رحل رسام الكاريكاتور حسن المشيشي عن سن تناهز الـ70 سنة، بعد صراع مع المرض والخصاصة . ولم يثنه المرض عن حبه للكاريكاتور.رسم في جل الصحف التونسية . كما اقام معارض خاصة . وهو صاحب ” وليدها ” شعار الترجي وهو ايضا من حوكم بالاعدام اربع مرات في ليبيا .
نعت وزارة الشؤون الثقافية رسام الكاريكاتور حسن المشيشي الذي فارقنا عن سن تناهز الـ70 سنة.
الفقيد رمز من رموز الرسم الكاريكاتوري، رسم اسمه في فن الكاريكاتور بكل حرفية ومهارة وزادته موهبته تألقا.. ولم يثنه المرض عن مواصلة رسومه التي غدت مدرسة لفن الكاريكاتور.
اشتغل الراحل في أغلب الصحف التونسية وأحبّ القراء رسومه، اعتزل في سنة 2003 العمل في وسائل الإعلام وتفرغ بالكامل الى الرسم في ورشته، وأقام العديد من المعارض
حسن المشيشي مر بظروف صحية حرجة حيث امضى اسابيع بين منزله والمستشفى . كما عرف ازمة مادية نظرا لتوقف منحة مبدع منذ مدة طويلة من سنة 2008.ولا يتمتع براتب تقاعدي وعانت زوجته الامرين للعناية به وتوفير حاجياته الضرورية .
المشيشي هو من صمم بطولة تونس وكاسها وهو الذي لفه الترجي الرياضي التونسي
برسم ماسكوت لشعار النادي فاختار صورة صبي يرتدي «جبة» تقليدية باللونين الأحمر والأصفر وشاشية سوداء وحذاء رياضي وأسماه «وليدها» ،تمت إضافته لشعار النادي بعد 9 سنوات من تصميمه لأول مرة .
عميد الفنّانين الكاريكاتوريين حسن المشيشي الذي يمارس هذا الفنّ منذ أكثر من أربعين سنة ذاق خلالها الحلو والمرّ. صحيحٌ أن أغلب الصحف التونسية احتفت برسوماته، إلا أنه واجه التهديد بالإعدام؛ فقد صدرت أربعة منها ضدّه في ليبيا، بسبب نشره عدّة رسومات سخرت من الديكتاتور الراحل معمر القذافي، وتمّ بثّها على القناة التلفزيونية الرسمية التونسية .
عرف المشيشي خلال مسيرته كثيرًا من المحاكمات والمضايقات رغم أساليب المراوغة التي كان يلجأ إليها لتجنّب الرقيب: “لم أكن مناضلًا ولا أزعم أني كنت على درجة من الشجاعة لأواجه جبروت بورقيبة، ولا سطوة بن علي. لستُ انتحاريًا ولا كاميكازيًا كي أنطح الصخر. لكن عنادي ورغبتي في البوح أوحتى أن أتحايل على الرقيب مرّات، وأن يطيح بي مرات أخرى”. وإذ سُئل عن “التغيير” الذي أحدثته الثورة، بسط المشهد قائلًا: “بعد الثورة تخلّصنا من ديكتاتورية السياسي، لنقع تحت براثن رجال الأعمال الذين أطبقوا على الإعلام، وخصوصاً المكتوب منه، وصار الرسّام الكاريكاتيري تحت أهواء صاحب رأس المال ومزاجه. فأغلب رسامي الكاريكاتير لا منابر لديهم. ما الفارق إذن بين نظام يقمعك ويمنعك من التعبير وآخر يمنحك حرية مطلقة للتعبير، لكنك لا تجد الفضاء الذي تعبّر من خلاله، وإن وجد تخضع مقابل ملاليم لسلطة صاحب الجريدة الذي إذا أراد شتم رئيس الدولة، يطلق ريشتك، لكنه يمنعك من إبداء رأي لا يروق له ولو تعلّق بموظف صغير؟” ويضيف: “لا حلّ لرسّامي تونس الكاريكاتوريين إلا إذا امتلكوا منابرهم الخاصة .”
ولا يبدو في عين المشيشي أن هذا الوضع الصعب والشائك وليد الماضي القريب، أي الثورة، بل هو أقدم منها، ولا بأس في وضع النقاط على الحروف: “قبل الثورة، كان عدد رسامي الكاريكاتير في بلادنا ضئيلّا جدًا، وكانوا يعملون في صحف “مسالمة”، باستثناء بعض الذين برزوا “عشيّة” الثورة على شبكات التواصل بأسماء مستعارة. عدا ذلك، كان محتوى الكاريكاتير قبل الثورة، يقتصر على السخرية من ظواهر اجتماعية مريضة أو شطحات نجوم الغناء والرياضة، بينما كان من الأفضل وضع الإصبع على الداء، أي السلطة التي كانت سببًا في تردّي الأوضاع الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. لكن للأسف، كان دور رسامي الكاريكاتير سلبيًا، إمّا بالابتعاد عن المواضيع السياسية أو هجر الرسم تمامًا. كلّنا متواطئون مع النظام السابق: إما بالسكوت أو بمجانبة الحقيقة أو الانعزال. أثناء الديكتاتورية، مررنا بجانب التاريخ. فقد برز، رغم التعتيم والتضييق نجوم في المسرح والسينما والشعر والإعلام والرواية، أمّا في الكاريكاتير، فلا أحد “.”
شكري الباصومي
شارك رأيك