إحتلّت تونس المركز الثاني في منطقة المغرب العربي و الـمركز 134 على المستوى الدولي بـــ5.5 حالة انتحار بين كل 100 ألف نسمة، بحسب تقرير أعدته منظمة الصحة العالمية.
و قياسًا بما يتم تسجيل من نسب كبيرة و خطيرة في حالات الإنتحار في بعض دول العالم خاصة في أوروبا و اسيا فإن معدلات الإنتحار في تونس تبقى ضئيلة نسبيًا و لكنه مع ذلك تبعث على القلق و تتطلب مواجهتها و تحليل أسبابها لإيجاد حلول فورية لها.
و كان تقرير للمرصد الاجتماعي التونسي، قد كشف مطلع سبتمبر الجاري عن تسجيل 281 حالة انتحار ومحاولة انتحار، خلال السداسي الأول من سنة 2018.و أن أكثر نسبة من الحالات المرصودة في عمليات الانتحار أو محاولة الانتحار، كانت بالأساس ذكورية، بـ 205 حالات انتحار، مقابل 76 حالة انتحار في صفوف الإناث.وأن الفئة العمرية المتراوحة بين 26 و35 سنة، احتلت الصدارة في حالات الانتحار ومحاولات الانتحار.
مغاربيًا،تحتل موريتانيا المركز الأول في المنطقة و المركز 127 دوليًا من حيث عدد حالات انتحار بـ5.9 حالة بين كل 100 ألف نسمة، متبوعة بتونس، ثم المغرب في المرتبة 144 بـ4.8 حالة من كل 100 ألف حالة، وجاءت ليبيا في المركز 138 بتسجيلها 5.5 حالة بين كل 100 ألف نسمة، وأخيرًا الجزائر في المرتبة 161 عالميا، بـ 3.1 حالة بين كل 100 ألف.
و أحصى التقرير المعني ما يربو عن 800 ألف شخص يلقون حتفهم كل عام بسبب الانتحار حول العالم، فضلاً عن أولئك الذين يقومون بمحاولات فاشلة للانتحار.ويعتبر ابتلاع المبيدات، والشنق والأسلحة النارية، من بين الأساليب الأكثر شيوعًا للانتحار على مستوى العالم. و أفاد ذات التقرير بأن أكثر من 79 في المائة من حالات الانتحار العالمية في عام 2016 حدثت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
ويحدث الانتحار في مختلف مراحل العمر، وقد سجل ثاني أهم سبب للوفيات بين من تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً على الصعيد العالمي في عام 2016، استنادًا لأرقام منظمة الصحة العالمية، التي تؤكد أن الانتحار لا يحدث في البلدان المرتفعة الدخل فحسب، بل هو ظاهرة عالمية في جميع دول العالم دون استثناء.
و من بين البلدان الخمسة الأولى في معدلات الانتحار في العالم ، هي جزيرة سريلانكا التي تقع في جنوب الهند (35.3 حالة انتحار لكل 100 ألف نسمة) ، وكوريا الجنوبية في شرق آسيا (28.3 حالة انتحار لكل 100 ألف نسمة) ، وبلد ليتوانيا (32.7 حالة انتحار لكل 100 ألف نسمة). ويواجه عدد من بلدان أوروبا الشرقية الأخرى معدلات انتحار عالية ، بما في ذلك روسيا البيضاء وبولندا ولاتفيا ، وكلها في حوالي 22 حالة انتحار لكل 100 ألف نسمة.
في المقابل ، فإن الدولة الوحيدة في أوروبا الغربية ذات معدل الانتحار المرتفع هي بلجيكا ، التي تحتل المركز الــ15 بمعدل 20.5 حالة انتحار لكل 100 ألف. ومن المثير للاهتمام أن دولة بوتان ، التي تشتهر بقياس السعادة الوطنية الإجمالية ، وهو مؤشر يستخدم لقياس السعادة الجماعية والرفاهية لسكانها ، لديها معدل انتحار مرتفع نسبياً يبلغ 11.7 لكل 100 كيلو.
ربما من المدهش أن العديد من أكثر الدول المضطربة في العالم لديها معدلات انتحار منخفضة نسبياً. أفغانستان لديها 5.5 حالة انتحار لكل 100 ألف ، والعراق لديها ثلاثة ، وسوريا لديها 2.7 فقط.
من الجزائر:عمّــــــار قــــردود
شارك رأيك