دعا امس الجمعة 24 اوت الجاري برهان بسيس المكلف بالشؤون السياسية في نداء تونس الى تغيير حكومة يوسف الشاهد و تعويضها بحكومة كفاءات و استحقاق وطني .
في نفس السياق نشر بسيس تدوينة على صفحته الرسمية الفايسبوك جاءت كالتالي :
“بغض النظر عن هامش المناورة السياسية المتوفر للحكومة وانصارها بمثل ما هو متوفر لخصومها ومنتقديها فإن تونس تعيش إحدى أهم أزماتها الخانقة المفتوحة على كل الاحتمالات.
في المعركة السياسية المباشرة لن يوجد منتصر ، مهما كانت المآلات ، حكومة الشاهد وبغض النظر عن المعاندة لن تستطيع تأدية ما عليها في مثل هذه الظروف وحان الوقت ان يطلق السيد الشاهد ومجموعته سراح الجهاز التنفيذي للدولة الذي أصبح منذ مدة مختطف كرهينة لفائدة الطموح السياسي لرئيس الحكومة وحسابات بعض المحيطين به .
لرئيس الحكومة الحق في كل الوان الطموح السياسي وقد يكون بالفعل بمثل ما يراه أنصاره زعيما مستقبليا لا يشق له غبار ولكن الحكمة ووضع البلاد اصبحا يقتضيان الآن ممارسة هذا الطموح بعيدا عن تسخير أجهزة الدولة واقحامها في هذه المناخات السريالية من المناورات والصراعات والدسائس والانقسامات والتوترات ،
الساحة السياسية تسع الجميع وما على السيد الشاهد ومجموعته الا خوض معركة طموحهم السياسي بالمشروع الذي يريدونه وفق آليات الديمقراطية بتكافؤ فرص بين جميع المعنيين بالمنافسة السياسية.
في الوضع الحالي لن يوجد منتصر ، الدولة التونسية هي الخاسر الوحيد وتونس و مجتمعها هي التي تدفع ثمن هذا الصراع المحموم على السلطة .
البلد يحتاج اليوم إلى حكومة كفاءات غير معنية بأي حسابات سياسية انتخابية تعيد تفرغ الجهاز التنفيذي للدولة لمهام الإصلاحات العاجلة و تعزله عن مجمل التجاذبات الحزبية والصراعات السياسية ليتمكن من كل شروط التركيز على الجهد اليومي للانقاذ الاقتصادي .
أثبتت هذه التجربة التي عرفتها تونس مع حكومة السيد المهدي جمعة نجاحها حين كانت محدودة في الزمن والمهام وهذا هو في رأيي ما يمكن أن يشكل لتونس فرصة أخرى للنجاح وهذا ما انا مقتنع به شديد الاقتناع وما سأدافع عليه في هياكل حزبي .
سنة واحدة تفصلنا عن 2019 , حكومة كفاءات متفرعة للعمل التنفيذي بعيدة عن صراعات الأحزاب ، تركيزها اليومي على حل مشاكل البلاد ، مسنودة بأهم الكتل البرلمانية و بالمنظمات الوطنية ، وأحزاب سياسية تتفرغ لإعداد نفسها لخوض الرهان الانتخابي القادم في 2019……
حان الوقت ان ينتصر منطق العقل في هذا البلد الذي يبقى رغم كل المصاعب التي يعيشها استثناءا حقيقيا ، اسثناءا ممكنا .”
شارك رأيك