رغم محاولات بعض الجهات ومن بينها وسائل إعلام جزائرية التأثير على الجزائريين لمقاطعة السفر إلى تونس وتغيير وُجهتهم السياحية نحو تركيا و مصر و المغرب، فإنه تم تسجيل توافد كبير للسياح الجزائريين نحو تونس “رغم الداء والأعداء” بلغ حوالي 2.5 مليون جزائري.
الجزائر من عمار قردود
و قد حاولت هذه الأطراف خلال الأيام الفائتة التشويش على حسن العلاقات التونسية الجزائرية بنشر شائعات مغرضة حول وضع السلطات التونسية إجراءات خاصة للتضييق على دخول الجزائريين بعد ظهور حالات إصابة بداء الكوليرا في بعض المدن الجزائرية. طبعا هذه الشائعات لا أساس لها من الصحة وقد فندتها السلطات الجزائرية و مثيلاتها التونسية كما فندها السياح الجزائريون الذين ظلوا يتوافدون بأعداد كبيرة على تونس خلال الأيام الفائتة.
حول هذا الموضوع كان رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد قد كشف أن عدد الجزائريين اللذين زاروا تونس هذه السنة 2018 يفوق 2 مليون و400 الف سائح. وشدد على حسن استقبال الجزائريين، خلال زيارته المعبرين الحدوديين ملولة وببوش بين الجزائر وتونس منذ أيام.
وقال الشاهد أن هناك أطراف شنت حملة للتأثير على تدفق الجزائريين على تونس لكن الحملة فشلت. وذَكر الشاهد بالحملة التي قام بها الجزائريون سنة 2015 بعدما ضرب الإرهاب تونس، وكيف كان تضامن الجزائريين مع تونس. وأكد المسؤول التونسي أن تونس مفتوحة للجزائريين وأن علاقات تونس والجزائر علاقات أخوية. وإلتقى الشاهد خلال زيارته للمعبر الحدودي بالعديد من الجزائريين وتبادل معهم أطارف الحديث، مرحبا بهم وبكل الجزائريين.
فيما كشف رئيس ديوان الوطني التونسي للسياحة، نبيل بزيوش، إن 5 ملايين و150 ألف سائح زاروا تونس حتى 20 أوت الجاري؛ أي بزيادة قدرت بنسبة 17.5 بالمئة عن نفس الفترة من 2017. وحقق القطاع زيادة في الإيرادات خلال نفس الفترة بنسبة 44 بالمئة، لتبلغ أكثر من ملياري دينار تونسي، لكنها عرفت تطوراً بنسبة 23.3 بالمئة باليورو، و36.7 بالمئة بالدولار.
بالمعبر الحدودي ببوش (طبرقة)، يوم 17 أوت 2018، يوسف الشاهد يتحاور مع سياح جزائريين.
ويعزى هذا التطور إلى انتعاش أعداد السياح القادمين من الأسواق التقليدية، أساساً فرنسا وألمانيا، مع تعافي القطاع السياحي من آثار الهجمات الإرهابية الكبرى لعام 2015، والتي خلفت 59 قتيلاً من السياح الأجانب.
وبحسب نبيل بزيوش، فاق عدد السياح الفرنسيين حتى أغسطس، نصف مليون؛ أي بزيادة 37 بالمئة عن نفس الفترة من 2017. وقبل انطلاق ذروة الموسم السياحي الصيفي، رفعت العديد من الدول الأوروبية تحذيرات نصائح السفر إلى تونس، ما أسهم في ارتفاع الحجوزات في الفنادق.
وترافق ذلك مع عودة كبرى الشركات السياحية لتسيير رحلات إلى تونس. وتتوقع وزارة السياحة تجاوز رقم ثمانية ملايين سائح هذا العام ولأول مرة، بدعم من السياح الجزائريين والروس بشكل خاص.
تونس لم تفرض على الجزائرييّن شهادة طبيّة تثبت عدم إصابتهم بالكوليرا
شارك رأيك