علق امس الجمعة 10 اوت الجامعي عادل اللطيفي على الحملات التحريضية الاخيرة ضد الحريات الفردية و المساواة .
و في هذا السياق نشر اللطيفي تدوينة على صفحته الرسمية الفايسبوك جاءت كالتالي :
يدعي خصوم تقرير الحريات الفردية والمساواة كذبا بأنه تمّ تغييب الإسلام في هذا التقرير وتم تغييب علماء الزيتونة فيه. هذا ليس بغريب على من تعود ابتزاز المسلمين في دينهم لتحقيق مآرب سياسية.
يتجاهل هؤلاء عمدا بأن المرجعية الأولى التي تم الاسهاب فيها هي المرجعية الاسلامية من الصفحة 8 الى الصفحة 21 (بغض النظر عن تقييم ذلك). أي الجزء الأكبر المخصص للمقاربة في التقرير…حيث تم اعتماد نصوص قرآنية للحديث عن مسالة الحريات وعن حرية الضمير وعن مفهوم الفرد في الاسلام. وكذلك عن المساواة كقيمة من صميم الدين وعن اختلاف التفاسير بانماط انتقال المال وعن آلية الاجتهاد وتوجهاته المختلفة في مسألة المواريث. كل ذلك بإحالات قرآنية وبشواهد من التاريخ الاسلامي تجدون بعضا منها لدى الشاطبي ولدى الطاهر بن عاشور ولدى محمد عبده…أي تلك الإصلاحية الإسلامية التي اعتمدت بالفعل على النظرة المقاصدية للإسلام…أي تلك النظرة التي تقول بأن لبّ الدين هو الإيمان وأن المعاملات تتطور وأنه بإمكان المسلم أن يعانق الحداثة بإيمانه.
ما يغيب فعلا في هذا التقرير والذي يثير غضب البعض هو التفسير المتطرف للإسلام. ما يغيب في هذا التقرير هو التفسير الحَرْفي للنص القرآني. ما يغيب في التقرير هو ذلك الفقه الجامد الذي أغرق المسلمين في غياهب التخلف….ما يغيب في تقرير اللجنة هو قراءة الإسلام السياسي للإسلام والذي لا يبتعد في حرفيته عن النظرة الداعشية….كل غضبهم سببه أن القراءة التاريخية للتراث الإسلامي تؤسس لفصل صارم بين الإسلام الدين والتاريخ من جهة والإسلام السياسي من جهة ثانية….نعم الإسلام في خطر منذ نهاية القرن 19 وداؤه العضال اسمه الإسلام السياسي ولا دواء للمسلم اليوم سوى ثقافة العقل التي تعري تجارتهم..
شارك رأيك