تحت شعار ” تونس بشبابها تتقدم“ و ” وصل صوت الشباب المقصي من الحياة السياسية ” ، أعلن رياد بن عمر اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية 2019، كأصغر مرشح في تاريخ الجمهورية التونسية .من هو زياد بن عمر ؟ ولماذا ترشح للانتخابات الرئاسية ؟ وهل كان وهو يترشح يعي جسامة المسؤولية ؟ وهل فكر في ظهر حزبي يحميه ؟ ومن هي اللوبيات التي ستوصله للحكم ؟ومن سيموله ؟ وما هي الخطوط العريضة لمشروعه السياسي ؟ واسئلة اخرى طرحتهاعليه ” أنباء تونس ” في اول مصافحة له مع الاعلام وقبل حتى صياغة برنامجه .
اسمه زياد بن عمر من مواليد سنة 1984 ولاية صفاقس تقني سامي في الآلية و الإعلامية الصناعية .
زياد بن عمر تحركه فلسفة النجاح التي تقوم على جملة من المعطيات والحكم :
” الأسد لا ينجح في الصيد إلا في ربع محاولاته ويفشل في75بالمائة منها.
ورغم هذه النسبة الضئيلة التي تشاركه فيها معظم الضواري إلا أنه يستحيل على الأسد أن ييأس من محاولات المطاردة و الصيد. والسبب الرئيسي في ذلك ليس الجوع كما قد يظن البعض ، إنما هو استيعاب الحيوانات لقانون ” الجهود المهدورة ” وهو القانون الذي تعمل به الطبيعة كلها :
فنصف بيوض الأسماك يتم التهامها
ونصف مواليد الدببة تموت قبل البلوغ
ومعظم أمطار العالم تهطل في المحيطات
ومعظم بذور الأشجار تأكلها العصافير
وحده الإنسان من يرفض هذا القانون الطبيعي الكوني ويعتبر أن عدم نجاحه في
بضع محاولات يجعل منه إنساناً فاشلاً .
وينسى ان النجاح هو أن تمشي فوق أخطائك وتتخطى كل مرحلة ذهبت جهودك فيها هدراً وتتطلع الى المرحلة المقبلة ولو كان هناك من كلمة تلخص هذه الدنيا فستكون بكل بساطة : “استمر” .
” فكرة الترشح للانتخابات الرئاسيه جاءت في اطار ما نعيشه اليوم من عزوف شبابي عن ممارسة العمل السياسي من جهة ، و تعكر المزاج العام للشعب التونسي تجاه السياسات الفاشلة التي تماريها الطبقة السياسية طوال الثماني سنوات الماضية . هذه الفكرة جاءت بعد كل الضربات الموجعة التي تلقتها الفئة الشبابية من تهميش و حيف على جميع المستويات، اقتصاديا، اجتماعيا، و سياسيا. و أكبر دليل على ذلك هي مقاطعته للمارسة الإنتخابية . وحين تاملت المشهد قلت لم لا أكون صوت الشباب و صوت كل التونسيين و التونسيات ؟ هي فكرة و ربما ستظل فكرة، فلم لا تصبح حقيقة ؟ هل من الصعب ان امام عجز الطبقة السياسية عن الابتكار وتسيير البلاد ان تنبت شجرة الحياة ؟ كثيرون تساءلوا : هل هو جاد في مشروعه ؟
الحلم جميل ومشروع و لكن لماذا يقفز زياد عن الوقائع التي تتحدث عن تمويلات ولوبيات وظهر سياسي يحضن الترشح ويضمن ايصاله الى الجمهور العريض ؟
” سأكون نرجسيا لو قلت لك الدعم المالي لا يعنيني ، تذكر جيدا ما وقع بالمانيا بمناسبة انتخاب النائب ياسين العياري لان الاستقلال عن الانتماء الحزبي في ظل تعكر صفو الحياة السياسية في البلاد يوفر لك أكثر من فرصة للحصول على أفضل النتائج و قد تدعمك بعض الاطياف السياسية دون علم مسبق. و المهم بالنسبة لي هو الحصول على تزكية شعبية، اهم و اضمن من التزكية الحزبية …. أصعب مهمة هي تغيير النظام السياسي لكي نضمن قيادة البلاد الى أرضية سليمة تسمح لنا بالبناء و الخروج من كل الأزمات بتدرج، و نعود عل الأقل الى مؤشرات ما قبل سنة 2010. فالاستقرار السياسي و الاقتصادي والاجتماعي يتطلب أن يكون لنا أرضية صلبة و قابلة للبناء و التطوير، لا رمال متحركة كما نعيش فيها اليوم. سيقول لي البعض ان هذا كلام عام وفضفاض ، نعم كل الافكار قيل انها فضفاضة وضبابية ن دعنا نتامل ما حولنا مثلا : اثيوبيا التي كانت تستجدي العالم وتتمتهع باعاناته واعاناتنا نحن التونسيين ، حين حلموا بالانجاز والاقلاع ، نالوا مرادهم .
