نشرت جريدة “الرياض” السعودية، يوم الثلاثاء الماضي مقالا مثيرا يتعلّق بيوسف القرضاوي، كشفت فيه على لسان زوجته الجزائرية “أسماء بن قادة” أن القرضاوي عميل للكيان الصهيوني، وشاذ استغل مكانته كرجل دين لإباحة مظاهر الشذوذ الجنسي، مشيرين إلى أن زوجته كانت تعاني من نزاوته.
وقد نشرت الجريدة في إطار الحرب الباردة بين السعودية المقال المذكور تحت عنوان “يوسف القرضاوي… من فكر الاعتدال إلى فقه الدماء: الجنس والسياسة والمال.. سلسلة فضائح لا تنتهي!”، وفي المقابل نفت بن قادة صحة ما تم تداوله بالمقال المذكور.
وقد جاء في المقال المعني : “هي مقتطف من رسالة بعثها “الشيخ المراهق” إلى السيدة الجزائرية أسماء بنت قادة “قبل أن يتزوجها” في ثمانينات القرن الماضي حين كانت طالبة في جامعة جزائرية، وعملت بعدها كمنتجة تلفزيونية في برنامج “للنساء فقط”، الذى كانت تبثه قناة “الجزيرة” القطرية.
“هذه أول رسالة يخطها إليك قلمي يا حبيبة الروح، ومهجة الفؤاد، وقرة العين، لأعبر لك فيها بصراحة عن حب عميق كتمته في نفسى طوال خمس سنوات”.
هذه المرأة المغاربية تحكي معاناتها مع “الشيخ”، الذي طالما ادعى مريدوه أنه قرآن يمشي على الأرض، وبأنه يمثل روح الإسلام المعتدل وسماحته من خلال دعوته للرفق بـ”القوارير”، إلا أنه يضرب بعرض الحائط كل تلك الفتاوى والمثاليات، لدرجة أنه ترك طليقته في الدوحة لمدة عامين كاملين معلقة، دون أن تنال حقوقها الشرعية.
ليس ذلك فحسب، بل إن أسماء بن قادة صرحت مراراً أن طلاقها من الدكتور يوسف القرضاوي باطل، لأنها كانت لحظتها في ميعادها الأنثوي، ومعلوم بالذكر أن فقهاء الإسلام يعتبرون الطلاق في هذه اللحظة باطل عند المذاهب السنيّة والشيعيّة على السواء”.
و جاء في المقال أيضا : “ويبدو أن القرضاوي، الذي يلقبه الإخوان بـ”إمام الأمة”، له قصة شهيرة مع زوجته الأولى إسعاد عبد الجواد، والتي تركها طريحة فراش المرض، حيث كانت تعانى من مرض ألزهايمر، ليسارع إلى عقد قرانه بزوجته الثانية التي تصغره بعقود، متنكراً لسنوات طويلة من المعاناة والكفاح اقتسمها إلى جوار أم أولاده وزوجته الأولى، ليتزوج عليها وهى على فراش المرض”.
ورصد المقال المذكور جملة من الفتاوي الشاذة للقرضاوي وذكر منها : “نشير إلى أن هناك فتاوى له تتعلق بزواج المسلمة من مسيحي، وهى الفتوى التي جلبت عليه غضباً كبيراً، حيث اعترض بعض علماء الدين على فتوى الشيخ القرضاوي التي أصدرها في رحلته الأولى إلى جنوب أفريقيا، حين سئل خلال إلقائه عدة محاضرات عن بقاء المسلمة مع زوجها غير المسلم طمعاً في إيمانه، فذكر أنه ظل زمناً يعارض هذه الفتوى، وكان يرى عدم جوازها، ولكنه اطلع على ما كتبه العلماء فوجد في المسألة تسعة أقوال، وبعد المناقشة والبحث صدرت الفتوى عن المجلس الأوروبي للإفتاء ببقاء المسلمة بعد إسلامها مع زوجها غير المسلم، طمعًا في إسلامه، ولما قد يكون بينهما من أولاد ومودة، وما قد يمثله عدم إجازة ذلك من عائق عن الدخول في الإسلام!!!”.
و راح كاتب المقال يسبر أغوار العلاقة الحميمية بين الداعية و زوجته الجزائرية : “تحكي لنا طليقته، دائما، ما دار بينها وبين ضابط الاستخبارات القطري المدعو القحطاني، والذي نقلته صحيفة “ذا أتلانتك” الأميركية، حيث تروي له بتفصيل دقيق أجواء الليلة الاولى بين الزوجين، والتي كانت، حسب وصفها، على خلاف ما توقعت، حيث لم يتوجه الشيخ الهرم للفراش مباشرة لكنه أصر على أن تشاهد الزوجة أحد الأفلام الإباحية في البداية، تقول أسماء بنت قادة، لكنها لم تتوقع كل ذلك من الشيخ الذي يعتبر المرجع الديني لدولة قطر والرمز الروحي لجماعة الإخوان المسلمين”.(!!)
وتواصل الطليقة شهادتها بالقول: “بعد قليل أصر القرضاوي على أن يعصب عيني، لأنه لم يكن راغبا في أن أرى جسده المهترئ بينما كان يصر على أن يرى هو كل شيء”. وتضيف الطليقة بأن فتاويه التي أطلقها حول الفراش ربما كانت منقولة عن طريقة ممارسته معها، فهو يطلب الكثير من الأشياء الشاذة وغير المعتادة. وحتى حين اشتكت له بأنها لا ترتاح إلى ما يفعل، جاء رده على شكل تساؤل منه إن كان ذلك لا يجعلها تصل إلى مرحلة النشوة. (تحفظنا على سرد بعض الكلمات التي لا تليق بالمؤسسة الإعلامية ولا بالقارئ العربي والخليجي)”.
