افتتح وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي, اليوم الأربعاء, بالعاصمة أشغال الندوة الإقليمية حول الإستخبارات العسكرية لدول شمال وغرب إفريقيا التي تنظّمها المؤسسة العسكرية بالتعاون مع القوات الأمريكية بإفريقيا “أفريكوم” بحضور ممثّلين عن 13 دولة شقيقة وصديقة في المجال, وممثّلي “أفريكوم”, وسفير الولايات المتحدة الأمريكية بتونس.
ووفق بلاغ لوزارة الدفاع, اطلعت عليه “أنباء تونس”, فقد أبرز الزبيدي بالمناسبة أن اختيار تونس لإحتضان هذه الندوة لأوّل مرة من قبل القيادة العسكرية لإفريقيا يجسّم على أرض الواقع الثقة المتبادلة بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية، كما يعكس المستوى الرفيع الذي بلغه التعاون العسكري الثنائي, وعلى وجه الخصوص في مجال الإستعلام العسكري الذي شهد تطورا نوعيا بفضل هذا التعاون, مثمّنا في الأثناء تفاعل البلدان المشاركة مع هذه الندوة وتطلّعها إلى مزيد تطوير عملها الإستخباراتي خدمة لأمن شمال وغرب إفريقيا وإستقرارهما واللذين يمثلان فضاءين للتعاون جنوب جنوب.
وبيّن الزبيدي أن أن تونس تواصل بناء مسارها الديمقراطي من جهة ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة من جهة أخرى بالإعتماد بالأساس على إمكانياتنا الذاتية البشرية والمادية والتعويل على علاقات التعاون التي تربطنا بالدول الشقيقة والصديقة في الإطار الثنائي والمتعدّد الأطراف, موضّحا أن القضاء على آفة الإرهاب والجريمة المنظمة بمختلف أشكالها يُعّد إستحالة في غياب تنسيق وتعاون تضامني وتشاركي في مجالي الإستخبارات وأمن الحدود على الصعيدين الثنائي ومتعدّد الأطراف مع المنظمات الدولية على غرار منظمة حلف الشمال الأطلسي وغيرها.
كما أكد وزير الدفاع الوطني أكد أن هذه الندوة تمثّل إطارا مناسبا للإستفادة من تجارب البلدان المشاركة في المجال ومزيد بلورة بعض المسائل المتصلة بالعمل الإستباقي والوقائي وتبادل المعلومات والتنسيق ومزيد التحسيس بأن استتباب الأمن والدفاع عن حرمة الوطن والحفاظ على مكاسبه يمثل مسؤولية مشتركة بين جميع الأطراف المعنية، فضلا عن البحث عن الآليات الكفيلة بتطوير العمل الإستخباراتي الذي يمثّل حجر الزاوية في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتصدي للتهريب والهجرة غير النظامية.
وإستعرض الزبيدي بالمناسبة الخطوات التي قطعتها بلادنا في المجال, حيث تمّ سنة 2014 إعادة هيكلة جهاز الاستخبارات العسكرية من خلال إنشاء “وكالة الاستخبارات والأمن للدفاع”، وذلك بهدف الإستجابة لحاجيات المؤسسة العسكرية في إطار جهود الدولة لمكافحة الإرهاب, فضلا عن إحداث مدرسة الاستخبارات والأمن العسكري التي تم افتتاحها في جوان 2017 ومزيد الإنفتاح على التعاون مع الأجهزة المماثلة بالبلدان الشقيقة والصديقة في مجال التدريب وبناء القدرات وتبادل المعلومات حول التهديدات والتحديات الأمنية المشتركة.
وأضاف أنه على المستوى الوطني، تم وضع إستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب على قاعدة إحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان وتقوم على أربعة محاور وهي الوقاية والحماية والتتبع والردّ, وفق نص البلاغ.
سنيا البرينصي
شارك رأيك