يشرع وزير الخارجية الفرنسي “جون ايف لودريان” في زيارة عمل إلى تونس بداية من اليوم الأحد و تستمر حتى غدًا الإثنين بهدف تعزيز التعاون ومناقشة الوضع في ليبيا.
و كانت وزارة الخارجية التونسية قد أعلنت ،الجمعة الماضية، أن زيارة الوزير الفرنسي تأتي بالأساس لتفعيل الاتفاقيات التي أمضاها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أثناء زيارته الى تونس في بداية 2018 والتحضير للدورة الثانية للمجلس الأعلى للتعاون التونسي الفرنسي ومنتدى الأعمال التونسي الفرنسي.
و تعهد ماكرون بتوفير دعم يناهز 8ر1 مليار أورو لتونس حتى عام 2022 يغطي مجالات الأمن والدفاع والقضاء ومكافحة الهجرة غير الشرعية وتمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة.
و بحسب مصادر موثوقة لــــ”أنباء تونس” فإن فرنسا برمجت عقد لقاءات رسمية مع مسؤولين تونسيين وجزائريين خلال الأيام المقبلة، لإجراء محادثات معمقة حول الملف الليبي تحديدًا، وهي تحركات دبلوماسية يقوم بها وزير أوروبا والشؤون الخارجية، جون ايف لودريان، قبيل عقد مؤتمر باليرمو في إيطاليا.
و تهدف هذه التحركات الديبلوماسية الفرنسية بإتجاه تونس و الجزائر بالخصوص للإبقاء على دورها في الملف الليبي و العمل على تنفيذ توصيات إتفاق باريس الماضي حول ليبيا خاصة تنظيم الإنتخابات التشريعية و الرئاسية في ليبيا قبل نهاية العام الجاري.
و وفقًا لذات المصادر فإن فرنسا تخشى أن يتم إستبدال قرارات و توصيات إتفاق باريس بنتائج مؤتمر باليرمو الإيطالي و بالتالي تحكم إيطاليا في الأوضاع في ليبيا،بالرغم من أن باريس متفقة مع روما حول أن مؤتمر باليرمو هو إمتداد و إستكمال لمؤتمر باريس الذي عُقد في 29 ماي المنصرم،رغم الأزمة الصامتة بين البلدين في الآونة الأخيرة.
باريس تريد قطع الطريق على روما حفاظًا على مصالحها في ليبيا
و لأجل قطع الطريق على إيطاليا و االغاء دورها في الملف الليبي الذي تريد فرنسا إحتكاره و الإستثمار فيه لصالحها،تريد باريس إستمالة الموقف التونسي لصالح الرؤية الفرنسية،خاصة و أن تونس و إيطاليا لديهما موقفين مختلفين في الملف الليبي،على إعتبار أن تونس ترفض التدخل الأجنبي في ليبيا خاصة العسكري ،و لهذا فإن فرنسا تهدف إلى إقناع تونس بمقاربتها حول الأزمة الليبية التي تريد حلها بالطرق السلمية و ليس العسكرية من خلال تنظيم إنتخابات قبل نهاية 2018.
و لهذا سيعمل لودريان على إقناع المسؤولين التونسيين بالرؤية الفرنسية حول الملف الليبي خاصة المضي قُدُمًا من أجل تنظيم الإنتخابات،التي ترى تونس أن الظروف الأمنية في ليبيا غير ملائمة تمامًا لذلك،و أن الأمر يحتاج إلى وضع أسس قانونية و دستورية واضحة كفيلة بتنظيم الإنتخابات في ظروف مناسبة.فهل سينجح وزير الخارجية الفرنسي في إقناع تونس بوجهة النظر الفرنسية أم أنه سيعود إلى باريس خائبًا؟.
و شدد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي على أن الحل في ليبيا يجب أن يكون نابعًا من حوار ليبي – ليبي على أساس التوافق بين الأطراف الليبية كافة.
