موارد شحيحة وانتاجات غزيرة. 12 عملا جديدا رغم “الحصار المالي” المضروب على فضاء التياترو . الرسالة واضحة. سنحتضن الشباب ونتحداكم بالإنتاجات. وستتفتح في التياترو ألف زهرة وزهرة. برمجة ثرية ومتنوعة جمعت بين التنوع والفرجة ولم تغفل بعضها عن الذاكرة.
بقلم شكري الباصومي
احتضن فضاء التياترو امس الثلاثاء 2 أكتوبر 208 لقاءا جمع بعض الإعلاميين للإطلاع على تفاصيل البرمجة الجديدة لافتتاح افتتاح الموسم الفني 32 : أكتوبر 2018/جويلية 2019 ،بحضور مخرجي الأعمال الجديدة : خولة الهادف ووليد العيادي وهيكل الرحالي.
التياترو يحضن المواهب و يؤطر وينتج ويعرض. التصورات للمايسترو توفيق الجبالي. روح زينب فرحات وبصماتها لم تغيبا عن البرمجة أو اللقاء بما أضفته من إضافاتها بروحها النقدية المرحة.
12 انتاجا جديدا من انتاج مختبرات التياتر ستوديو
3 اعمال اعادة من انتاج التياترو
2 اعمال جديدة ضيفة
3 مواعيد فنية وفكرية شهرية
3 لقاءات فنية (أنتيغون الخالدة… اللقاء المضاد… خلينا جاز…)
تلك هي “ذخيرة ” الموسم الجديد. التحدي واضح وزاد في توضيحه النص البليغ الذي اعده توفيق الجبالي فجاء مرا متحديا ساخرا :
- ” لا جهلا و لا مهلا … اهنئوا يا أهل هذه القرية البائسة…
- فلن نحزن و لن يصيبنا الملل و الكلل… سنخرج لكم من كل الطرق المقطوعة…
- سنكابر و نتكاثر: بحثا، و انقلابا على المتفق سنتعدد ونتوعد ونتأفف…
- كل ذلك من أجلنا نحن فقط، و من أجل من يقاسمنا لذة اللاحكمة و اللامسؤولية…
- لمزيد المتعة والسعادة من أجل نفوسنا السليمة، وسنواصل رحلة البحث عن أفق فنية لا تنضب…
عشرات الأعمال الجديدة انتجتها مختبرات التياتر ستوديو… ذاتيا وتطوعيا، هواية و حرفية، أعمال صاغها ويصيغها عدميون، طوباويون، إقصائيون، عبثيون، منشقون، مختلفون، شراذم، خونة، لا منتمون، متسربون من مسامات الخيال المطلق، لا تأويهم أسوار من يسمونها مدنا وهي خاربة، أو تلك التي يسمونها ساحات وهي خائبة، فهم الغرباء بلا هوية، ولا بطاقة، ولا تراث…
فكل عام و و هكذا نحن”.
البداية ستكون ب” انتيغون الخالدة ” عن كتابات :لسوفوكل و بريشت و آنوي وكتابات اخرى، اخراج : خولة الهادف، الإدارة الفنية : توفيق الجبالي، سينوغرافيا : حاتم الفرشيشي، ادارة الانتاج : زينب فرحات، مع : فرح الموخر (أنتيغون )، محمد الزرامي(كرييون)، ايمان بن عمر( طبيبة السجن)، هاجر زايدي (تيرزياس/ المحامية)، عزة الموخر (ايسمان)، احمد عليوين، اميرة العريفي، امينة البديري (مكتب المخابرات)، مع مشاركة الاطفال: فاطمة مغيربي (ايسمان الطفلة)، مايا مجاجي ( أنتقون الطفلة)، سليم الغزواني (كرييون الطفل)، انتاج التياترو والتياتر ستوديو وزنوبيا 2018.
ابتكر سوفوكليس الأحداث و توالى مؤلفون آخرون مثل كوكتو ، بريشت ، أنويه ، إيونسكو و غيرهم و أنتيغون دائما قائمة في الذاكرة لدي أهل الفن و المقاومة اللا عنيفة .
أنتيغون هي مأساة معارضة لا تتزعزع ، وقبل كل شيء ، مأساة العدالة الاجتماعية و الكرامة الإنسانية ، أمس واليوم و إلى ما لا نهاية.. فأنتيغون ليست واحدة و لا حصر لها في منطقتنا – فهي أيضا الرجال و الأطفال و النساء ،.. فأنتيغونات الأمس و اليوم فإنهن يحاولن رغم المجازفة بسلامتهن الجسدية ليقلن لا لأي شخص يمس من أحلامهن ، قبل وأثناء وبعد “الربيع العربي”! وفي هذا الصدد ، أين هي هذه الأحلام و في أي من المراحل في ما يسمى “التحول الديمقراطي” في مواجهة “الواقعية السياسية”؟ من الذي فاز و ما ذا تركن من بصمات في كل ظهورهن في التاريخ؟.
وسيكون العرض الأول لهذه المسرحية يوم الجمعة 5 أكتوبر 2018، السابعة و النصف، وتتوالى العروض ايام : 6 و12 و13 و14 اكتوبر,
التياترو ينجز 12 عملا جديدا ويحتضن خريجي المعهد العالي للفن المسرحي قاطرة العمل المسرحي التونسي، محققا اكتفاءه الذاتي ومنفتحا على التجارب الاخرى.
“من كتاب الفايسبوك” و”حكايات بوليسية غير واقعية” و”تعارف” و”هجرة” و”الحرب للفاشلين” و”الفرح واتانا” و” تنفيسة” و”رائعات انتيقون المعاصرات”…
وهناك اعادة لعروض سبق عرضها مثل “ثلاثين وانا حاير فيك” و” أخطى راسي”…
ولسنا هنا بصدد تعداد الاعمال المبتكرة لانها متوفرة في البرمجة التي وضعتها ادارة التياترو على ذمة الجمهور، ولا تشديدا على الاسماء المتداولة التي احتضنها هذا الفضاء الذي يقوم بأخطر عمل، متجاوزا بعض الفضاءات التي تحتكم على ميزانيات كبيرة. 50 الف دينار ميزانية هذا الفضاء لا تغطي نفقات الإيجار والتسيير اليومي، ولولا بعض المستشهرين لتوقف نشاط هذا الفضاء.
الجبالي تحدث عن معاناته ورسائله الكثيرة ونداءاته دون جدوى. وهنا نتساءل أي مقاييس تعتمدها وزارة الشؤون الثقافية وهي تتعاطى مع الدعم؟ من هي الجهة المسرحية التي تحتضن الشباب وخريجي المعهد العالي للفن المسرحي؟ من هي الجهة التي تقدر على انتاج 12 عملا مسرحيا في موسم واحد؟ ماذا قدمت الفضاءات السيادية بملايينها المتراكمة؟
هذا الفضاء سيلعب هذه السنة دور الحافظ للذاكرة من خلال ندوة الذاكرة الصامتة للمناضلات في السبعينات او “أنتيغونات تونس” كما اسمتهن زينب فرحات، يوم 6 اكتوبر. لأن شهادات التعذيب كانت كلها ذكورية وصدرت في كتب لكن معاناة المناضلات لم توثق بعد.
شارك رأيك