كشفت تقارير إعلامية أن الاتحاد العام التونسي للشغل قد صوّت لصالح مرشحة نقابية إيطالية داعمة لإسرائيل، في إنتخابات الأمانة العامة للكنفدرالية الدولية للنقابات، أكبر تجمع دولي للنقابات العمالية في العالم، و التي من المقرر الإعلان عن نتائجه مطلع شهر ديسمبر المقبل بالعاصمة الدانماركية كوبنهاغن، حيث ضم الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل في تونس صوته الى صوت نقابة “الهيدروست” الاسرائلية في دعم المرشحة الإيطالية التي تلقى إعتراض شديد من طرف النقابات العمالية الفلسطينية.
و نفس الشيء أقدم عليه الإتحاد العام للعمال الجزائريين-أكبر نقابة عمالية في البلاد-،حيث فضّل الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي السعيد، دعم “سوزانا كاموسو” زعيمة الاتحاد الإيطالي العام للعمل، أبرز اتحاد نقابي في إيطاليا، على حساب النقابية الاسترالية “شاران بورو”، في انتخابات الأمانة العامة للكنفدرالية الدولية للنقابات CSI، المقررة بين 2 و7 ديسمبر المقبل، بالعاصمة الدانماركية كوبنهاغن.
هل هو تطبيع نقابي مغاربي مع إسرائيل…؟
و السؤال المطروح و بقوة:هو لماذا قام زعيميّ أكبر نقابتين للعمال في تونس و الجزائر بدعم المرشحة النقابية الإيطالية الداعمة لإسرائيل؟و لماذا أقدما على هذا الخيار غير محسوب العواقب؟.
فالنقابية الايطالية “سوزانا كاموسو”، “مناصرة و داعمة للكيان الإسرائيلي”، وسبق لها أن زارت إسرائيل، وحضرت احتفالية أقيمت تزامنًا والذكرى الـــ 68 لاحتلال ولهذا السبب نالت الايطالية كاموسو دعم الاتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية المعروف اختصارًا بـ”هستدروت”.
و وفقًا لمصادر إعلامية جزائرية، فإن الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين،عبد المجيد سيدي السعيد، بصدد عقد لقاء “هام و كبير”، فيما يشبه الحملة الانتخابية، للمرشحة الإيطالية سوزانا كاموسو، لمنصب الأمين العامة للكنفدرالية الدولية للنقابات، في الجزائر، يومي 19 و20 سبتمبر الجاري، بحضور التنظيمات النقابية الإفريقية لحشد الدعم لها و من ضمنها الاتحاد العام التونسي للشغل ، فيما اختارت النقابات المستقلة المنضوية تحت لواء “الكنفدرالية العامة المستقلة للعمال في الجزائر” دعم الأمينة العامة للكنفدرالية الدولية للنقابات المنتهية عهدتها الاسترالية شاران بورو.
دعم الاتحاد العام التونسي للشغل للمرشحة الإيطالية الداعمة لإسرائيل يُعد تراجع رهيب و خطير في الموقف الرسمي للدولة التونسية اتجاه حل القضية الفلسطنية ودعم الملف أمام تكالب الادارة الأمريكية المدعومة من طرف أنظمة دول عربية “شرق أوسطية”، ما يستدعي تدخل عاجل و فوري للسلطات التونسية الرسمية بُغية تدارك الموقف ودعم نضالات النقابات العمالية الفلسطينية التي تعيش تحت بطش الاحتلال الاسرائيلي.مع العلم أن الموقف الرسمي التونسي اتجاه القضية يبقى موقف ثابت ومشرف، لكن تجار المال والمصالح الضيقة قد يكسرون القاعدة الراسخة في أي لحظة.وسبق لإدراة دونالد ترامب، أن خسرت منذ شهر في إنتخابات الأمانة العامة لمنظمة الهجرة الدولية أمام مرشح أخر، بعد حملة إعلامية شرسة أتت أكلها.
هذا و نشير إلى أن كل النقابات المنتمية للدول العربية قد وقفت في صف المرشحة النقابية الاسترالية شاران بورو، الداعمة للقضية الفلسطينية،وكانت الأسترالية بورو زارت مدينة رام الله الفلسطينية، وأكدت خلال لقائها عددًا من المسؤولين، اعتراضها على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل،ومن ذلك الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، واتحاد عمال مصر الديموقراطي، والاتحاد العام للعمال الموريتانيين، والكونفدرالية الحرة لعمال موريتانيا، واتحاد العامل الموريتانيين، والنقابة الوطنية للتعليم في المغرب، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والاتحاد المغربي للشغل، ونفس الأمر مع الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن، والاتحاد العام لعمال سلطنة عُمان، والاتحاد العام لنقابات عمال الأردن، والاتحاد العام لنقابات عمال العراق، فيما شذّ الإتحاد العام التونسي للشغل و الإتحاد العام للعمال الجزائريين عن القاعدة و أعلنا عن دعمهما للمرشحة الإيطالية الداعمة لإسرائيل،بحسب القائمة الاسمية لكل نقابة والمرشح الذي تدعمه، المنشورة في موقع الكنفدرالية الدولية للنقابات العمالية.
من الجزائر:عمّــــــــار قــــــردود
شارك رأيك