ماذا قدمت “العائلات المالكة” في الخليج للشعب الخليجي، الفاقد للحراك، الممنوع من الكلام والنطق، المجرد من آليات التحرك الديمقراطية، والمقموع بقوة السوط الأمني، سوى كراهية الشعوب الأخرى، وذلك بنشرها لثقافة التطرف والعنف، فبات الإسلام موصوما بوصف الإرهاب وبات المسلمون إرهابيون بالتبعية؟
بقلم أحمد الحباسي
أعرف مقدما أن الغباء لدى بعض العقول الخليجية موهبة، وأن هذا الغباء هو من يدفعها دائما للهجوم قبل التفكير والتحليل والفهم. أعلم أيضا أن هناك من يرى في هذه الأصنام الحاكمة في دول الخليج مقدسا من المقدسات التي تعبد من غير الله وهناك من يؤثرون أن تمسهم كل الأمراض ولا تمس هذه الرموز بسوء. ولأنه كما تكونون يولى عليكم فقد تولى أمر الشعوب الخليجية إما عميل أو فاسد أو منعدم ضمير يزن ويبيع ويشترى في مستحقات هذه الشعوب وثرواتها ومستقبل أبنائها دون مجرد اكتراث للضرر اللاحق ودون أن ينتبه أن ولاءه للصهيونية العالمية بكل عناوينها الإقتصادية والسياسية والفكرية هو ولاء للكفر والردة عن الإسلام.
”نظام العائلة” عنوان من عناوين الفشل في العالم العربي
“العائلة” في السعودية لم تقدم ما ينفع الناس لأهل السعودية، وما ينفع الناس هو التقدم العلمي المتواصل والأخذ بأسباب هذا التقدم في كل المجالات. و إذا حسبنا الأمور بحساب الدخل النفطي و أسقطنا ذلك على النتائج المحققة فهناك هوة عميقة وكبيرة تتزايد اتساعا مع مرر الوقت، بل لنقل بمنتهى الصراحة أن ”الإنجازات” السعودية مضحكة مبكية، والإنجاز المشرف الوحيد الذي حققته المملكة هو نشر ثقافة الإرهاب الدموي في العالم، بعد أن كان الأمل معلقا على هذه ”العائلة” لتنشر قيم التسامح و العدل وتسعى إلى مزيد كسب الموالين والمتعاطفين مع الدين الإسلامي، ولأن القاعدة، قاعدة بن لادن، هي صناعة سعودية بامتياز، فكرا وتمويلا وتدريبا وإسنادا استخباراتيا، فقد بات الإسلام موصوما بوصف الإرهاب وبات المسلمون إرهابيون بالتبعية .
السعودية، رغم كل ثرواتها الخيالية، تئن بسبب فشل سياسة حكامها الإقتصادية، هذا إذا اعتبرنا أن إنجاز بعض صفقات توريد الأغذية ومتطلبات الحياة اليومية للمواطن السعودي إنجازا أو سياسة اقتصادية، بسبب سياستها الخارجية بعد أن تحولت الثروة السعودية إلى يد إرهاب الدولة وإرهاب فكر المؤسسة الدينية وإرهاب الاستخبارات السعودية المتعاونة مع المخابرات الصهيونية الغربية، بسبب اهتمام “العائلة” بخدمة الأغراض التوسعية الصهيونية، وبسبب التركيز على افتعال عداوة ماكرة مع النظام الإيراني بعلة محاربة ما يسمى بالتمدد الشيعي في المنطقة الخليجية.
الطفرة النفطية قوام إرهاب “العائلة” الخليجية في العالم
و لأن كل هذه الكبوات في السياسة والإقتصاد مجتمعة تؤدى دائما إلى فشل “العائلة” في إدارة الدولة فقد بات الجميع يشيرون لهذا النظام أو ”نظام العائلة” بكونه عنوانا من عناوين الفشل في المنطقة و في العالم .
من يحكمون السعودية مجموعة حاقدة ولها نزعة شريرة وميل لاستعمال لغة الكراهية والعنف والإرهاب لتحقيق الغايات الداخلية أو الخارجية الإستعمارية، و بمنطق قل لي من تجالس أقول لك من أنت، فمن الواضح أن مجالسة أمريكا وإسرائيل وتركيا بالتفصيل أو بالجملة هو عنوان الخيانة والعمالة دون شك، فأصدقاء السوء، هؤلاء، لم يجروا المنطقة إلا إلى الوبال، بل لنقل أن مجالستهم كمجالسة ذائق الخمر و شاربه، وإذا فهمنا أن حكام “العائلة” يعلمون هوية مجالسهم ويجلسون معه بالقصد والترصد فمن المعقول أن نؤكد بأن دول السوء قد نفذت أغراضها الخبيثة بيد سعودية وبمال سعودي، ولا غرابة أن يحدث ما يحدث في العراق، في سوريا، في فلسطين، في تونس ومصر وليبيا، فالمال كما هو قوام الأعمال فقد بات منذ الطفرة النفطية في الخليج قوام إرهاب “العائلة” في العالم .
يد ”العائلة” ملطخة بالدماء البريئة العربية، هذا هو حال الواقع بكامل الإيجاز… هؤلاء انتهكوا الأعراض المسلمة بكامل الوقاحة وعلى مرأى من العالم، هدموا دور العبادة لكل الأديان و نبشوا القبور ودنسوها، قتلوا الأطفال والشيوخ، حرقوا الزرع، أفسدوا في الأرض، سرقوا البسمة من شفاه الأحياء، قبروا الأمل ووصموا الإسلام نهائيا بلغة الدم و الإرهاب.
هم من صنعوا القاعدة و شياطين حكام الغرب هي من استغلت هذه ”الصنيعة” لتفتيت المنطقة العربية. لذلك نتساءل، و نستذكر التاريخ، ماذا قدمت “العائلة” للشعب السعودي، الفاقد للحراك، الممنوع من الكلام والنطق، المجرد من آليات التحرك الديمقراطية، المقموع بقوة السوط الصهيوني الأمني الذي يحمى ”العائلة” سوى العار والفضيحة وكراهية الشعوب؟ ألا تشبه هذه الكائنات الأصنام الوثنية التي لم تقدم للشعوب سوى البؤس والخراب، ونتساءل بمرارة كبيرة ، متى تهدمون هذه الأصنام؟ متى؟ متى؟
مقالات لنفس الكاتب بأنباء تونس
حرب السكاكين الطويلة في نداء تونس : الأسباب و المظاهر والتداعيات المنتظرة
شارك رأيك