من الجزائر : عمّـــــــار قــــردود
وسائل الإعلام الرسمية طمأنت الجزائريين على الحالة الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وقالت إن مصادرها أكدت أن حالته الصحية لم تشهد أي تدهور، مكذبة كل ما ينشر من معلومات حول هذا الشأن في منابر إعلامية “مشكوك فيها” وصفحات فيسبوكية “مشبوهة”، إلا أن مصدر من داخل المستشفى السويسري الذي نقل إليه الرئيس الجزائري كشف بأن الحالة الصحية للأخير “سيئة جدًا”.
حسب نفس المصدر تم نقل الرئيس بوتفليقة إلى غرفة العناية المركزة وهو يعاني من مرض السرطان، إضافة إلى عدة أمراض في القلب والكلى والدماغ والمعدة.
و يعالج الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في المصحة الطبية الفندقية السويسرية Clinique de Genolier الكائنة بين جنيف و لوزان، في جناح المرضى المصابين بأمراض خطيرة.
الرئيس بوتفليقة، 81 سنة، الذي أضعفته الآثار اللاحقة للجلطة الدماغية في عام 2013، كان قد غادر الجزائر العاصمة الاثنين الماضي لإجراء “فحوص طبية دورية” في جنيف، حسبما قالت الرئاسة الجزائرية. ولم تقدم أي تفاصيل، لا سيما بشأن مدة الإقامة الرئاسية في سويسرا أو في المستشفى التي تجري فيها هذه الفحوص.
بدورها، قالت صحيفة “موند أفريك” إنه تم اتخاذ كل الاحتياطات من قبل حاشية الرئيس الجزائري لمنع نشر أي معلومات حول الحالة الصحية لبوتفليقة. وأوضحت أنه تم نقل بروفيسور تونسي عمل في وحدة العناية المركزة للسرطان وممرضة مغربية، بناء على طلب شقيق رئيس الدولة سعيد بوتفليقة الموجود بالمستشفى، لافتة إلى أن الحراس الشخصيون للرئيس بوتفليقة يقيمون في غرف خصصت لهم مجاورة للمريض.
وذكرت “موند أفريك” أن جزائريين جاؤوا لزيارة أقارب لهم في المستشفى في قسم الأورام ذاته الذي يعالج فيه الرئيس، أتيحت لهم الفرصة للقاء وتحية سعيد بوتفليقة والحراس الشخصيين للرئيس الجزائري.
و إثر تعرض بوتفليقة لجلطة دماغية، في أفريل 2013، نقل على إثرها للعلاج في مستشفى “فال دوغراس” بباريس. وبعد عودته للجزائر، في جويلية من العام نفسه، مارس مهامه في شكل قرارات، ورسائل، ولقاءات مع كبار المسؤولين بالدولة وضيوف أجانب، يبثها التلفزيون الجزائري الرسمي دون الظهور في نشاط ميداني يتطلب جهدًا بدنيًا، بحكم أنه ما زال يتنقل على كرسي متحرك.
مخاوف عديدة في الدوائر السياسية
علامة لا تخدع ، تم حظر العديد من التغييرات في الحكومة والولاية والمؤسسات العسكرية والأمنية على مستوى رئاسة الجمهورية. وبالتالي سيكون من الضروري انتظار عودة الرئيس بوتفليقة للتحقق من تغيير رئيس الوزراء في نهاية المطاف – وهو منصب متنازع عليه من جهة من جانب أنصار عشيرة الغرب، بالقرب من الرئاسة، ومن جهة أخرى الرجال الذين تحميهم المؤسسة العسكرية.
ويتردد بوتفليقة بشكل دوري على مستشفيات فرنسية وسويسرية، لمتابعة فحوصات طبية. وانخرط قطاع واسع من الموالين له بحملة ترشيحه لولاية خامسة، وفي المقدمة الأمين العام للحزب الحاكم، جمال ولد عباس، الذي أكد بمؤتمر صحفي في ماي الماضي أن “الرئيس المقبل للجزائر معروف”، وتابع: “برنامج الرئيس بوتفليقة سيستمر إلى عام 2024”.
فيما دعت شخصيات سياسية وحقوقية وثقافية وإعلامية جزائرية، الرئيس بوتفليقة إلى عدم الترشح لولاية خامسة، بموجب انتخابات الرئاسة، المتوقع تنظيمها مطلع العام المقبل 2019، وقالوا في رسالة وجهت إليه إن عليه أن يتحمل مسؤولياته، ويرفض دعوات ترشحه لعهدة خامسة؛ “من أجل إنهاء عهد “الشرعية الثورية”، وفتح الطريق نحو الشرعية الشعبية.
شارك رأيك