” تناول اللقاء السبل لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط ، كما تم خلاله بحث قضايا ذات اهتمام مشترك ” . كعادة البيانات العربية ، كان هذا بيان عمان حول زيارة نتنياهو. لكن أي دور لرئيس الموساد يوسي كوهين ، ورئيس هيئة الأمن القومي مائير بن شبات في الزيارة ؟ وما حقيقة الخارطة ” الجديدة ” ؟
ناتنياهو في عمان ، لم يكن الخبر مفاجئا ، لان العلاقات الاسرائيلية العمانية عريقة ومكشوقة خلافا لعلاقات الاعراب الاخرين الدين لم يجرؤا على الصدع بها .
البعض لجأ الى المزايدة ومنهم تيار الاسلام السياسي الذي تجاهل صور اردوغان الكثيرة مع زعماء صهاينة وراحوا يشنعون على قابوس وبعضهم استحضر اشعار مظفر النواب في والد قابوس :
” وقابوس هذا، سلطان وطني جداً.
لا تربطه رابطة ببريطانيا العظمى.
وخلافاً لأبيه، ولد المذكور من المهد ديمقراطياً
ولذاك تسامح في لبس النعل.. ووضع النظارات
فكان أن اعترفت بمآثره الجامعة العربية، يحفظها الله ” .
وكعادة الحكومات العربية تم التعتيم على اهداف الزيارة والاكتفاء ببعض الجمل الفضفاضة :
” تناول اللقاء السبل لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط كما تم خلاله بحث قضايا ذات اهتمام مشترك تتعلق بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ” .
ووفقا لما نشره نتنياهو، الذي كان مرفوقا بزوجته سارة، لفت إلى أن المباحثات “شارك فيها رئيس الموساد يوسي كوهين ورئيس هيئة الأمن القومي مائير بن شبات ومدير عام الخارجية يوفال روتيم ورئيس ديوان رئيس الوزراء يؤاف هوروفيتس والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء العميد أفي بلوت . ظهر مع نخبة من المسؤولين الإسرائيليين خلال لقائهم مع السلطان قابوس في احتفالية فنية، والتجول في ردهات قصر الاستقبال والحديث حول خريطة لم تتبين تفاصيلها .
اذن نوعية الوفد تكشف نوعية الزيارة وموضوعها فهي تتعلق بترتيبات كبرى في المنطقة وتهم الامن الاسرائيلي . وعلينا الا نهمل ما جاء في ما نشره نتياهو من حديث عن خريطة لم تتبين تفاصيلها .وحتى نفهم الامر بشكل اوضح علينا العودة الى احدى الوثائق السرية لويكيليكس الصادرة من السفارة الأمريكية في تل أبيب عام 2009حديث عن السلطان قابوس باعتباره العقبة الكبرى.
فقداعتبر نائب وزير الخارجية الإسرائيلية لشؤون الشرق الأوسط ياكوف هداس ان سياسة السلطان قابوس هي المشكلة الكبرى بالنسبة لأهداف إسرائيل وامريكا في الخليج العربي ضد إيران جاء في نص الوثيقة ما يلي :
” وكرر هداس نقطة كان قد ادلى به لفيلتمان فيما يتعلق عمان، واصفا العمانيين “الأكثر إشكالية” من دول الخليج من حيث وجهة نظرهم من ايران. فيما يتعلق بالاتصالات العمانية مع اسرائيل، قال هداس انهم كانوا مصيبين، ولكن عمان لم تف بالتزامها بفتح مكتب إسرائيلي في مسقط ، وقال ان عمان لديها تعريفها الخاص بها فيما يشكل تهديدا لمنطقة الخليج، ويرجع ذلك جزئيا إلى موقع عمان الجغرافي. وقال إنه لا يعتقد أن عمان ستكون على استعداد للانضمام إلى بقية دول مجلس التعاون الخليجي ضد إيران ” .
ولما ظنت مذيعة عربية انها اوقعت وزيرا عمانيا في الفخ حول زبارة ناتن ياهو الى عمان انتسم وقال لها : وهل هو محظور من زيارة عمان ، اسرائيل دولة شرق اوسطية ونحن نتبادل وجهات النظر . لا ادري اين الاشكال ؟.
لا يمكن ان تكون ايران بعيدة عن هذه الزيارة . ولا يمكن ان تكون الزيارة الا فاتحة تغلغل اسرائيلي واسع في ممالك الاعراب .
متابعة : شكري الباصومي
شارك رأيك