فنّدت مصادر جزائرية متطابقة وشهود عيان لـ”أنباء تونس” جملة وتفصيلا جميع المعلومات التي تفيد بأن السلطات التونسية على مستوى المعابر الحدودية البرية والمطارات قد إتخذت إجراءت وقائية وإدارية جديدة وصارمة بخصوص الجزائريين الراغبين في زيارتها.
من الجزائر: عمّــــار قــــردود
حسب الإشاعات هذه الإجراءات متمثلة في ضرورة وإجبارية حمل شهادة طبية تؤكد عدم اصابة الوافدين بداء الكوليرا المتفشي في الجزائر، وفي حال عدم حملهم لهذه الشهادة الإجبارية فإنه يتخذ في حقهم اجراءات تصل لحد الطرد وعدم السماح لهم بالدخول إلى تونس. علما وأن مرض الكوليرا تسبّب في وفاة 4 أشخاص و إصابة أزيد من 140 آخرين حتى الآن وإنتشر في عدة ولايات جزائرية ولم يتم إحتواؤه حتى الآن.
وزارة الخارجية الجزائرية : ليست تونس من تفعل ذلك بالجزائريين
مصدر مسؤول بوزارة الخارجية الجزائرية نفى لـ”أنباء تونس” صحة الأنباء التي تم تداولها على نطاق واسع حول فرضّ السلطات التونسية على الجزائرييّن الوافدين عليها شهادة طبيّة تثّبت عدم إصابتهم بالكوليرا و قال أنها “عارية تمامًا من الصحة و غير مقبولة، لأنه ليست تونس من تفعل ذلك بالجزائريين ولن تفعل لأن ما يربط البلدين أكبر بكثير”.
كما أكد مصدر مسؤول بالسفارة التونسية بالجزائر لـ”أنباء تونس” ما قاله المسؤول بوزارة الخارجية الجزائرية و قال أن “المعابر الحدودية البرية بين الجزائر وتونس تشهد حركية كبيرة وغير مسبوقة عاكست كل التوقعات وليست هناك أية مشاكل أو عراقيل تعيق دخول الأشقاء الجزائريين إلى بلدهم الثاني تونس.”
مجرد إشاعة سمجة
و أفادت ذات المصادر أن الوكالات السياحية الجزائرية لم تتلق أي إخطار من السلطات التونسية المعنية ولا من السفارة التونسية. فيما أشار جزائريون قادمون لتوهم من تونس، أين قضوا عطلة نهاية الأسبوع التي أعقبت عيد الأضحى المبارك لـ”أنباء تونس” عبر المعبر الحدودي البري أم الطبول أنهم دخلوا وخرجوا من تونس بكل سهولة وأن الأمور جد طبيعية وليست هناك أية إجراءات طارئة أو معقدة وأن كل ما يُثار هنا وهناك هو “محض إفتراءات” ومحاولة بعض الجهات الإساءة إلى العلاقات الجزائرية التونسية ليس إلا لحاجة في نفوسهم المريضة. وبذلك فإن كل ما يتم تداوله حول هذا الموضوع، مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة.
هذا وعلى غير العادة عرف صبيحة يوم السبت 25 اوت 2018 مطار هواري بومدين توافد كبير من الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج ،وذلك هروبا من مرض الكوليرا خوفًا من العدوى.
الفيضانات الأخيرة تثير مخاوف التونسيين من انتشار الكوليرا
أثارت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على تونس في الآونة الأخيرة مخاوف التونسيين من تفشي وباء الكوليرا بعد انتشارها في الجزائر بشكل كبير وحصدت أرواح 4 أشخاص و 140 مصابا، حيث تشهد تونس منذ أكثر من أسبوعين هطول أمطار غزيرة بشكل متواصل، أدت إلى فيضان أودية وتضرر العديد من المدن و القرى.
وأول أمس الجمعة شهدت ولاية بنزرت الساحلية، تساقط كميات غير مسبوقة من الأمطار مصحوبة بزوابع قوية، تسببت في تسرب المياه إلى عدة أحياء سكينة وغمرها للمنازل و المحلات التجارية ومؤسسات عمومية ونفوق مواشي إلى جانب غرق الطرقات بالمياه ما أدى إلى تعطّل حركة السير بشكل تام، ما تسبب في حالة شلل في الولاية لساعات عديدة.
وقالت وحدات الحماية المدنية التونسية إنها تتعامل مع أوضاع استثنائية في الجهة، بعد أن ارتفع منسوب المياه إلى أكثر من نصف متر في بعض الشوارع والأحياء ما ساهم في تضرر المحيط.وقبل ولاية بنزرت شهدت عدة ولايات، خاصة الساحلية فيضانات أعاقت الموسم السياحي بعد تسرب مياه أودية ملوثة إلى الشواطئ وتضرر عدة منشآت سياحية.
و إزدادت مخاوف التونسيين وتصاعدت بسبب التلوث والأنباء القادمة من الجزائر- البلد الجار- مع تفشي وباء الكوليرا بعدة ولايات وإحتمال بلوغه الولايات الحدودية وعبوره نحو تونس.
