إنتشر في العالم منذ مدة، برنامج للتجسس الإلكتروني اسمه “بيغاسوس” من إنتاج الشركة الإسرائيلية “أس أن أو” المتخصصة في الحرب الرقمية ومقرها “هرتسيليا” المعروفة بـ “وادي السيليكون” الإسرائيلي، شمال تل أبيب.
ووصفت شركة “لوك آوت” لأمن الهواتف المحمولة هجمات “بيغاسوس” بأنها الأكثر تطورًا والتي لا يتم اكتشافها بسبب قدرة البرنامج على التسلل خلسة إلى أجهزة الهاتف التي يخترقها.
واستهدف البرنامج العديد من حكومات العالم، 175 معارضًا وناشطًا حقوقيًا وصحفيًا في العام العربي وأميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا ومناطق أخرى.
وبالنسبة لتونس والمنطقة المغاربية فإن هذا البرنامج بدأ تشغيله في أوت 2017 ولا يزال إلى الآن، بحسبما جاء في تقرير لــــ “الجزيرة.نت”، وهو نتيجة بحث لــــــ”مختبر المواطن”- “سيتزن لاب” التابع لجامعة “تورنتو” الكندية.
ويقول هذا الباحث أن “مشغلاً واحدًا لبرنامج بيغاسوس استهدف المغرب والجزائر وتونس وفرنسا، وأضاف المختبر أن مشغلا آخر بإسرائيل استهدف دول قطر وفلسطين وتركيا وهولندا والولايات المتحدة”.
ويشير جدول تضمنه تقرير “مختبر المواطن” إلى أن مشغلاً لــــ”بيغاسوس” يحمل اسم “Atlas” يعمل انطلاقًا من المغرب ليستهدف هواتف أشخاص في المغرب نفسه، وفي دول عربية أخرى هي الجزائر وتونس والإمارات، فضلاً عن ساحل العاج وفرنسا، وبدأ تشغيل البرنامج منذ أوت 2017 إلى الآن.
في تونس مشغلين إثنين لبرنامج “بيغاسوس”
وبالنظر إلى عدد المشغلين والدول العربية المستهدفة ببرنامج “بيغاسوس”، يتبين أن الإمارات تتصدر قائمة الدول العربية المستهدفة بالبرنامج بستة مشغلين، تليها قطر (5)، والأردن (3)، ثم البحرين ولبنان وفلسطين والمغرب وتونس (2)، فالسعودية والجزائر والعراق ومصر وسلطنة عمان وليبيا والكويت واليمن (مشغل واحد).
برنامج “بيغاسوس”موجود في 45 دولة حول العالم
أعلن باحثون أميركيون، في سبتمبر الماضي، أنهم رصدوا استخدام برنامج تجسس خبيث، من صناعة مجموعة التكنولوجية الإسرائيلية “إن إس أو”، في 45 دولة حول العالم. وقال فريق البحث الذي يعمل في المركز الحقوقي البحثي التكنولوجي “مختبر المواطن” في جامعة “تورنوتو” في الولايات المتحدة، إن النتيجة التي توصلوا إليها كانت بعد مسح أجروه على الإنترنت بين أوت 2016 وحتى الشهر الحالي-سبتمبر الماضي-.
ووجد فريق البحث، في التقرير الذي نُشر اليوم، أن برنامج التجسس الإسرائيلي سيء السمعة “بيغاسوس” يعمل في 45 دولة على الأقل، ومن خلالها يُجري مُشغلوا البرنامج عمليات تجسس.
وأكد “مختبر المواطن” أنه استخدم أسلوبًا لمراقبة الانترنت للتعرف على عدوى التجسس المشتبه بها المرتبطة بمجموعة “إن إس أو” الإسرائيلية في دول كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والهند وتركيا وغيرها.وشدد المركز على أن “10 من مشغلي بيغاسوس يستخدمون البرنامج لمراقبة أشخاص خارج حدود بلدانهم”.
