بقلم فتحي الحباسي
قال عنه أحدهم : “النفاق في أبهى صوره، فتحي العيوني مثال أصيل و نقي للإنسان الوصولي المتملق، والمثير للإهتمام أنه ينافق بدون خجل و لديه صفاقة غير عادية في التقفيف” (من هزان القفة).
لا شك عزيزي المتابع أنك لا تعرف حضرة “الأستاذ” الهمام فتحي العيونى، ليس لك عذرا يا عزيزي فالرجل يستحق تسليط الأضواء عليه بشدة لأنه يعتبر من أكثر المنتسبين لحركة النهضة الإرهابية تشددا وتطرفا وحنقا على مفهوم الدولة المدنية بل يعتبر هذا “الأستاذ” من صقور هذه الحركة ومن الميالين بالطبع والفطرة إلى عنف المقال أو القول ومناهضة كل رأى يصدح بغير ما ترضاه هذه الحركة السرطان وهذا الورم الخبيث الذي زرعته الانتخابات سنة 2011 في سدة الحكم ليتابع الشعب سنوات من الدمار الشامل والإرهاب القاتل والدعوات إلى جهاد النكاح و سبي نساء الأقليات وبيعهن في مزادات ميليشيات هذه الحركة التي سعت إلى تدريبهم وتسليحهم ماديا ومعنويا بما يكفل لهم قتل أكثر ما يمكن من الأبرياء و إسالة الدماء على طول و عرض مساحة هذا الوطن العربي المنكوب خاصة بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين سنة 2003.
النفاق والتقفيف وزئبقية المواقف
من الذاكرة ولتأكيد وتوضيح ما قصده المعلق بال”تقفيف” (هزان القفة بالتونسي) ما قاله فتحي العيوني خلال حضوره إحدى الإجتماعات الشعبية بسيدي بوسعيد سنة 2013 متوجها إلى المرشد راشد الغنوشى “نحن أبنـــاء سيدي بوسعيد الحقيقيين نقول للأستاذ الجليل العالم الشيـــخ راشد الغنوشي مرحبا بيك وعلى رُوسنا”. مضيفا لا فض فوه بنفس الحماس المنافق” ديارنا وقلوبنا وأيدينا محلولة ليك نحن بلاد دين وأخلاق وعلم… والشيخ راشد الغنوشي عالم جليل ويُعتبر من دُرَر الأمة في الوقت الحاضر”.
هكذا و الله، تململ الأستاذ في مقعده وضاقت ثيابه عرقا وفك ربطة عنقه كأنه يفك حصارا خانقا عن أنفاسه ثم راح يتصبب عرقا من جديد، أخرج الأستاذ منديله ليمسح حبات العرق المتصبب على جبينه ملتفتا إلى من حوله منتظرا زخات من الهتاف و التهليل كالعادة عند هؤلاء القوم المتآمرين على مدنية الوطن ونمط عيش الأغلبية الساحقة.
لسوء الحظ لم تنل الكلمة ما تستحق من عناية “الإخوة” ولا من اهتمامهم لأن الجميع كانوا على علم بهوية المتحدث وزئبقية مواقفه منذ نشأة هذه الحركة الورم وبطبيعة الحال فإن الهتاف والتهليل والتكبير في حركة السمع والطاعة لا يخرج إلا بمقدار محسوب وبالقسطاس وحسب أهمية المتحدث وقدرته الفائقة على لعب كل الأدوار الخبيثة.
الكذب ألوان، أبيض وأسود، نتفق أو نختلف على تجريم اللونين هذه قضية أخرى، في كل الأحوال لا يستوي الأبيض والأسود، لكن في عرف الإخوان هناك مفاهيم أخرى للألوان و الكذب لأنهم جربوا في هذا الشعب كل ألوان التعذيب والضرب تحت الحزام وبيع الذمم والتعاون مع الأعداء والكذب على الدين وباسم الدين.
تلبيس الفتاوى القانونية الهابطة بلباس الدين
في هذا الخصوص برع الأستاذ وتفوق على كثير من أصدقاء السوء داخل حركة الميليشيات الإرهابية ولم يكتف الرجل بالفتاوى القانونية على المقاس وبالقطعة في كل مساحات الإعلام التي جلس فيها جلوس الفتى النرجسي المغرور بل أصر إلحاحا وعبثا مقيتا على تلبيس تلك الفتاوى القانونية الهابطة بلباس الدين مستلهما من الآيات القرآنية ما وضعه في غير مواقعه وضرورات تنزيلها دون أن ينتبه لحظة إلى أنه ليس مطلوبا من رجال القانون أن يبتدعوا البدع باسم الدين بل عليهم أن ينؤوا بكتاب الله عن أهوائهم حتى لا يصبح النص الديني مهانا وصالحا لكل تفسير و عكسه.
في هذا الإطار يتنزل فارمان الأستاذ الذي لا يختلف في تصرفاته عن شخص أرعن آخر اسمه رجب طيب اوردغان سمح لنفسه بوضع دستور دولة كامل على مقاسه ليصبح حاكما ديكتاتورا باسم القانون.
فارمان الأستاذ القائل برفضه إبرام عقود الزواج بين المسلمة وغير المسلم لم يلاق طبعا وكما كان منتظرا استنكار دكاكين حقوق الإنسان ولا نواب معينين في مجلس الشعب مثل سامية عبو ومحرزية العبيدى وبقية ميليشيات الإعلام الموتور الذي يمثل المصالح القطرية في تونس.
لن ندخل في مهاترة جدلية بيزنطية مع موقف الأستاذ العيوني ولكن سنذكر المتابع فقط برواية “أرض النفاق” للكاتب المصري الكبير يوسف السباعي الذي اغتاله الإخوان في قبرص والتي تحولت فيما بعد إلى فيلم سينمائي بطولة فؤاد المهندس وشويكار.
في هذه الرواية الشهيرة جرب البطل كل “حبوب المنشطات” حتى يكون إنسانا لكن ما بالطبع لا يتغير فقرر أن يحصل على حبوب النفاق التي فتحت أمامه كل الأبواب. يقول الكاتب يوسف السباعي في نهاية القصة: “يا أهل النفاق، تلك هي أرضكم، وذلك هو عرسكم، ما فعلت سوى أن طفت بها وعرضت على سبيل العينة بعضا منها، فإن رأيتموه قبيحا ومشوها فلا تلوموني، بل لوموا أنفسكم، ومن كان منكم بلا نفاق فليرجمني بحجر” …
النفاق يبقى من سمة الإخوان المسلمين
بطبيعة الحال تتوالى السنوات لكن النفاق يبقى من سمة الإخوان جعلوا منهم نبراسا تقوم عليه كل خطواتهم المشبوهة لضرب الإسلام والمواطنة وحق الناس في حرية التعبير والضمير.
في حالة الأستاذ العيونى هناك المعلن والمسكوت عنه وهناك حالة من انفصام الشخصية كما نعلم في الرواية العالمية الشهيرة “دكتور جيكل و مستر هايد” وربما يعيش الأستاذ اليوم هذه الحالة المضطربة التي وصل إليها بفعل سنوات من التفكير العجاف الخارج عن سياق الدين ولعل غرور وبهرجة المنصب قد سارع بكشف العيوب المكبوتة والتصرفات الفجة التي تتعارض مع التحول الديمقراطي الذي يعد المكسب الوحيد لهذه الثورة ولذلك نقول للرجل أن هذا التصرف المنافق باسم الدين هو جحيم الدنيا والآخرة.
شارك رأيك