نشر، اليوم الثلاثاء 4 سبتمبر 2018، النائب بمجلس نواب الشعب عن كتلة الائتلاف الوطني وليد جلاد تدوينة على صفحته الرسميّة بموقع “فايسبوك”، قام فيها بتحليل الأحداث السياسية التي شهدتها تونس أمس والمتمثّلة في لقاء رئيس الجمهوريّة برئيس حركة النهضة وبيان حركة نداء تونس الذي حمل في طياته “تهديد ضمني للشاهد باستعمال بعض الأسلحة السياسية المحرمة دوليا وهي سحب وزراء الحزب الحاكم من حكومة الحزب الحاكم” .. معتبرا أن هذه الأحداث ليست إلا حلقة أخرى من حلقات الضغط على الشاهد من أجل التخلي عن فكرة الترشح لموعد 2019.
وفي ما يلي نص التدوينة:
انطلق البعض من محدودي العقل والمنطق في تحليل ما وقع بالأمس بدءا من لقاء الشيخ بالشيخ وصولا إلى بيان نداء تونس…جميعهم استنتجوا نهاية واحدة لهذا الفصل الذي نعيشه من مهزلة الحكم …لا أحد منهم قرأ ما وقع بمنطق العقل والتروي…بعضهم وكأني أسمعه يزغرد..والأخرى وكأني أشاهدها ترقص شبه عارية بقديدة اسفل خصرها وأخرى أكبر من الأولى أعلاه…هكذا تفاعل بعض الرافضين لبقاء الشاهد مع ما حدث بالأمس…هؤلاء جميعا وأعني ما أقول حين خرجت منذ أكثر من سنة ومباشرة بعد تقديم جلول قربانا …أقول حين خرجت وحيدا أصرخ فيهم “البلاد تئن وستغرق تحت حكم إياد والمهدي” تجاهلوا قولي ولا أستثني أحدا منهم ونعتوني بالجهل بخفايا الأمور…واليوم أراهم يعبّرون عن سعادتهم بما وقع بالأمس وكأنهم انتصروا فعلا للوطن…ما وقع بالأمس هو حلقة أخرى من حلقات الضغط على الشاهد من أجل التخلي عن فكرة الترشح لموعد 2019 ليس أكثر…فمن هم في قرطاج…ومن هم بمونبليزير…ومن هم بالبحيرة على دراية تامة أن توقيت التغيير الجذري للحكومة “تعدّى وفات”…فلا حكومة كفاءات ولا حكومة تكنوقراط ستنقذ ما أفسده دعاة التخريب فالتخريب سيتواصل ما لم تذهبوا بتشخيصكم إلى من أذنب فعلا في حقّ هذه البلاد وشعبها…فالغبي الذي يصرخ علينا هاتوا لنا حكومة كفاءات نسي أنه صفّق كثيرا لهذه الحكومة واصفا من يؤثثونها بالكفاءات التي لم تنجب مثلها البلاد….فالحكومة تستعد لقانون المالية التكميلي وقانون المالية للسنة القادمة….ونحن على أبواب سنة مدرسية جديدة…والعديد من الهيئات الدستورية لم يقع استكمال تركيبتها…ونحن على بعد سنة ونيف عن انتخابات لا يمكن تأخيرها أو فإنها الفوضى ومن يريد تأخيرها غبي وأحمق ولا يريد الاستقرار لهذه البلاد…فلقاء الشيخ بالشيخ لم يخرج بما يفيد فعلا “ابعدوا الشاهد عن القصبة سيصلح حال البلاد”…وبيان النداء كان واضحا فهو ليس أكثر من تهديد ضمني للشاهد باستعمال بعض الأسلحة السياسية المحرمة دوليا وهي سحب وزراء الحزب الحاكم من حكومة الحزب الحاكم…وتضمن أيضا بيان النداء تلميحا صغيرا إلى أن الرئيس الحالي سيواصل البقاء في قرطاج فلا تفكّروا في قرطاج إن كنتم تفقهون “التفافهم اللامشروط حول الرئيس المؤسس للحركة ، رئيس الجمهورية الأستاذ الباجي قائد السبسي الضامن الأساسي لاستقرار الدولة”….هكذا فهمت إن لم أنضم إلى قافلة الأغبياء من الساسة والمحللين…وهذه النقطة هي تلميحا للشاهد الذي قال يوما أنه سيدعم الرئيس الباجي إن قرر الترشح ثانية لقرطاج….فوزراء النداء على بينة تامة أنهم سيفقدون كل إمكانية في الرجوع إلى أي حكومة قادمة لو انسحبوا رسميا من الحكومة الحالية….فهم يدركون أن الرأي العام سيرفضهم لو وقعت إعادتهم في تشكيلة حكومية قادمة….وهم بذلك يخرجون نهائيا من المشهد…وأقول نهائيا فلا أحد سيضمن فوز النداء مستقبلا حتى يعودوا إلى كراسيهم…كما أن قيادات النداء تدرك تمام الإدراك أن عهد المعجزات ولى…ولا أمل في إصلاح الأوضاع كليا خلال المدّة القليلة المتبقية قبل الانتخابات…فالهدف الأهمّ لا يتجاوز الحفاظ على استقرار البلاد نسبيا والوصول بها إلى الموعد الانتخابي…وانتظار ما سيفرزه من نتائج…كما أن جميع من يصرخون اليوم مطالبين بإبعاد الشاهد يدركون جيدا أنهم لو أبعدوه سيصنعون منه خصما بحجم أكبر من حجم أغلبهم لأنهم لن ينجحوا في إصلاح وضع البلاد…وسيكون ذلك بمثابة الحكم بالموت السياسي لأغلبهم وهنا لا أقصد النهضة فالنهضة ستخرج المستفيد الأكبر في كل الحالات…فما يقع لن يوحّد الأطراف المتنازعة بل سيقسمها من جديد…فهل انقرض الحكماء من جسد الأطراف المتنازعة أم هم من رافعي شعار “أنا وبعدي الطوفان”….وكأني سأنتصر قريبا مرّة أخرى….فاليوم انتصرت لما كنت طالبت به منذ سنة وأكثر….وغدا أنتصر لما أطالب به اليوم من تريّث وحكمة وتعقّل…في جميع الحالات أنا من الذين انتصروا للوطن…وليس للأشخاص….والضامن الوحيد لاستقرار البلاد وخروجها من هذا المأزق هو العقل والحكمة والتروي….لا غير…فتعقلنوا يرحمكم الله….
عن سلامة حجازي
شارك رأيك