نشر صباح اليوم الخميس 30 اوت الجاري الهادي يحمد تدوينة على صفحته الرسمية الفايسبوك رثى فيها صديقه الصحفي المرحوم سليم بقة و الذي وافته المنية في حادث مرور اليم في الليلة الفاصلة بين 29 و 30 اوت 2018 .
و جاءت تدوينته كالتالي :
“عاش غريب الأطوار ومات كذلك. لم يكن ليموت الا بغربة هذا الوطن . منذ عودته الى البلاد بعد الثورة، كان مصرا ان يواصل “جرأته” وغربته في كل شي. كان كلما تخلع وتسرق سيارته من قبل “مجهولين” يهاتفني. نكتب له خبر هنا وخبر هناك. كنت دائما ابتسم وأقول له “مازلت تعيش وكأنك في زمن بن علي”! . كان يرد “انت لا تعلم شيئا”
..اعطيني رقم فلان .. اعطيني رقم علان لنشر نفس الخبر هناك . نفس السيارة ربما التي خُلعت وسرقت عشرات المرات قادته هذه المرة الى الموت . أكان ثقبا في عجلاتها ام ثقبا في “طرقات” هذا الوطن؟! ما فائدة البحث عن الثقوب!. تعددت الأسباب والموت واحد. وما فائدة ان تغذي هيستريا شعبوية مقيتة لديك . هاتفني قبيل يوم 3 ماي الفارط ، كان يريد ان يحي عيد الصحافة على طريقته. كالعادة خذله العديدون. كالعادة كانوا يقولون عنه سرا ما لم يجرؤوا ان يقولونه علنا .
غالبا ترمي الآخرين بالتهور وكل تهم العالم حينما لا تستطيع ان تعلن نفس الموقف ونفس قوة الكلام. مزيته بكل غربته، انه كان يتكلم حينما كان البقية او اغلبهم في سبات عميق. ما فائدة ان تذكر بمآثر الأشخاص في بلد يعيش على النكران. اكره ذكر مآثر الأشخاص فقط عندما يموتون. فقط موتك يزيدني يقينا ، ان الموت يصطاد حولنا. رياحه النتنة تلفح وجوهنا. حسنا، سليم ربما حسن فعلت عندما ذهبت. ما فائدة الرثاء أصلا بما انك ستظل حيا في. دعني أخزن في ذاكرتي بعضا من جلساتنا وسخريتك الدائمة على شخصي. كثرت ادراج الذاكرة عندي. كل درج في خلايا ذهني فيه بعض من حياة صديق او صديقة. حسنا ، سليم بقة، خلص الكلام، الى لقاء قريب.”
شارك رأيك