” وداعا ” …آخر عبارة قالها الدكتور حافظ الجمل رئيس قسم جراحة الأعصاب بمستشفى الرابطة . ماذا يعني ان ترى المرضى يتألمون والاطار الطبي غائب ؟ ماذا يعني ان تفقد سلطتك وانت رئيس قسم دون موجب لفائدة دكتاتوري التقاعس ؟ لم يبق امام الدكتور الجمل الا الاستقالة .
أعلن الدكتور حافظ الجمل رئيس قسم جراحة الأعصاب بمستشفى الرابطة بكثير من الامتعاض مغادرة الوظيفة العمومية بعد شهرين ونصف ملاحظا تغيب التقنيين في التخدير عن قاعات العمليات .شاكرا الله على وجود شاب مقيم استعان به . ويتكرر السيناريو في القاعة الثانية : مريضان يفترض ان يكون في خدمتهما 7 تقنيين. ويتساءل الكتور حافظ الجمل ماالذي استطيع ان افعله ؟ لقد فقدت سلطتي كرئيس قسم الجراحة على اعضاء القسم المنخرطين في النقابة. وداعا ” . نص مؤلم يعكس حالة الانحدار التي وصلت اليه البلاد .
رجاء بن سلامة التقطت الحكاية لتدعو اتحاد حشاد الى كبح جماح من اسمتهم ب ” الفاسدين والمتقاعسين” : “هناك نقابات أساسيّة تحترم أخلاقيالت العمل النقابي، وهناك نقابات لا تحترم هذه الأخلاقيات، وتحمي الفاسدين والمتقاعسين…” داعية الدكتور الجمل الى العدول عن قراره. “على الاتحاد العام التونسي للشغل أن يعالج هذا الانحراف، وفاء لتاريخ هذه المنظّمة العريقة ووفاء لروح فرحات حشّاد. وإن كنت لا أشاطر قرار الاستقالة، وأومن بضرورة الحوار ونجاعته في هذا الموضوع بالذّات”.
وبكثير من الحب تحدث المنصف المزغني عن الكتور حافظ الجمل و “حبّه للعمل،و حذقه الطبي، وغضبه الجميل وصبره الطويل وتواضعه مع المرضى، وغضبه من غياب الضمير، من لم يعرف حافظ الجمل لن يستطيع فهم لغة الحنظل التي تحدث بها هذا الجراح الاستثنائي عما يحدث في مستشفياتنا التي تحتاج الى أطباء عمَّال والى عُمّال عمَّال، ولا تحتاج الى الحاصلين على شهادتين متلازمتيْن هما : ” دكتوراه في الحقوق” مع “شهادة الابتدائية في الواجبات” .
شكري
شارك رأيك