استغرب لطفي الشندرلي من المستوى “المتدني” لأئمة المساجد، حيث ان 66 بالمائة منهم مستواهم سنة سادسة إبتدائي وبكالوريا. و34 بالمائة من الجامعيين في إختصاصات عامة أي أن بعضهم بعيدون كل البعد عن الشأن الديني، مطالبا بتكوين الخطباء والوعاظ والمرشدين تكوينا دقيقا لإيصال خطابهم للشباب، وإعادة النظر في أئمة المساجد، واستعادة جامع الزيتونة لدوره الفعال في نشر العلم و روح الوسطية الإعتدال .
حسب رئيس االمركز الدولي لحوار الحضارات والأديان، تفيد الإحصائيات الرسمية أن 5470 بين جامع ومسجد بكافة الجمهورية التونسية بغض النظر عن الذين لم يتحصلوا على الترخيص القانوني وعددهم كثير. فهذه المنارات يؤمها أئمة لا يقدرون على مواجهة التطرف …
ففي عصر التكنولوجيا والعلم لا يزال الشأن الديني في تونس هزيلا أمام ظواهر عدة تنخر المجتمع من فكر متطرف تغلغل في عقول الشباب الحائر الذي لا يفقه من الدين شيئا فيقع فريسة سهلة في أيادي المتطرفين، والغريب صمت وزارة الشؤون الدينية على هذا المستوى المتدني والضعيف مع إنتشار ظاهرة التطرّف المركبة المعقدة، وأسبابها كثيرة ومتنوعة، ومتداخلة، فمن هذه الأسباب ما هو ديني، ومنها ما هو سياسي، منها ما هو اجتماعي، ومنها ما هو اقتصادي، ومنها ما هو نفسي، ومنها ما هو فكري، ومنها ما هو خليط من هذا كله أو بعضه.
إن العوامل التي تؤدي للتطرّف متداخلة منها، ضعف البصيرة بحقيقة الدين، حيث أنّ ادّعاء العلم وظهور أنصاف المتعلمين، الذي يظن صاحبه به أنه أعلم الخلق”وهو يجهل الكثير والكثير، فهو يعرف بما لا يعرف”.
ويشير الشندرلي إلى أن “غياب العلم الشرعي المعتدل قاد إلى غياب الوعي الديني والفهم العميق للنصوص الشرعية، وتلقي العلم من غير المتخصصين، أدى إلى الخلط والفوضى في المفاهيم، وبالتالي انعدم الوسط الثقافي الديني السليم في المجتمع، كل ذلك أدى إلى خلق وسط بديل للشباب، يشبعون فيه أهواءهم ونزواتهم ناهيك عن الإحباط والتهميش والفقر كل ذلك أدى بهم إلى الارتماء نحو الغلو والتشدد فاستقطبتهم الأيادي الخبيثة المجرمة فاستحوذوا على عقولهم بشتى أنواع الوسائل الحديثة. لقد كشفت التقارير أن هؤلاء مرتبطون بشبكات تدعوا حسب زعمهم إلى الجهاد في سبيل الله، والله منهم براء فالإسلام دين رحمة”.
كما حذر الشندرلي من “غسل الدماغ وعمليات الإستقطاب التي يقوم بها هؤلاء عبر خطبهم وكلامهمالعاطفي يقع فيها السذج وبسطاء التفكير بدعوى الجنة وحور العين ورضاء الله، كلام يؤثر فيهم طبعا لحماقتهم فالأصل هو يخادعهم بما يقول ومن وراء ذلك حثهم للذهاب للمحارق والموت المقيت باسم الجنة التي عرضها السماوات والأرض أعدت لهم وهو لا يدري أنه تجارة تلاعبت به سماسرة الموت.”
و يضيف العالم الديني المستنير والمعتدل في مواقفه : “لهذا يجب أن يتم تكوين الخطباء والوعاظ والمرشدين تكوينا دقيقا لإيصال خطابهم للشباب، ويجب اعادة النظر في أئمة المساجد لا بد من إعادة النظر فيهم حيث أن 6% مختصين و94% سنة سادسة ابتدائي و الآخرون يحملون شهادة البكالوريا دون اختصاص، لا بد من إعادة جامع الزيتونة ودوره الفعال في نشر العلم و روح الوسطية الاعتدال”
كما يجب حسب رأيه إعادة العلماء الذين تم إقصاؤهم لأنهم أحرار. ليس لهم توجه سياسي معروف…
شارك رأيك