وسيلتقي الوزير الفرنسي في جلسة عمل مع وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي وسيشمل اللقاء مناقشة الوضع في ليبيا ومسار العملية السياسية في هذا البلد الجار لتونس. كما سيجري لودريان مباحثات مع المسؤولين التونسيين تشمل قطاعات الاستثمار والسياحة والثقافة والتعليم والتكوين المهني وتكنولوجيات الاتصال.
وتعد فرنسا الشريك الاقتصادي والتجاري الخارجي الأول لتونس، وهي تمتلك أكثر من 1300 مؤسسة بتونس، توفر حوالي 135 ألف فرصة عمل، كما أنها تمثل سوقًا تقليدية ورئيسية للسياحة في هذا البلد.
ترامب،بوتين،ميركل و ماكرون في مؤتمر باليرمو حول الأزمة الليبية
هذا و ستحتضن مدينة “باليرمو” الإيطالية مؤتمرًا حول الأزمة الليبية في 12-13 نوفمبر المقبل، و يسعى رئيس الوزراء الإيطالي “جوزيبي كونتي” لحثّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الحضور إلى عاصمة صقلية، خلال زيارته موسكو يوم الأربعاء المقبل.
فيما ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية “آكي”، مساء الخميس الماضي، أنّ المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل ستشارك في مؤتمر باليرمو.ونقلت الوكالة عن مصادر إعلامية إيطالية، ترجيحها أن يعلن الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون المشاركة حيث سيتواجد كلاهما في باريس، عشية انطلاق المؤتمر الإيطالي، لإحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى التي تصادف 11 نوفمبر.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي صرح في أعقاب لقائه مساء الأربعاء المنصرم مع المستشارة الألمانية بأن ميركل “ستكون حاضرة في المؤتمر من أجل ليبيا الذي تنظمه في باليرمو”، وقال: “إنني أقدر تقديرًا كبيرًا هذا الدعم للجهود التي تبذلها إيطاليا مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أجل مصلحة الشعب الليبي”.
كما أعلن كونتي عن لقاء ثنائي يجمعه في وقت لاحق بماكرون، على هامش أعمال القمة الأوروبية، للحديث عن مؤتمر باليرمو، والذي يشكل “خطوة مهمة للغاية فيما يتعلق بآفاق سياستنا الخارجية وكذلك تلك الداخلية، نظرًا لتأثير ليبيا الكبير على الهجرة”.
ومن جانبه دعا وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، خلال زيارته موسكو الأربعاء الماضي، “كل البلدان المعنية بالوضع الليبي، إلى إظهار الحكمة والتبصر بما يكفي، للتخلي عن اللعب من وراء الكواليس، والجلوس حول طاولة المفاوضات بهدف التوصل إلى تعاون حقيقي”.
وخلال الأيام الماضية كثَّفت الحكومة الإيطالية اتصالاتها وتصريحاتها، بشأن الدعوة إلى مؤتمر دولي حول ليبيا حددت تواريخ ومكان انعقاده، وهو يومي 12 و13 نوفمبر بمدينة باليرمو في جزيرة صقلية المقابلة للساحل الليبي، مبرّرة اختيار المدينة لـ”قربها مما يجري في ليبيا”.
وأكد رئيس الحكومة الإيطالية، جوزيبّي كونتي، أن مؤتمر باليرمو “خطوة مهمة جدًا فيما يتعلق بمنظورنا من ناحية السياستين الخارجية والداخلية أيضًا، نظرًا لأن لليبيا تأثيرًا كبيرًا جدًا فيما يتعلق بقضية الهجرة”، بحسب وكالة “آكي” الإيطالية.
وكان كونتي أعلن أن بلاده على استعداد لرعاية المصالحة والاستقرار في ليبيا، في إشارة إلى مؤتمر باليرمو الدولي المقرر له يومي 12-13 نوفمبر المقبل.
من الجزائر:عمّـــــار قــــــردود
شارك رأيك