أعلن اليوم المهندس بالرصد الجوي محرز الغنوشي عن هطول كميات هامة من الأمطار بالشمال الغربي خصوصاً بجندوبة، باجة و بنزرت حيث كانت مصحوبة بالرعود والبروق والبرد.
واضاف الغنوشي ان الواقع كان بعيدا كل البعد عن ما كان متوقعا وعن كل السيناريوهات المصورة من طرف مختلف النماذج العددية التي يعتمدها خبراء الطقس.
ووضح المهندس كيفية تصرف المتنبئ قائلا:
لا حل الا ما يعرف بالتوقعات الآنية اي الانطلاق من الرصدات وصور القمر الاصطناعي لتقديم التوقعات للثلاث ساعات القادمة.. بالنسبة للتوقعات بالنسبة لل24 أو 48 ساعة القادمة أو ما أكثر من ذلك فتكون صعبة للأمانة.. خصوصاً في ظل ما يعيشه المتوسط من تغييرات والعديد من الحالات تشهد على ذلك خلال هذا الاسبوع..
التواتر الهام لكل الوضعيات الخارجة عن المألوف والتي تختلف عن كل ما سجل خلال الخمسين سنة الفارطة (وهي السيناريوهات التي تعتمد كنماذج للتصورات المستقبلية باعتبار أن الغلاف الجوي يخضع لمجموعة من القواعد الفيزيائية، والتصور يتم بناءا على معادلات الإحصاء وفرضيات الإمكانيات) لا تؤكد الا فكرة التغييرات المناخية التي يعيشها الكوكب..
اليوم وببساطة نكتشف في طقس جديد وفي مناخ جديد.. لا حل الا التأقلم والبحث أكثر والتفكير في تعديل المعادلات المعتمدة من جديد..
أردت من خلال هذه السطور أن أوضح وجهة نظر والفوارق والصعوبات التي يلاقيها المتنبي بين ما درسه نظريا وما يلاقيه في الواقع..
بخصوص الإجابة كيف نتأقلم مع التغييرات فالاجابة والحلول تتطلب مشاركة كل الأطراف.. بالنسبة للأفراد لا بد من التفهم وإدراك الأشكال.. بالإمكان التفكير في تغيير كل العادات والمعتقدات القديمة والتعلم اكثر والوعي اكثر .. بالنسبة للجمعيات والمؤسسات لا بد من التفكير و تفعيل خطوات استباقية في كيفية التصرف في وضعيات الأزمة والفيضانات من خلال عمليات بيضاء تتم على المستوى المحلي والجهوي والوطني.. بالنسبة للدولة، اليوم يجب التفكير في بعث صندوق وطني للتعويضات في الكوارث الطبيعية الناتجة عن التغييرات المناخية.. والمساهمة تأتي من كل الأفراد.. اليوم كما يتم التفكير في جرايات التقاعد والتأمين على المرض، لا بد من التفكير في التأمين في حالات الكوارث الطبيعية .. اليوم ليست هناك حاجة لتقديم أمثلة الإقناع فما عشناه يكفينا وماتشهده دول الجوار التي نشترك معها في المناخ هو خير دليل..
لا يمكن التصدي لقوة الطبيعة التي هي بيد المولى عز وجل.، لكن نستطيع أن نكون يد واحدة لمجابهة الأزمات..
شارك رأيك