قال منسق عام منظمة 10-23 لدعم مسار الإنتقال الديمقراطي، والعضو السابق للهيئة العليا المستقلة للانتخابات سامي بن سلامة ان المرحوم المنصف بن سالم كشف في كتابه “سنوات الجمر” عن وجود جهاز خاص عسكري للإتجاه الإسلامي، داعيا التونسيين لقراءة الكتاب المتوفر على الانترنت.
واضاف بن سلامة ان المرحوم المنصف بن سالم غالط الراي العام في سرده لعديد المعطيات الخاطئة المتعلقة بالوضع في تونس خاصة في فترة السبعينات والثمانينات وحول محاربة الدولة للإسلام كدين ومعتقد.
وفي مايلي ماكتبه بن سلامة :
كنت بصدد قراءة كتاب المرحوم المنصف بن سالم “سنوات الجمر” وهو عبارة على سيرة ذاتية.. لم أشأ الذهاب مباشرة إلى الفصل المتعلق بمحاولة الاتجاه الاسلامي الإستيلاء على السلطة بالقوة والعنف بل قرأته منذ أول سطر فيه.
ما يثير الإنتباه في المؤلف الذي يختلف عن المذكرات التي نقرأها عادة هو ضعف الحبكة الدرامية فيه إن جاز لي التعبير كذلك.. إذ سرد كثيرا من القصص والروايات المتناقضة وغير المقنعة في حديثه عن مظلوميته واضطهاده قبل إلقاء القبض عليه والحال أنه تحصل على منحة من الدولة عند دراسته بالخارج ووظف في جامعاتها حال عودته منه وسُمح له بفتح مسجد بالمدرسة العليا للمهندسين الخ…
وكمية المعطيات الخاطئة تماما التي سردها وفقا لرؤيته المنغلقة للوضع في تونس خاصة في فترة السبعينات والثمانينات وفق الأسطورة التي أريد ترسيخها حول محاربة الدولة للإسلام كدين ومعتقد.. من المغالطات الفاضحة إدعاؤه في الصفحة 36 من كتابه بأن الجيش شارك في عمليات إعتقال الإسلاميين سنة 1981 ..
ومن الإدعاءات التي لم يوفق في صياغتها ولا تبعث سوى على الابتسام زعمه وصول الخوف ببعض العائلات إلى اشتراء قوارير الخمر ووضعها في مدخل بيوتهم لتقيهم بطش البوليس وجبروته.. كما لو أن من يستهلكون الخمور يضعونه في مداخل بيوتهم أو أن البوليس سيمتنع عن اعتقال من يتم البحث عنه لمجرد استهلاكه للخمور.. أخطأت إذن في قراءة تلك القصة التي تصدرت ثلث الكتاب تقريبا والتي لم تفدني كثيرا في التعرف أكثر على الشخص وعلى أفكاره التي لم تكن مرتبة جيدا وكتبت باستعجال على ما يبدو..
إن كانت هنالك من فائدة سيجنيها قارئ كتاب المرحوم بن سالم هي المعطيات القيمة والمفيدة التي تثبت وجود جهاز خاص عسكري للإتجاه الإسلامي وتورطه بالدليل والبرهان في محاولة السيطرة على نظام الحكم باستعمال القوة والعنف والتحضير لانقلاب دموي باستعمال معدات عسكرية متطورة وقوات من الأمن والجيش الذان تم اختراقهما لتحقيق ذلك.. يدحض الكتاب أقصوصة سلمية حركة الإتجاه الإسلامي التي تحولت فيما بعد إلى حركة النهضة ويؤكد بما لا يترك مجالا للشك أنها حركة لا تتورع عن استعمال العنف وإسالة الدماء لتحقيق أهدافها..
أعطى المرحوم بن سالم شهادته حول التنظيم السياسي الذي ينتمي له وهي شهادة تنظاف لتصريحات القيادي السابق فيها حمادي الجبالي المتورط في تفجيرات النزل بسوسة والحمامات وللوقائع التاريخية التي تثبت استعمال الحركة لماء الفرق ولحرق البشر أحياء في عملية باب سويقة.. شهادة تاريخية مهمة ودقيقة عن فترة قريبة من تاريخنا تضمنها كتاب المرحوم بن سالم وهي تكذب كل الروايات الراهنة التي يدأب قياديو حركة النهضة على سردها على مسامع الجمهور حول سلمية الحركة ومظلوميتها.. أدعوكم لقراءة الكتاب وهو متوفر على الانترنت فهو كتاب مهم من ناحية المعطيات الخطيرة التي تضمنها… وهو كتاب يسهل عليكم النقاش مع أي منتم للحركة يحاول الظهور في مظهر الحمل الوديع..
شارك رأيك