” إرتفع ماء السيل أمام بيتي وغمر الرصيف ثم البهو أمام الدار ثم الدرجة الأولى و الدرجة الثانية. بقيت درجة واحدة ليدخل الدار. بدأنا نرفع ما هو طريح الأرض من أثاث وفُرش وغيره …” هكذا دون الاستاذ محمد الفهري من بيته في دار شعبان الفهري . كل ولاية نابل تعيش الوضع ذاته . الجيش يتدخل والوالية تدعو الى ملازمة الحذر.
شهدت قرى ومدن الوطن القبلي منذ صباح اليوم تهاطل كميات كبيرة من الامطارما زالت متواصلة . وقد بلغت 180 ملم في منزل بوزلفة و156 في سليمان و 79 بتاكلسة و90 ملم في منزل تميم و92 ملم في الميدة و52 ملم في الهوارية و62 ملم في قربة …
وفي تدوينة له عي الى الاستغاثة اقرب قال الاستاذ محمد الفهري شلبي اصيل دار شعبان الفهري : ” مطر غزير جدا في دار شعبان ونابل منذ العاشرة صباحا إلى الآن دون انقطاع. بعض جيراني دخل ماء السيل إلى ديارهم. إرتفع ماء السيل أمام بيتى وغمر الرصيف ثم البهو أمام الدار ثم الدرجة الأولى و الدرجة الثانية. بقيت درجة واحدة ليدخل الدار. بدأنا نرفع ما هو طريح الأرض من أثاث وفُرش وغيره …”
وكانت والية نابل قد دعت سلوى الخياري، المواطنين وخاصة مستعملي السيارات الخفيفة إلى ملازمة الحذر والتوقف عن الجولان اذا كان فيه خطرا على سلامتهم . وشددت الوالية على مزيد الحذر واليقظة خاصة بعد فيضان عدد من الأودية بعد ارتفاع منسوب المياه والذي تسبّب في قطع الطريق في اتجاه تاكلسة وتسرب الى عدد من المنازل في مناطق الميدة وقربص وتاكلسة وبني خلاد ومنزل بوزلفة…مضيفة ان الوضع سيزداد تعقيدا مع حلول الليل مؤكدة تدخل الجيش لفك العزلة ، وهو ما لم يؤكده المعهد الوطني للرصد الجوي الذي اشار الى ان كتلة السحب الرعدية المحملة بالامطار الغزيرة والتي نزلت بكميات كبيرة بولاية نابل تتجه الان جنوبا لتشمل جهة الساحل ومحليا زغوان وبفاعلية أقل القيروان.. ستهدأ الأجواء تدريجيا بولاية نابل الان والانظار والتركيز الآن على سوسة والمنستير…
وفي محطة باب عليوة تجمهر المئات من المسافرين الذين ينتظرون دورهم للسفر الى نابل ، لكن تعطل الحافلات بسبب الاحوال الجوية من تراكم الامطار ورداءة الطرقات حال دون انتظام السفرات في الاتجاهين اي نابل/ تونس وتونس/ نابل .
ومن جهته لم يتمكن الفنان عاطف بن حسين من الوصول الى راديو ماد بنابل آملا أن يتمكن من العودة بسبب انقطاع عدة طرقات وارتفاع منسوب المياه مضيفا ناقدا وساخرا:
” أعتذر إلى كل الأصدقاء هناك و أعدهم أن أعود
أعتذر إلى كل حكام تونس الذين بنوا و لازالوا يشيدون مدنا هشة تغرق في “كعبة ماء”
أعتذر من كل الذين يتخاصمون على الحكم و نسوا شعبا غارقا حتى عندما تجف السماء ،
أعتذر من كل المسؤولين الذين يحاولون إقناعنا بأننا نعيش أزمة ماء في الوقت الذي تنساب فيه أمامي الآن كميات هائلة من الماء دون عنوان .
أعتذر لأولادي و لعائلتي لأنني قررت أن أبقى تونسيا حتى الموت و لم أرحل بهم إلى أرض أخرى .
أعتذر إلى كل الذين شيدوا الطرقات و أعطيناهم كل الثقة و لم نحاسبهم .
أعتذر للطبيعة التي تهزمنا كل مرة رغم أنها لم تكن بكل قساوتها .
أعتذر إلى الشعب الذي أخطأ انتخاب مسؤوليه .
أعتذر لنفسي رغم المرض حاولت أن أكون في الموعد و مصافحة الأصدقاء الجميلين ” .
انتهت تدوينة عاطف وما زالت الامطار تتهاطل والخطر قائما .
متابعة : شكري
شارك رأيك