل البيزنطي العقيم.
الأرض العربية صارت مسبحا من الدماء
لقد صدق الإرهابي أسامة بن لادن وذووه، صدقت المؤسسة الدينية السعودية المرتدة، صدق الإخوان في مصر و في بقية الأقطار العربية، صدقت ”رابعة”، صدق البغدادي، صدق الغنوشى والقرضاوي وعبد الحكيم بالحاج، صدق هؤلاء القتلة الإرهابيون والأوصياء على القتلة والإرهابيين، وصدقت ”نواياهم” الشريرة وتحولت الأرض العربية إلى مسبح من الدماء وأكوام من الأشلاء البشرية المقطعة المتناثرة .
يقول أحد القتلة ”الفلسطينيين” ويتباهى بكونه يحب شرب الدم، هكذا والله،لعنة الله عليه، والدم المقصود طبعا هو الدم العربي البريء، مع أنه لم ينتبه لهؤلاء الصهاينة المقرفون الجبناء الصعاليك الذين يتحرشون بالحرائر الفلسطينية و يكسرون أيادي أبناء فلسطين على المعابر وفي كل المناسبات اليومية.
لم ينتبه دراكولا فلسطين أن إسرائيل قد انتزعت منه كل شيء، شرفه، هويته، أرضه، عرضه، حقه في العودة والأدهى أنها نزعت عنه جنسيته التي يتباهى بها ليثبت للعالم صولاته القذرة ، تثبتوا مليا من هذا “الكائن”، و تثبتوا من خالد مشعل، من محمود عباس، من إسماعيل هنية، من محمد دحلان، من عزام الأحمد، من صائب عريقات، من البقية، ستدركون لماذا ضاعت فلسطين، لماذا يجد الصوت المقاوم صعوبات كبرى للوصول إلى سمع القابضين على المبادئ الرافضين للهيمنة الصهيونية .
لقد جنى هؤلاء القتلة والخونة والعملاء على القضية العربية في كل عناوينها، والمصيبة أنهم يتباهون علنا بالعمالة والخيانة ويسوقون بأنهم الأمناء على القضية العربية وأن من يعاندهم سيقضى عليه و سيطرد من الحكم إلى الملاذ ”الآمن”.
انتبهوا إلى محمد كريشان، فيصل القاسم، أحمد منصور، توفيق طه، جمال ريان، خديجة بن قنة، علي الظفيرى، تعمدنا ذكر الجميع من كل الدول العربية تقريبا لإثبات أن الفيروس الإرهابي الصهيوني هو من يجمع هذه الطفيليات البشرية القذرة التي تتسابق علنا ودون خجل لخدمة القضايا الصهيونية المشبوهة، وعندما تسخر الدول الخليجية المتآمرة ضد المقاومة كل طاقتها المالية النفطية وكل محطاتها المسمومة أرضا وجوا فنحن أمام مؤامرة كبرى بإمكانها أن تخلف آثارا مدمرة في المنطقة خاصة عندما تدخل المؤسسة التكفيرية والجماعات الإرهابية السعودية على الخط .
خطايا النظام الخليجي المتآمر مع الصهيونية
عاملان يدمران الأمة : النفط و الإرهاب باسم الدين، المصيبة أن هذان العاملان متجمعان في يد خليجية قذرة واحدة تدير بلا هوادة معركة إنهاك الأمة والسعي لقسمتها إلى كانتونات متنافرة وعقول متصارعة وأقليات منزعجة و طوائف متخاصمة، النعمة النفطية تحولت إلى نقمة عارمة والإسلام المتسامح تحول بفعل قراءة جاهلة مشبوهة إلى قنبلة صوتية تثير علامات الرعب والإستفهام والكراهية لدى الطرف ”الآخر” الذي تلقف هذه ”الهدية” السعودية ليوصم الإسلام المتسامح بالعنف والإرهاب مستشهدا بعمليات القتل و الإرهاب الحاصلة على طول الساحة العربية والغربية باسم الجهاد و “نصرة الإسلام ” .
ما من عاقل لا يكره النظام السعودي وما يأتي من السعودية، و ما من متابع مستنير لم ينتبه إلى خطايا النظام الخليجي المتآمر مع الصهيونية على الحقوق العربية الثابتة، ولأن الدعوة إلى التصدي إلى هذه الأنظمة الفاسدة قد أصبحت فرض عين و شيئا من الإيمان فقد تعالت كثير من الأصوات الحرة للمناداة بمقاطعة هذه الأنظمة على جميع الأصعدة أو تطبيق سياسة ”الميز العنصري” نحوها بشكل يجعلها معزولة فكريا واقتصاديا على بقية الجسم العربي.
نحن تعلمنا الكراهية عندما انتهكت الأعراض في سوريا الصامدة، وتعلمنا الكراهية عندما ذبح الأبرياء وسحلوا في العراق، وتعلمنا الكراهية وندعو إليها علنا وبالبنط العريض لأن الدماء قد لطختنا وأغرقت شوارعنا.
نحن نكره الإرهاب تحت أي عنوان، ونكره المؤسسة الدينية العربية القذرة التي تنظر يوميا للإرهاب و التكفير.
نحن ننادى علنا بمحاكمة شعبية عربية للأنظمة الخليجية التي تمول الإرهاب وتدعم المشاريع الصهيونية، لأن القادم مخيف و مرعب.
ارفعوا أصواتكم الغاضبة، ارفعوها، فحتى العرافين لن تنفع فراستهم بعد أن تجاوزت الخيانة كل حدود الخيال.
شارك رأيك