لم تكن الكارثة لتحل ببيت القماطي لولا القدر المباغت من خلال امطار طوفانية لم تتحملها المشروحة من معتمدية بوعرقوب . فتاتان بل زهرتان من زهرات هذا الوطن تقصفهما السيول وهما تستنجدان بالحماية المدنية .
ثريا و انصاف القماطي زهرتان في ريعان الشباب . اختطفتهما السيول في المشروحة من معتمدية بوعرقوب التي هطلت فيها الامطار ووصلت الى 200مم . تم العثور على جثة ثريا البالغة من العمر 26 سنة بجهة حي الفلاحين . وظل البحث جاريا عن انصاف ابنة العشرين ربيعا . الفتاتان اتصلتا بوالدهما لاخباره عن خطورة الوضع ووعدتا بالعودة قريبا . ثم اتصلتا بالحماية المدنية مرات دون جدوى . لان الاوضاع كانت كارثية . ومع ذلك لم يقطع اعوان الحماية المدنية الامل الا مع العاشرة ليلا حين استحالت عملية البحث عن المفقودتين .
الشاهد وعدة شخصيات وطنية مثل حمة الهمامي، زاروا بيت الفقيدتين لتقديم واجب العزاء . وكان معتمد بوعرقوب قد حضر جنازة الفقيدتين وتابع الكارثة التي حلت بالمنطقة مما جعل البعض ينوه بما قام به لدرجة احرجته واضطرته للاعتذار :
” هذا واجبي و مانيش عامل مزية ” . لكن كلام التشجيع الذي سمعته من أناس بسطاء في بوعرقوب و حجم التعاون و التضامن الذي لمسته من المواطنين في حشاد و المشروحة وبلي وسيدي الظاهر لن يزيدني حبا لهذا البلد و لهذه المعتمدية وسكانها . لم يناموا و رغبتهم في العمل والعطاء كانت اكبرمن كل نداء . معادن الرجال تظهر في الشدائد. تحيا تونس ” .
شارك رأيك