مستودع Koshe للنّفايات مثلا يعتبر الأضخم في ذلك البلد و منذ نحو 50 عاما كان يستقبل مئات الأشخاص الّذين يجمعون الفضلات المنتشرة حول العاصمة أديس أبابا ثمّ يكدّسونها في شاحنات و يعيدون بيعها . لكنّ ذلك المخزن تصدّر عناوين الصّحف العام الماضي و ذلك حين تسبّب في وفاة نحو 114 شخصا داخله ، و هو ما جعل النّاس يطالبون الحكومة الأثيوبيّة بإعادة التّفكير في حلّ بديل لاستخدام ذلك الموقع الضّخم الّذي يمتدّ على مساحة تعادل رقعة 36 ملعب كرة قدم .
و منذ تلك الحادثة قرّرت أثيوبيا تحويل ذلك الموقع إلى مصنع طاقيّ جديد للتّصرّف في النّفايات عبر وساطة مشروع Reppie waste-to-Energy الأوّل من نوعه في إفريقيا. و يأتي هذا الإجراء كجزء من الجهود المبذولة لإدخال تغييرات ثوريّة على طرق و أساليب التّصرّف في النّفايات في البلد.
هذا المصنع الّذي كان من المفروض أن تنطلق أشغاله منذ شهر جانفي 2018 سيكون قادرا على إحراق كمّية تبلغ 1.400 طنّ من النّفايات و تحويلها إلى رماد يوميّا . و هذه الكمّية تمثّل 80 % من حجم إفرازات المدينة من الفضلات و النّفايات. كما أنّ هذا المصنع الجديد سيوفّر للمواطنين 30 % من حاجاتهم المنزليّة المتعلّقة باستخدامات الطّاقة الكهربائيّة علما بأن في فرنسا لوحدها هناك 126 مصنعا لتحويل النّفايات إلى طاقة و 121 مصنعا في ألمانيا و 40 مصنعا في إيطاليا ” . اليس من حقنا ان نحلم ؟ في البدء كان الحلم .
افكارنا كثيرة واحلامنا ، اكبر. كيف ننجزونحلق بتونس التي تعج بالافكار الخلاقة والطاقات الشبابية القادرة ان تنطلق بنا نحو عالم افضل . العيب اليوم في التفكير التقليدي العاجز البائس الذي يقودنا والذي كان سببا في ضخ الياس بدل الامل حتى هجرتنا الادمغة .
يكفيني انني مصمم على المحاولة و التجربة حتى وان فشلت، فلي شرف المحاولة في البحث عن الاستقرار السياسي من خلال تغيير نظام الحكم بطريقة تضمن قيادة تونس الى بر الأمان بأخف الاضرار. اقول هذا وعيني على التعليم والصحة والامن الغذائي والثقافة . لكني اؤمن بجدوى العمل ثم العمل ثم العمل،كايماني بقدراتنا المتواضعة و سواعدنا و كفاءاتنا التي أضحت ترى في الغربة سبيلا للهروب من واقع مرير. وابكي هيبة الدولة المفقودة امام الانفلات الحاصل الذي فرضته طبقة سياسية شغوفة بالحكم أكثر من شغفها يالوطن” .
شرف المحاولة كاف حتى وان خانته الامكانات، يكفيه حبه المتدفق لهذا البلد . من حقة ان يحلم بحكم بديل غير تقليدي كما قال .
شكري الباصومي
شارك رأيك