توفي شقيقه في سجن بوسليم في الأيام الأولى للثورة الليبية . … مات الطاهر فجرا بثلاث رصاصات… اعدمته عصابة . تم قتله قبل الرصاصات الثلاث كما تم حرقه، فاسنانه مهشمة وببدنه اضرار بليغة و المشتبه به رفيقه النيجيري رهن الايقاف .
كتب الشاعر والروائي والممثل عدنان الهلالي باعث المركز الثقافي بسمامة نصا امضاه ب ” عدنان السّارح الهلالي ” متحدثا عن نجاح رعاة سمامة في عرضهم ببلجيكا مفتخرا : “سرّاحْ سمّامة ما حرقوشْ” .
” انتشى الجميع مع رعاة سمّامة في رحلتهم البلجيكية… رعاة سمّامة تحصّلوا على تأشيرات الدّخول إلى الفضاء الاروبي بعد جهد جهيد من النّائب البلجيكي سارج هوستاش و أهل مدينة تورنايْ… وكان الكثير من الأصدقاء ينتظرون أن “يحرق الرّعاة” و ألاّ يعود الشّبّان منهم على الأقلّ إلى سمّامة… يا سادتي هم عادوا جميعا رغم محاولة بعض منظّمي الحفلات “الوطنية” في الخارج استدراج بعضهم… هم عادوا إلى جبل سمّامة… كريم بن محمّد بلعيد ينظّم عودة صغاره إلى المدرسة الآن، و الجمعي يقتلع الحلفاء (القنطار ب30 د) و محمّد Nagra يعنى بابنه مهدي في مستشفى سهلول وهو الذي يعاني من بوصفّير وربّي يشفيهْ… اللّي يحرقو الفيزا هومة جماعة ديوان السياحة اللي عندهم عشريّات راكشينْ في البيرواتْ ناصبين بالمقروض المصوّفْ و هازّين علمْ أبلحْ … اللّي يحرقو و حرقو هوما السّفراء و القناصلْ اللي ضميرهم ناصلْ… أما سرّاحْ سمّامة نهنّيكمْ روْحو… فيزا فيها 21 يوم استهلكو منها 4 أيّام فقطْ.. اللي يحرقو هومة جماعة قرطاجْ… بلاد العجاجْ… هذيكة هي البلاد الملغمة بنوايا الهربة والهجّة… اما سمّامة ملغّم بالحبْ… ناس مغرومة بالرّاقوبة في عهد عجوبة… والسّارح من لا يفرّق بين سارح وسارحْ… ” .
ذكرهم بكل التفاصيل ، لكنه لم يكن يعلم وهو يتابع الاخبار معلنة عن مقتل تونسي أصيل منطقة سبيطلة في منزله بمنطقة الهضبة في العاصمة الليبية طرابلس من طرف مجموعة مسلّحة ان المعلومة المقبلة ستجعله يرتجف : ” القتيل يعمل في قطاع البناء بطرابلس، ويبلغ من العمر حوالي 33 سنة ”
تاكد ان المغدور به لم يكن سوى ابن خاله الطاهرر بن محمد الهلالي ابن سبيطلة ” الذي توفي شقيقه في سجن ابو سليم ابان الاحداث التي انهت حكم العقيد القذافي . مات الطاهر بن محمد الهلالي ب3 رصاصات غادرة . أعدمته عصابة واحرقت جسده قبل ذلك وهشمت اسنانه . وعبثت ببدنه الذي وجدت به اضرار بليغة مما صعب مهمة المحققين . عائلة الفقيد ارسلت الى الجهات المختصة مضون ولادة يثبت هويته . وقد تم ايقاف رفيقه المشتبه به رفيقه النيجيري .
ويعود عدنان الهلالي بالذاكرة الى سنوات قريبة :
” أذكر ايام رعي القطعان مع الطاهر والصحبي بن طاهر في كاف الحمام ومطاردة الحلاليف بالصخور التي ندحرجها من أعلى “الشعبة”… طاهر الراعي الأصيل… ظل وفيا لليبيا الجحيم… وأجمل ما في ليبيا الان هو تعلق هؤلاء المرماجية البسطاء بها رغم الخطر اليومي و مشاكل “الصرف” والفوضى والبراكاجات. ..
اغتالوا عاملا بسيطا طاهرا فجر ذكرى عمر المختار… سيعود طاهر للمرة الأخيرة عبر رأس جدير. إلى طبة البير.. و سيذهب آخرون و يحلمون و يقتلون… سيحلمون بجنة ليبيا المحروقة… و يعدمون و يذهبون و يحلمون…” . رحم الله طاهر بن محمد الهلالي
متابعة : شكري الباصومي
شارك رأيك