لقاء الغنوشي اليوم مع الباجي قايد السبسي سيكون حاسما بعدما أشهر الرئيس كل أوراقه في وجه النهضة الحاضن القوي للشاهد. فهل سيفلح في زحزحة موقف الشيخ ام سيواصل الباجي لعب أوراقه كلها من أجل دفع النهضة الى التخلي عن الشاهد. وما جدية اندماج الحر بالنداء؟ وهل هي من مناورات الرياحي؟
بقلم شكري الباصومي
وصف المحلّل السياسي عبد اللطيف الحناشي ما أقدم عليه حزب الاتّحاد ورئيسه سليم الرياحي ب”العبث السّياسي”، وان “ما يحدث تمارسه نخبة “طارئة” تمارس التجارة، نخبة لا تمارس العمل السياسي النظيف والحقيقي وإنّما تستعمل السّياسة في الشّأن المالي لتحقيق مآرب خاصة.” ووصف الحزب الوطني الحر ب “حزب الطوارئ”. أما وليد جلاد فقداكتفى بالقول : “هذا زواج متعة وربي يهني مبروك بمبروكة”. واستنجد نقيب الصحافيين ناجي البغوري بمثل سوري : “تلم المتعوس على خايب الرجاء” الذي يقابل مثلنا التونسي”فولة مسوسة وطاح بيها غراب أعور” .
ماذا يعني اندماج الوطني الحر في النداء؟ وهل هو أحد نتائج فك الإرتباط ببن والنداء و النهضة ؟
ومن عبثية هذا الاندماج أن النائبة ابتسام الجبابلي استقالت من نداء تونس و التحقت بالحزب الوطني الحر، تجد نفسها اليوم مرة اخرى في نداء تونس.
انصهار الوطني الحر في النداء كان متوقعا بل كان أحد السيناريوهات المطروحة، فقد غادر بعض نواب الإتحاد الوطني الحر حزبهم واتجهوا الى النداء القريب منهم فكريا . وبعد ان رفع القضاء قرار تحجير السفر المفروض على الرياحي، و بدا ذلك بداية لتخليصه من كل الملفات المالية العالقة فإن الرياحي اختار جبهة الرئيس ، لأنه يدرك ان حزبه سيقع ابتلاعه من كتلة التحالف الوطني المقربة من الشاهذ عاجلا او آجلا. ولن يصبح سوى مجرد رقم تابع لا وزن له.
تضاف إلى ذ لك العوامل الخارجية، ألم يكن رئيس الوطني الحر سليم الرياحي مهندس لقاء الباجي -الغنوشي في باريس؟ وهل نفهم ما أقدم عليه الرياحي من تحويل وجهته نحو ما بقي من النداء ؟
هل أراد سليم الرياحي أن يبعث برسالة الى حكام الايليزيه يعلمهم من خلاله تخندقه مع شق حافظ باعتبار التيار الظلامي لم يعد مرحبا به فرنسيا؟ وانه مثل ما كان عرابا للتوافق سيكون على ذمة أي قرار فرنسي جديد.
وكيف نفهم تصريحات لزهر العكرمي على موجات راديو ماد حيث كان واضحا ومباشرا ودقيقا، حيث اتهم الباجي قايد السبسي في حوار لبرنامج “ديمونش براس”، الأحد 14 أكتوبر 2018، بالسعي الى تعفين الأوضاع و الدفع نحو العنف في البلاد وان سليم الرياحي جاء ليسد الشغور الذي تركه برهان بسيس. واضاف لزهر العكرمي ان سليم الرياحي كان يسعى لاستقطاب النواب في كتلة الائتلاف الوطني معتقدا أن ذلك سيكون تحت سيطرته وإشرافه، ثم تم الإتصال به من رئاسة الجمهورية قائلين له: “ايجا خوذ إلي تحب” مقابل التخلي عن ذلك، مضيفا : “للرياحي في ذلك مصلحتان هما استرجاع أمواله المجمّدة وإلغاء تحجير السفر عنه”. بل فجر العكرمي قنبلة حين قال : “هناك قاض في قصر الرئاسة وعده برفع التجميد عن أمواله، مؤكدا أن رئيس الجمهورية يسعى بكل قوة واصرار على تنحية يوسف الشاهد”.
وحدها فاطمة المسدي رحبت بهذا الاندماج: “رغم المشهد السياسي المتلوث اعتبر أن انصهار حزب الإتحاد الوطني الحر في حركة نداء تونس هي الخطوة الأولى التي تعبر عن مشهد سياسي جديد وهو مشهد يعبر عن عدم التعاطي مع حركة النهضة (تنظيم الإخوان) في تونس. الرداءة السياسية لا تعالج الا بطبقة سياسية جديدة يفرزها الصندوق الانتخابي و ما يحدث في تونس الان هو قطع التعاطي مع الإخوان سياسيا. التعاطي الحالي مع النهضة يجب ان يقتصر على القضاء فقط”.
والسؤال ماذا ستضيف هذه الحركة الاندماجية؟ وهل سيكون لها تاثير على التوازن داخل البرلمان وفي الساحة السياسية؟
لقاء الغنوشي اليوم مع الباجي قايد السبسي سيكون حاسما بعدما اشهر الرئيس كل اوراقه في وجه النهضة الحاضن القوي للشاهد. فهل سيفلح في زحزحة موقف الشيخ ام سيواصل الباجي لعب اوراقه كلها من اجل دفع النهضة الى التخلي عن الشاهد؟
شارك رأيك