لم يستطع الدكتورحافظ الجمل طبيب الأعصاب ان يحافظ على أعصابه حتى انهمرت دموعه . اصر على التقاعد لانه لم يتحمل ما يراه من تغول المتقاعسين الوضع الصحي في تدهو متواصل. تحدث عن الطبوبي والعايدي . حافظ الجمل راى ان آفة تونس” التكركير” ، وليس هناك وزير يصطاد لوجه الله .
في حديث اجراه الزميل بو بكر الصغير على قناة ” الجنوبية ” بكى الدكتور حافظ الجمل ، رئيس قسم جراحة الاعصاب بالرابطة ، وهو يكشف معطيات مخزية حول القطاع الصحي و فساد بعض الذين خانوا مبادئ حشاد . الدكتورحافظ الجمل طبيب الأعصاب فقد أعصابه حتى انهمار دموعه . لماذا بكى الدكتورالجمل ؟ ولماذا لم تردّ الحكومة على رسالة 600 أستاذ طبّ أطلقوا صيحة فزع ؟ ولماذا صار العلاج في المصحات الخاصة اقل تكلفة من القطاع العمومي ؟ :
” وصلت الى مرحلة التقاعد عمري 65 سنة . مرحلة تبدأ 20 نوفمبر 2018 استاذ بكلية الطب بتونس هناك محاولات من الوزارة كي اكمل سنة اخرى . وانا لم اطلب أي تمديد لان ” نفسي عزيزة ” .
ويتحدث الدكتور حافظ الجمل بمرارة عن الوضع الصحي في تونس مؤكدا ان الافة الكبرى هي ” التكركير ” والاستهتار بقيمة العمل وان كان هذا المعطى لا يخص القطاع الصحي وحده . : ” الكاس فائض المجاري خرجت من الكاس التكركير الغياب بتعلات واهية العمل ما عادش ممكن اموال ترصدها الدولة مهدورة. . احصينا مرة في وزارة الصحة ما يكلف مريضا في مصحة اقل بكثير ما يكلف الدولة في العلاج سوء تصرف كثرة الموظفين لا تطلبوا مني شيئا …هذه اخر مرحلة من الصياح تكلمت بكل اللغات عملت تقارير حذرت النافع ربي . كلمة خلقوها بعد الثورة لا شيء مفعل تعمل تقرير في واحد لا يؤخذ به بل يقع تكذيبك وهناك من يدافع على المخطئ ويشهد معه . في مستشفى صفاقس المواطن يشتكي من الممرض ورئيس القسم يشتكي بممرض والممرض راسو صحيح . ورئيس القسم اللي يشكي برئيس قسم نهارو مشوم . من يومها قررت الا اكتب أي تقرير. ما فائدة تقرير لا يؤخذ بعين الاعتبار ؟. في عهد العايدي قال لي مسؤول : ضاع تقريرك بالوزارة . لا ادري ماذا يسمى هذا ؟ ” . ويضيف :
” حين تكلمت واعلنت صرختي صدر بيان نقابي يدينني انا ساقط ووبش . المبنجون المتقاعسون الذين شهرت بهم صاروا ملائكة وصرت فاسدا اتهرب من دفع الضرائب وما الى ذلك . هذا موضوع آخر وانا مستعد للمحاسبة . لا حظت غياب 4 مبنجين عن غرفة العملية . سعيد العايدي عندي موقف شخصي منو نعاقب ممرضة نبقى 9 اشهر نجري وراء الوزارة المشكل ما زال متواصلا . الوزارة لا تقوم بواجبها . لا اصمت على التقاعس والتكركير. اعترف بان قراري بالتخلي هزيمة . سلمت امري لله . كثير من النقابيين عالجتهم وهم اصدقائي .لكني اعتقد استنساخ تجربة نقابي صفاقس خطأ كبير . اقول لنور الدين الطبوبي هناك نقابيون مناضلون وهناك من لا علاقة لهم بحشاد . آفة تونس هي التكركير. يجب تطبيق القانون على الجميع دون استثناء . كلهم انتهازيون ليس هناك وزير ثوري . لا احد منهم يصطاد لوجه الله ” .
وفي قمة التاثر انهمرت دموع الجمل وهو يتحدث عن ابنه الذي طلب منه ان يقتني له علم تونس ليحمله معه الى الخارج : ” ما زال هناك امل في الشباب . الان انا مصاب بالسكري ولا امي ولا ابي مصابان به . من درسني بعزيزة عثمانة في الثمانينات رمى المنديل وهو يعاين الاوساخ في الاقسام و ” الدروج “. 600 طبيب استشفائي جامعي راسلوا الحكومة ولا جواب . وانا لا جواب عندي سوى التقاعد والفرار من هذا الجحيم . “
شارك رأيك