لا تحظى جوائز الترجمة ولا المترجمون بالإحتفاء الذي يناله عادة الشعراء أو الروائيون. لذلك كان اهتمامنا بهذه الجائزة التي تسلط الضوء على أحد المترجمين الذين يجتهدون. تتويج يحتفي أيضا باقدم رواية : “الحمار الذهبي” لأبوليوس الذي يعترف بثقافته الإفريقية وهويته الأمازيغية.
تحصلت رواية “الحمار الذهبي” الصادرة عن دار نقوش عربية و التي ترجمها عمار الجلاصي من اللاتينية إلى العربية. على جائزة الكتاب التونسي المترجم 2018.
تعد رواية “الحمار الذهبي” للوكيوس أبوليوس أو أفولاي أول نص روائي في تاريخ الإنسانية. وقد وصلتنا هذه الرواية كاملة، وهناك روايات قبلها لكنها وصلت ناقصة. ويعتبر هذا العمل الأدبي الإبداعي أيضا أول نص روائي فانتاستيكي في الأدب العالمي.
ولد أبوليوس أو أبولاي، أو أفولاي الأمازيغي، في أوائل القرن الثاني حوالي 125 م وتوفي حوالي 170م إبان الإمتداد المسيحي. وكان يعترف بثقافته الإفريقية وهويته الأمازيغية، إذ كان يقول : “لم يتملكني في يوم من الأيام أي نوع من الشعور بالخجل من هويتي ومن وطني”، ويقول أيضا، بكل اعتزاز وافتخار: “أنا نصف كدالي ونصف نوميدي”. بيد أن ثمة باحثين أدرجوه ضمن الأدباء اللاتينيين، ونزعوا عنه الهوية الأمازيغية.
و من الذين دافعوا عن أمازيغيته محمد شفيق الذي أدرجه الى جانب المسرحي تيرنيسي آفـر أو تيرنتيـوس آفر ضمن أدباء الثقافة الأمازيغية في عهد الوثنية الذين تثاقفوا مع الأدب الإغريقي واللاتيني، ونجد محمد حندايـن الذي اتخذ من أفولاي مثالا للشخصية الأمازيغية القوية في الأدب العالمي القديم الذي تعلم كثيرا من اللغات وألف كتبا عديدة أشهرها روايته “الحمار الذهبي” التي أثر بواسطتها على الرواية العالمية القديمة، وأبهر الرومان والإغريق إلى درجة اتهامهم له بالسحر.
الموقف نفسه اتخذه الدكتور علي فهمي خشيم حينما اعتبر أبوليوس كاتبا إفريقيا أمازيغيا وعروبيا، كان ينتقل بين الجزائر وقرطاج وليبيا، وعد “الحمار الذهبي” أول نص روائي عربي.
ويذهب كذلك عباس الجـراري إلى أن التاريخ احتفظ بأسماء غير قليل من الأدباء والفلاسفة وعلماء الدين الذين تخرجوا في هذا التعليم من مختلف أقطار الشمال الإفريقي، وعبروا باللاتينية في الغالب لأنها كانت لغة الفاتح المستعمر، وليس لأن اللغة الوطنية كانت قاصرة كما ذهب إلى ذلك شارل أندريه جوليـان. ويدرج المؤرخ الفرنسي المتخصص في تاريخ أفريقيا الشمالية القديمة مبدعنا أبوليوس ضمن أدباء إفريقيا إذ قال: “كان أبوليوس المولود حوالي سنة 125م من أشهر الكتاب الأفارقة”.
شارك رأيك