من الجزائر:عمّــــــار قــــردود
قالت مصادر صحية و إعلامية مغربية متطابقة، أن المغرب قد سجل ظهور أول حالة مؤكدة لداء الكوليرا القاتل، و ذلك بعدما تأكد الاطباء من أن المريض يعاني من هذا الوباء.و حسب ذات المصادر، فان الحالة قد ظهرت بمنطقة لاخصاص، الواقعة بين مدينتي تيزنيت و كلميم، و التي تعاني من مشاكل مع المياه منذ قديم الازل.
هذا و الجدير بالذكر أن وزارة الصحة المغربية، سبق و أن استنفرت جميع مصالحها من أجل الاستعداد لمواجهة وباء الكوليرا الذي بدأ ظهوره في الجزائر،حيث أعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الجزائرية أمس الأربعاء، أنه تم إلى غاية أمس الأول الثلاثاء، تأكيد 62 حالة إصابة بداء الكوليرا مع تسجيل 62 حالة سلبية من بين 173 حالة استقبلتها المستشفيات منذ 7 أوت الجاري.
وأكدت الوزارة في بيان لها أنه “لم يتم تسجيل أي حالة وفاة أخرى ماعدا الحالتين اللتين تم الإعلان عنهما سابقا بولاية البليدة”.وأوضح ذات المصدر أن الحالات المؤكدة تخص 6 ولايات هي البويرة بـــ3 حالات, البليدة بــــ30 حالة, تيبازة بـــ14 حالة, الجزائر العاصمة بــــ13 حالة, المدية وعين الدفلى بحالة واحدة لكل منهما.
وذكرت وزارة الصحة أنه “تم التكفل بكل الحالات على مستوى المؤسسة الاستشفائية المتخصصة الهادي فليسي (القطار سابقًا) والمؤسسة العمومية الاستشفائية لبوفاريك”, مشيرة الى ان “85 حالة غادرت المستشفى, فيما تبقى وضعية الحالات الأخرى في تحسن مستمر”.
وأشارت الى انه “تم اتخاذ جميع الاجراءات الوقائية لوقف انتشار العدوى”, داعية المواطنين الى الالتزام بالتدابير الوقائية المتمثلة في الغسل الجيد للأيدي بالصابون والماء النظيف عدة مرات في اليوم, خاصة قبل لمس الطعام وقبل كل وجبة وبعد استعمال المرحاض, مع غسل الخضر والفواكه قبل استهلاكها وتغلية الماء المخزن وإضافة له ماء جافيل قبل استعماله, مع تفادي استعمال المياه غير المعالجة وغير الخاضعة للرقابة “مياه الآبار والمنابع والخزانات”.
وفي حالة ظهور إسهال أو تقيؤ, تدعو الوزارة الى ضرورة التوجه لأقرب مركز صحي وإعادة التمييه بتناول الماء بكمية كبيرة وأملاح إعادة التمييه (SRO) مع ايلاء عناية خاصة للأطفال والمسنين.
كوليرا الجزائر…ليس مجرد مرض عابر بل هو عابر للدول و القارات
و بتسجيل المغرب أول حالة إصابة مؤكدة لداء الكوليرا تتسع دائرة القلق بشكل فعلي بشأن تفشي الكوليرا ليصبح وباء عالميًا،خاصة و أن 8 دول حتى الآن أعلنت عن حالة إستنفار لمنع الوباء تخطي حدودها و الفتك بمواطنيها كالمغرب،تونس،ليبيا،مصر،و حتى النيجر و مالي و موريتانيا و فرنسا.
وفي المغرب، تحركت وزارة الصحة لقطع الطريق أمام المرض البكتيري للوصول البلاد.وقالت مصادر إعلامية مغربية أن لجنة وزارية تابعة لمديرية الأوبئة زارت نهاية الأسبوع الماضي المنطقة الشرقية للمغرب، التي تبقى الأكثر عرضة لانتقال هذا الداء بحكم القرب الجغرافي.
وحثت اللجنة الوزارية السلطات الصحية بالمنطقة على مراقبة الحالات التي قد تظهر عليها أعراض شبيهة بأعراض الكوليرا، كما تم توزيع دليل علمي يتضمن كافة الإجراءات الواجب اتخاذها لمحاصرة الوباء.
و سارعت تونس إلى تشكيل خلية مختصة لمتابعة الوباء والعمل على وقاية البلاد منه.ونقلت إذاعة “موزاييك” عن مدير حفظ صحة الوسط وحماية المحيط في تونس محمد الرابحي، قوله إن “السلطات بصدد متابعة الوضع الصحي بالجزائر”، مشددًا على أن “الموضوع محل متابعة ويشغل وزارة الصحة التونسية”.وأكد المسؤول أنه تم تفعيل خلايا المراقبة على المراكز الحدودية، لا سيما بالنسبة للسياح الجزائريين الذين يزورون تونس.
كما أكد على أنه تم تفعيل خلايا المراقبة على المراكز الحدودية، لا سيما بالنسبة للسياح الجزائريين الذين يدخلون الى تونس.كما أوضح أن جرثومة الكوليرا تتنقل أساسا عبر المياه، وتقوم السلطات التونسية بالمراقبة الشديدة للمياه وتطهيرها، كما أن وزارة الصحة التونسية جاهزة وتتابع الحالة الوبائية عبر خلية مختصة، بطريقة حينية، مؤكدًا أنه لا داعي للخوف من هذا الوباء في تونس.