ونوه المركز إلى أن نتائج بحثه تُشير إلى انتهاكات حقيقية لحقوق الإنسان، حيث أنه ما لا يقل عن ستة بلدان استخدمت “بيغاسوس” بشكل سيء لاستهداف المجتمع المدني، وهي البحرين وكازاخستان والمكسيك والمغرب والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وأضاف المركز “يبدو أن “بيغاسوس” يتم استخدامه من قبل دول لديها سجلات مشكوك فيها بانتهاكات لحقوق الإنسان، وتاريخ من السلوك التعسفي من قبل أجهزة أمن الدولة”.وحذّر المركز من أنه وجد مؤشرات على أن العديد من البلدان استخدمت البرنامج لاستهداف “مواضيع سياسية”، الأمر الذي يلوح إلى استخدام التكنولوجيا كجزء من التحقيقات الجنائية “الشرعية”. واتهمت الشركة الإسرائيلية مؤخرًا بأن برامجها تستخدم لصيد المعارضين ورموز المجتمع المدني. فيما زعمت أن قائمة “مختبر المواطن” بالدول تضم الكثير من “المعلومات غير الدقيقة”.
ما هو برنامج التجسس “Pegasus”..؟
يُعد برنامج التجسس “Pegasus” المكتشف حديثاً مصدراً لتهديد أصحاب أجهزة آي فون، وآي باد، حيث أوضحت شركة Lookout، المتخصصة في أمان تكنولوجيا المعلومات، أن هذا البرنامج الخبيث قد يصل إلى أجهزة آبل الجوالة عند النقر بدون قصد على رابط إنترنت وهمي.
وبمجرد أن يصل برنامج التجسس “Pegasus” إلى آي فون أو آي باد، فإنه يتمكن من استقراء جميع المعلومات الشخصية، بالإضافة إلى أنه قد يتمكن من إزالة الحواجز الأمنية عن طريق ما يعرف باسم كسر حماية نظام التشغيل Jailbreak، وعادة لا يلاحظ المستخدم مثل هذه الإجراءات.
ولمواجهة هذه المخاطر، ينصح خبراء المكتب الاتحادي لأمان تكنولوجيا المعلومات بمدينة بون الألمانية، بتثبيت أحدث إصدار من نظام تشغيل أبل “آي أو إس”، حيث قامت الشركة الأمريكية بسد مسار الهجوم بطرح الإصدار “آي أو إس 9.3.5″، ويمكن تثبيت أحدث إصدار عن طريق إعدادات نظام التشغيل عبر بنود “عام/تحديث البرمجيات”.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستخدم تعقب برنامج التجسس “Pegasus” على أجهزة أبل الجوالة، حيث تقدم شركة Lookout تطبيق أمان يوفر العديد من المزايا، ومنها الكشف على عمليات كسر حماية نظام التشغيل وبرامج التجسس على “آي فون” أو “آي باد”. ويتوفر إصدار محدود من هذا البرنامج بشكل مجاني.
غلوبس: الشركة أسسها ضباط إسرائيليون سابقون
وكانت صحيفة “غلوبس” الاقتصاديّة، قد نشرت في العام 2013، أنّ مؤسيي شركة “إن إس أو” الإسرائيليّة منتجة برنامج “بيغاسوس”هم ضباط سابقون في وحدة 8200 العسكريّة التي تتبع شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، مهمّتها ما يسمى عسكريًا بـ”استخبارات الإشارات”، أي جمع المعلومات الاستخباراتية عن طريق اعتراض الإشارات.
وأوضحت الصحيفة، حينها، أن برنامجًا طوّرته الشركة يدعى “بيغاسوس” بإمكانه الدخول إلى أي هاتف محمول يختاره مشغّلو البرنامج، وسحب منه كل المعلومات الموجودة فيه، من رسائل عادية ورسائل إلكترونيّة وحتى أرشيف محرّكات البحث داخل الجهاز وقائمة الهواتف بدون موافقة أو حتى معرفة مزوّد الخدمة أو صاحب الجهاز، طبعًا.
كما أوضحت الصحيفة، نقلًا عن مجلة “ديفنس نيوز”، أنّ ما يميّز هذا البرنامج عن برامج التجسس الأخرى هو قدرتها على الوصول إلى هواتف عينيّة يختارها المشغّل، دون أهميّة لمكانهم أو الشركة المشغّلة للجهاز.
وبلغ تمويل الشركة المنتجة أكثر من 1.6، في مرحلتها الأولى، وموّلها الضباط السابقون في وحدة 8200 من “جيوبهم الخاصّة”.
من الجزائر:عمّـــــار قـــــردود
شارك رأيك