وذهب المقال إلى كشف حقائق خطيرة و مثيرة عن التوجهات الجنسية الشاذة للقرضاوي: “وهنا تشير الطليقة أسماء بنت قادة إلى أن الشذوذ الحيواني للشيخ دفعه إلى حد أن يقترح عليها أن تُدخل واحدة من الخادمات في الأمر مؤكدا أن ذلك ليس محرما ومستشهدا أن الإسلام لم يُجرم السحاق ولم يضع حدا لممارسته. وأمام دهشتها من الأمر قال الشيخ العلامة إن الأمر مكروه فقط لكن الطلاق أيضا مكروه لكنه ليس حراما. ويبدو أن الشيخ الهرم كان يخطط للمزيد فكان يريد أن يجعل من الخادمة طرفا ثالثا في علاقتهما.”
يضيف الصحفي المغربي في مقاله : “يشار إلى أنه، وبمجرد عودة الضابط القطري إلى الدوحة، هدده القرضاوي إن هو تحدث في حيثيات ما دار بينه وبين السيدة أسماء بنت قادة، لكن أكثر ما أثار دهشة الضابط الاستخبارات القطري هو أن يتم توجيه نفس التهديد له من القصر الأميري وعبر الشيخة موزة شخصيا، ليقرر بعد مدة الهرب للعيش في إحدى الدول الأوروبية. إن ما طرحناه، في هذا الصدد، يجعلنا نعترف بأنه شاق علينا تصديق ما طرحته طليقة الشيخ القرضاوي، إلا أن الوقوف على فتاوى “مفتي قطر”، والتي تم توثيقها بالصوت والصورة على شاشات قناة الجزيرة، تجعلنا نقطع بأن هذه الممارسات الشاذة هي جزء من البنية السلوكية ليوسف القرضاوي. ولعل النماذج كثيرة ولا يمكن حصرها في هذه المقالة المضغوطة بحيز المكان المخصص لها على صفحات “الرياض”، لنكتفي بما نُقل لنا على شاشة الجزيرة من إباحة الشيخ لشتى مظاهر الشذوذ الجنسي وأبشع تمظهراته.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما سئل القرضاوي عن حكم “إتيان المرأة من “الدبر” يجيب الشيخ فيقول: “الآية يتضح منها تحريم الإتيان من “الدبر” إذا كان القصد منها هو الجماع.. لكن إذا كان للاستمتاع دون الإتيان فلا بأس”. ومن بين أتون الشذوذ التي انزلق في مداركها القرضاوي والتي عرضتها، دون استحياء سؤال حول مشاهدة الأفلام الاباحية قبل الجماع حلال أم حرام؟ وإذا كان كذلك فما رأيكم في أن يصور الزوجان فيلما خاصًا بهما يشاهدانه… فتكون إجابات الشيخ ثابتة: “هما أحرار!!!”.
و لأن ما تضمنه مقال الصحيفة السعودية خطير جدًا، فقد سارعت أسماء بن قادة، إلى نفي كل ما أوردته صحيفة “الرياض” السعودية ، حيث وفي اتصال هاتفي مع الموقع الإلكتروني الإخباري الجزائري “سبق برس”، أمس الجمعة، أكدت بن قادة أن المقال المنشور بالصحيفة السعودية، مجرد بهتان وكذب لا أساس له من الصحة، مؤكدة أنه تم استغلال اسمها لتحقيق أغراض سياسية على حساب سمعتها وشرفها النبيل.
وأضافت المتحدثة أنها ستقوم برفع دعوى قضائية ضد كل من تورطوا في نشر المقال الذي يحاول تصوير علاقتها مع القرضاوي بطريقة مبتذل فيها، نافية أن يكون لها تواصل سابقا مع معديه أو معرفة شخصية بهم، معبرة عن علو كعبها للخوض في نقاشات مبتذلة كتلك التي تصف غرف النوم.
واستغربت الدكتورة الجزائرية من استدلال كاتب المقال بالكتاب الفرنسي الذي يحمل عنوان “قطر القبيحة… هذا الصديق الذي يريد بنا شرا”، لمؤلفيه الفرنسيان نيكولا بو وجاك ماري بورجيه، المنشور عام 2013، إذ ذكرا فيه أنهما أجريا حوارات شديدة الخصوصية معها، وأكدت لهما أن الشيخ على علاقة وطيدة بالكيان الصهيوني حيث زارها أوائل عام 2010، وحاز على إشادة رفيعة من الكونغرس الأمريكي، كما كان وراء تغيير النظرة إلى لوائح الإرهاب، ونجح في شطب اسمه منها، وأنه شخصيا لم يعد ممنوعا من دخول الأراضي الأميركية، بسبب تلك العلاقات الشائكة والمتداخلة، إذ أكدت أنها مجرد إدعاءات كاذبة وستقاضي المؤلفين الذين لم تصرح لهما بذلك.
وأعربت ذات المتحدثة، عن أسفها الشديد لتجاهل وسائل الإعلام لمكانتها الفكرية والعلمية ومحاولة البعض لاستغلال اسمها في قضايا مماثلة لأجل الإثارة، منوهة إلى أنها لن تصمت عن حقها وستلجأ إلى قوة القانون في حال حاولت أي وسيلة إعلامية أخرى نشر المزيد من الأكاذيب عنها.
من الجزائر: عمّــــــــار قـــــردود
شارك رأيك