وأكدت السلطات التونسية غداة الإعلان عن ظهور الوباء في الجزائر، تفعيل خلايا مراقبة على مراكز العبور بين البلدين، بالنسبة للسياح الجزائريين القادمين إلى تونس، علاوة على تشديد المراقبة الصحية على المياه، وتطهيرها نظرًا إلى أن جرثومة الكوليرا تتنقل أساسًا عبر المياه.
وإزاء مخاطر العدوى، قالت وزارة الصحة التونسية، في بيان رسمي، إنها كثفت من حملات التقصي الوبائي في جهات البلاد الحدودية، نظرًا لسهولة انتقال الوباء إلى تونس، مؤكدة أن حملات التقصي لم تسفر عن تسجيل أي إصابة لغاية الآن.
وأضافت الوزارة في البيان نفسه، أنها “ضبطت الإجراءات المطلوبة ووضعتها حيز التطبيق، بالتعاون مع السلطات والمصالح المعنية، حماية للصحة العامة”.
وأوصت، كذلك بـ”ضرورة الامتناع عن التزود بمياه غير معلومة المصدر”، في إشارة الى وحدات معالجة وبيع المياه، وباعة المياه الجوالين، مشددة على “ضرورة استعمال أوعية صحية ونظيفة لحفظ المياه وتطهيرها، والتزود من نقاط مياه خاصة، وتطهير الأواني بمادة الجافال المضادة للجراثيم”.
ويتخوف التونسيون حاليًا من مخاطر العدوى نظرًا لدرجة الاحتكاك الشديدة بين البلدين، وحالة نقص مياه الشرب، إضافة إلى الفيضانات الأخيرة التي شهدتها البلاد، وما خلفته من برك مائية تساعد على انتشار الأوبئة، التي تزداد خطورتها في درجات الحرارة المرتفعة.
و رغم أن السلطات الجزائرية تسابق الزمن-في الوقت بدل الضائع و بعد خراب مالطا- للقضاء على الوباء، عقب تسجيل عدد من الوفيات والإصابات، بعد اكتشاف 27 منبعًا مائيًا موبوءًا، بمختلف أنواع بكتيريا الكوليرا.إلا أن تضارب التصريحات بين الجهات المسؤولة في الجزائر زاد من حالة الهلع و القلق في الجزائر بعد إعلان وزارة الصحة الجزائرية منذ يومين توصلها لمصدر وباء الكوليرا و هو منبع سيدي لكبير بحمر العين بولاية تيبازة و ردمه على وجه السرعة،لكن معهد باستور المتخصص في التحاليل الطبية و المخبرية عاكس ما إدعته وزارة الصحة و قال أن المنبع المردوم ليس هو مصدر وباء الكوليرا.
و رغم تأكيد مدير معهد “باستور” المختص بالأمراض الوبائية في الجزائر العاصمة “عدم تسجيل أية حالة جديدة منذ 10 أيام”.و تعهد وزير الصحة الجزائري مختار حسبلاوي بالقضاء على الوباء في غضون “ثلاثة أيام” و أن داء الكوليرا مرض عابر، وقبل بداية العام الدراسي، المقرر الأربعاء 5 سبتمبر المقبل.إلا أنه لا يزال تسجيل إصابات جديدة في عدة ولايات كوهران،غليزان،تيارت،الأغواط يشته في كونها مصابة بالكوليرا.ما يهدد بأن يصبح هذا الوباء من مجرد مرض عابر إلى مرض عابر للدول و القارات.
صحيفة “لاليبر بلجيك” : داء الكوليرا يكشف لا مبالاة السلطات في الجزائر
كتبت جريدة “لاليبر بلجيك” أمس الأربعاء ، أن عودة داء الكوليرا إلى الجزائر، و” الذي يعتبر مؤشرا على التخلف ويعود إلى العصور الوسطى والذي تم القضاء عليه منذ 1996، تكشف لا مبالاة السلطات”.
ففي مقال خصص لهذا الداء الذي ظهر في الجزائر، اعتبرت الجريدة أن هذه الوضعية ” دليل على الفقر الذي تعيشه البوادي والأحياء الشعبية في المدن الكبرى، والتي لا يمكن أن تخفيها إحصائيات مضللة “.
وبالنسبة للجريدة، فإن عودة داء الكوليرا ” يشير أيضا إلى تراجع العقليات، وفقدان مصداقية الدولة وفشل المنظومة الصحية “.
ونشرت الجريدة البلجيكية، التي وصفت استياء الساكنة، تصريحًا لحركة (مواطنة) والتي تؤكد على أن ” الجزائريين الذين يلاحظون أن المسؤولين وعائلاتهم يتوجهون إلى أكبر المستشفيات في البلدان الغربية قصد الاستشفاء ولا يبخلون عن أنفسهم بأية وسيلة من أجل الحفاظ على صحتهم، يدركون أن صحتهم ومستقبلهم لا يمكن أن يأتي من هذه الفئة التي تحولت إلى نظام مفترس “.
وأضافت الجريدة أنه ” في ظل هذا المناخ من الغضب والخوف، يكثف الجزائريون من الحذر” مشيرة إلى أن جمعيات آباء التلاميذ يطالبون بتأجيل الدخول المدرسي، المتوقع في الخامس من سبتمبرالمقبل، على الأقل في المناطق التي انتشر فيها المرض”.
شارك رأيك