أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي “أحمد أبي” ، أن بلاده ستلغي تأشيرة الدخول عن مواطني جميع الدول الإفريقية بداية من تاريخ 9 نوفمبر المقبل.
وسيكون بإمكان مواطني الدول الإفريقية ، بما في ذلك تونس ، السفر إلى إثيوبيا دون الحاجة إلى التأشيرة ، وذلك ضمن سياسة رئيس الوزراء الإثيوبي للتكامل الإقليمي مع دول القارة ، حسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
وعلى الرغم من أن “أبي أحمد” لم يعط تفاصيلا بشأن سياسته الجديدة، إلا أنها تعتبر بمثابة خطوة على صعيد فتح حدود القارة الأفريقية.
وكانت رواندا مطلع العام الجاري 2018، بدأت في تنفيذ نظام تأشيرات جديد يسمح لكافة الجنسيات من أفريقيا بالحصول على فيزا بمجرد الوصول دونما تقديم طلب مسبق، وهو ما تم الاحتفال به واسعا بين الكثيرين في أرجاء القارة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
تنفيذ أجندة الاتحاد الأفريقي
و كان الرئيس الإثيوبي “مولاتو تيشوم” أثناء حضوره مراسم افتتاح البرلمان،منذ أسبوعين كشف أن بلاده ستبدأ في منح تأشيرات عند الوصول للقادمين من دول أفريقية ، أو المواطنين الأفارقة، مما يخفف من الاضطراب في الحاجة إلى التقدم بطلب للحصول عليها مسبقًا .
حيث قال خلال الاحتفال “إن نظام التأشيرات المريح، سيعزز من انفتاح إثيوبيا، وسيسمح للبلاد بتسخير حركة المرور العابرة الهامة لشركة فلاي إثيوبيا”.
و تأتي هذه الخطوة بعد أن بدأت أثيوبيا فعلياً في إصدار تأشيرات الدخول عبر الإنترنت للسياح وغيرهم من الزوار من جميع أنحاء العالم، في ظل أمر رئيس الوزراء “أبي أحمد”
و قد كان مقرراً أن تقوم جميع الدول الإفريقية بإلغاء متطلبات التأشيرة للسفر داخل القارة بحلول عام 2018 كجزء من “رؤية وخارطة الطريق للسنوات الخمسين القادمة” للاتحاد الأفريقي، ومع ذلك، ووفقاً لــــ”بي بي سي” ، فإن 22٪ فقط من الدول الإفريقية تسمح للمواطنين الأفارقة الأجانب بالدخول دون تأشيرة
و في عام 2016 أعلن عن “الجواز الأفريقي” الذي يهدف إلى السماح بدخول حامله إلى جميع البلدان الأفريقية الـ 54 ، ولكنه لم يكن متاحًا إلا لبعض كبار المسؤولين في القارة، كالرئيس الرواندي “بول كاغامي” و الرئيس التشادي”إدريس ديبى” الذين كانوا من بين القادة الأوائل و الوحيدين الذين حصلوا عليه
و على الرغم من الدعم واسع النطاق، و الظاهر من قبل الأجانب و المواطنين والقادة من أجل السفر المفتوح داخل القارة السمراء، إلا أن الحكومات كانت بطيئة في اتخاذ إجراء بشأن هذه المسألة .
وفي بعض البلدان، لا يزال من السهل الدخول إليها بأستخدام جواز سفر أوروبي، ففي جنوب أفريقيا، على سبيل المثال، “يمكن لمواطني 15 دولة أفريقية فقط السفر إليها بدون تأشيرة، ولكن يمكن لحاملي جوازات السفر الأوروبية المختلفة، و البالغ عددها 28 جواز دخول البلاد بحرية” على حد تعبير هيئة الإذاعة البريطانية مباشرة.
ولا تزال إجراءات الحصول على تأشيرات في معظم الدول الأفريقية معقدة بحيث يصعب على الأفارقة من جنسيات أخرى دخولها.وكان الاتحاد الأفريقي قد ناشد الدول الأعضاء بمراجعة سياساتها الخاصة بإصدار تأشيرات الدخول وذلك لـ “تنفيذ آليات تسمح باستصدار تأشيرات دخول حال الوصول لمواطنين من الدول الأعضاء في الاتحاد، تمنح إمكانية الإقامة لمدة 30 يومًا”.
وبحسب بنك التنمية الأفريقي، فإن المواطنين الأفارقة بينما يحتاجون إلى تأشيرات للسفر إلى نسبة 55% من البلدان الأفريقية، إلا أنهم لا يستطيعون الحصول إلا على نسبة 25% فقط من تأشيرات الدخول لدول أخرى.
أثيوبيا بدأت بإصدار الفيزا إلكترونيًا مطلع جوان الماضي
وتحتل الناقلة الجوية الوطنية الأثيوبية الصدارة إفريقيًا. وهو ما جعل من مطار أديس أبيبا، ليس فقط مركزا إقليميًا بل عالميًا في النقل الجوي.
وبهذا الإعلان الرسمي عن بدأ خدمة الحصول على التأشيرات إلكترونيًا، من المتوقع أن يساهم تسهيل معاملات السفر في زيادة نشاط حركة الطيران في أثيوبيا. وهو ما من شأنه فتح آفاق سياحية أكبر للبلاد.
عمار قــــردود
شارك رأيك