كشف أمس رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، لأول مرة من طرف رسمي، عن سر ظل مخفياً لنحو 33 عاماً يتعلق بنجاة الزعيم الراحل ياسر عرفات من محاولة اغتيال في أحداث حمام الشط يوم 1 أكتوبر 1985.
وجاء ذلك بمناسبة استقبال الباجي قايد السبسي بقصر قرطاج الأسيرة الفلسطينية المحرّرة عهد التميمي التي تزامنت زيارتها مع الذكرى 33 لأحداث حمام الشط، شنّت خلالها دولة الاحتلال الاسرائيلي غارة جوية استهدفت مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية بالمنطقة ما أسفر عن ارتقاء 68 شهيدا فلسطينيا وتونسيا،وفق ما اوردته الجوهرة اف ام .
وقال قايد السبسي إن “هناك من أعلم الزعيم الفلسطيني الراحل وفي آخر دقيقة بعدم الذهاب إلى مكاتب المنظمة في حمام الشط..”، مردفا بالقول: “لا تهمنا التفاصيل الآن.. فهذا الأمر يندرج ضمن الكفاح الفلسطيني..”.
وتعتبر هذه الشهادة التاريخية، وإن كانت “عفوية”، الأولى من نوعها تصدر عن مسؤول تونسي رفيع المستوى حول ملابسات وكواليس فشل الكيان الصهيوني في اغتيال ياسر عرفات وفق نفس المصدر . وتجدر الملاحظة أن الباجي قايد السبسي كان يشغل آنذاك خطة دبلوماسية مهمة إبّان أحداث حمام الشط.
ويشار إلى أن شهادات مدير مكتب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” في تونس، الطاهر الشيخ، أبرز ما نشر بشأن كواليس هذه الأحداث.
ويقول في شهادته إن موكب أبو عمار كان يتحرّك نحو مقر قيادة المنظمة في حمام الشطّ قبل ان يخبره سفير فلسطين وقتها حكم بلعاوي، بأن ضيفاً عربياً هاماً ينتظره في مقر إقامة السفير، في ضاحية مرسى النسيم وأمر وقتها ياسر عرفات بالخروج عن الموكب قبل أن يقرر تأجيل اجتماع كان مقررا يوم 1 اكتوبر 1985 في حمام الشط،.
وهو تغيير مفاجئ لم ينتبه إليه عملاء الموساد الإسرائيلي حيث كانت الطائرات الاسرائيلية اقتربت من الشواطئ التونسية قبل قصفها بالكامل مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تمثل المربع الأمني للمنظمة في تونس، ليظهر ياسر عرفات لاحقا واقفاً على ركام مكتبه ووصفته تقارير صحفية وقتها بـ “طائر الفينيق في الأساطير الكنعانية، ينبعث حياً في كلّ مرة من تحت رماد خلفته نيران العدو”.
وبالعودة إلى ما أفاد به رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي أمس، يتمّ الكشف لأول مرة عن هذا الجانب من الملف والحديث عنه بشكل علني من طرف رئيس الجمهورية التونسية.
شارك رأيك