تونس تحذر مواطنيها من كوليرا الجزائر
أفادت وزارة الصحة التونسية، في بلاغ لها أول أمس الجمعة، أن انشطة التقصي الوبائي المنجزة من طرف مصالحها لم تسفر عن تسجيل أية إصابة ببكتيريا الكوليرا بتونس. وأكدت الوزارة، أن مصالحها المختصة بصدد تكثيف أنشطتها الوقائية، خاصة تلك المتعلقة بالمراقبة الصحية لمياه الشراب والأغذية والمياه المستعملة والمحيط عامة، وذلك اعتبارا للمعطيات الوبائية الحديثة المتمثلة في ظهور حالات من الكوليرا ببعض المناطق بالجزائر خلال الفترة الأخيرة، وفي نطاق الوقاية من المخاطر الصحية المرتبطة بتدهور عوامل المحيط، وإمكانية تفاقم هذه المخاطر في صورة حدوث فيضانات،
وأوضحت الوزارة أن تكثيف الأنشطة الوقائية غايته الوقوف على مدى توفر السلامة الصحية لمياه الشراب والأغذية، وضبط الاجراءات التصحيحية المطلوبة ووضعها حيز التطبيق، بالتعاون مع السلط والمصالح المعنية، وحماية للصحة العمومية.
وشددت على ضرورة الامتناع عن التزود من مصادر مياه غير مأمونة، بما في ذلك وحدات معالجة وبيع المياه للعموم وباعة المياه المتجولين، قصد معاضدة مجهوداتها في مجال التصرف في المخاطر الصحية المرتبطة بالمحيط، وكذلك البرامج ذات العلاقة التي يديرها باقي المتدخلون.
كما دعت، في هذا الصدد، إلى ضرورة استعمال أوعية صحية ونظيفة لحفظ المياه، وتطهيرها بماء الجافال في صورة التزود من نقاط مياه خاصة، وتطهير الخضر والأواني بمادة الجافال، إضافة إلى اعتماد السلوكيات السليمة خاصة في ما يتعلق بتداول المياه والأغذية بالمنزل، وغسل الأيدي بالماء والصابون، وتصريف الفضلات والمياه المستعملة المنزلية بطريقة صحية.
ونفى مدير حفظ صحة الوسط والمحيط بوزارة الصحة محمد الرابحي، أمس السبت، تسجيل أية إصابة بجرثومة الكوليرا بتونس، لافتًا إلى أن هناك معطيات وبائية ببعض المناطق بالجزائر تشير الى ظهور حالات من الكوليرا. و دعا الرابحي إلى ضرورة تكثيف الأنشطة الوقائية خاصة تلك المتعلقة بالمراقبة الصحية لمياه الشرب والأغذية والمحيط عامة. و أضاف أنه تم تفعيل برنامج التقصي الوبائي والتكثيف من عمليات المراقبة في المناطق الحدودية وخاصة محطات تطهير المياه.
يذكر أنّ وزارة الصحة الجزائرية، كانت قد أفادت، أول أمس الجمعة، بأنه تم تسجيل حالة وفاة واحدة وأربعين إصابة، مؤكدة بمرض الكوليرا في الجزائر العاصمة وثلاث مناطق مجاورة لها، هي الأولى في البلاد منذ العام 1996، مؤكدة ان هذه الحالات معزولة”.”
منبع سيدي الكبير بتيبازة وراء تفشي الكوليرا بالجزائر
أعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الجزائرية أنه قد تم تأكيد 46 حالة إصابة بداء الكوليرا من بين 139 حالة تم إستقبالها بالمستشفيات منذ 7 أوت 2018 وفي بيان صادر عن الوزارة، فإن من بين الحالات المؤكدة 3 حالات بالبويرة، 25 بالبليدة 18 بتيبازة و22 بالجزائر العاصمة، إضافة الى حالة واحدة بولاية عين الدفلى. كما تم تسجيل حالتي وفاة على مستوى ولاية البليدة.
كما كشف مدير العام الوقاية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الجزائرية، جمال فورار، أن منبع سيدي الكبير بولاية تيبازة هو السبب الرئيسي في تفشي وباء الكوليرا. وأكد فورار، في تصريح لتلفزيون”النهار“، ان التحاليل أثبتت أن منبع سيدي الكبير المتواجد بحمر العين، في ولاية تيبازة، هو السبب في انتشار الكوليرا في الولاية.
وأوضح ذات المتحدث أنه تم غلق المنبع لأنه غير صالح للشرب، بعد التأكد أن الحالات المسجلة في الولاية سببها هذا المنبع. ومن المنتظر أن يتم مواصلة مراقبة المياة في الولاية وتحليلها، من أجل التأكد مرة اخرى من السبب.
وأوضح أيضا أن هذا المنبع طبيعي وليس له أي علاقة بشركة المياه المعدنية. ونصح فورار المواطنين بتفادي الأماكن غير المراقبة وغير المعالجة من أجل تفادي الاصابة بالوباء.
شارك رأيك