كشفت دار النشر و الطباعة كوكو عن محاولة منع مؤلفين صادرين عنها من طرف السلطات الجزائرية، كانا موجهين للعرض في معرض الكتاب الدولي بالجزائر العاصمة، وهما “الأيام الأخيرة لمحمد: تحقيق حول الوفاة الغامضة للرسول” باللغة الفرنسية، للكاتبة التونسية هالة الوردي، و “ديكموكتاتورية من أحداث أكتوبر 88 إلى العهدة الرابعة” للمؤلف الجزائري المحامي مقران آيت العربي.
من الجزائر: عمّـــــــار قــــردود
و بحسب مدير دار النشر و الطباعة كوكو الصحفي الجزائري أرزقي آيت العربي، الذي أصدر بيانا حول عملية المنع و لمصادرة، فإن “5 أشخاص قدموا أنفسهم على أنهم أعضاء بلجنة القراءة التابعة لوزارة الثقافة، حضروا إلى جناح كوكو بالصالون يوم الثلاثاء الماضي، 30 أكتوبر 2018، بغرض حجز نسخ الكتابين، وأنهم تحججوا بمشكل في التنسيق بين محافظة المعرض الدولي للكتاب و وزارة الثقافة الجزائرية لتبرير سحب الكتابين من المعرض الدولي للكتاب”، و أشار آيت العربي إلى أن المؤلفين المذكورين أستوفيا كل الشروط القانونية للنشر.
وزارة الشؤون الدينية الجزائرية هي من أمرت بحظر الكتاب
و أوضحت دار النشر كوكو أن الناشر أبلغ موظفي وزارة الثقافة الجزائرية – بإعتبارها الجهة الوصية و المشرفة على تنظيم هذه الفعالية الثقافية و الفكرية -، أن حظر أي كتاب لا يكون إلا بقرار قضائي، وعلى هذا الأساس رفض تسليمهم نسخ الكتابين. وإستدل الناشر بالمادة 44 من الدستور الجزائري التي تمنع “حجز أي مطبوع أو تسجيل أو أي وسيلة آخرى من وسائل التبليغ والإعلام، إلا بمقتضى أمر قضائي”. وجاءت هذه المادة الدستورية بعنوان “ضمان حق المواطن – الجزائري – وحريته في الإبتكار الفكري و الفني و العلمي”.
و أعرب الناشر آيت العربي، صاحب دار النشر كوكو عن رفضه “الخضوع لتعسف البيروقراطيين الذين يحاولون سلب صلاحيات القاضي”، مشيرًا إلى أنه “بغض النظر عن الجدل الذي يثيره الكتابان، فإن محاولة ممارسة الرقابة هذه، تم إجهاضها في الوقت الحالي و هي تمثل خرقًا للدستور”.
كشف مصدر جزائري موثوق لـ”أنباء تونس” أن محاولة حظر كتاب “الأيام الأخيرة لمحمد: تحقيق حول الوفاة الغامضة للرسول” باللغة الفرنسية،للكاتبة التونسية هالة الوردي جاءت بإيعاز من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية التي ترى أن مضمون الكتاب مسئ للرسول الأكرم و مشوه للحقائق التاريخية و أنه يخوض في أمور غير مقبولة كما أنها غير منطقية.
الوردي:”النبي لم يعتبر نفسه مقدسًا”
و في أول رد فعل لها عن محاولة منع كتابها المثير للجدل من العرض في صالون الجزائر الدولي للكتاب قالت الكاتبة هالة الوردي في حوار لجريدة “الوطن” الجزائرية الناطقة باللغة الفرنسية أن “النبي لم يعتبر نفسه مقدسًا”. وأوضحت: “إذا كنت تتحدث عن تهديدات المتعصبين، فأنا لا أشعر أنني قد تعرضت لخطر معين، لأننا لسنوات رأينا أن التعصب هو وحش أعمى لا يفرق بين ضحاياه. يضرب الجميع وفي كل مكان. حتى المسلمين في المساجد لا يدخرون! من ناحية أخرى ، أعتبر تحقيقي في وفاة النبي تحدياً فكرياً حقيقياً أضعه بنفسي: العمل على هذا الموضوع الدقيق ، والإستكشاف الدقيق لعشرات مصادر التقليد، وعمل المقارنة والمواجهة من قصص مختلفة، كان جمع قطع “اللغز” مغامرة علمية صعبة ومثيرة. باختصار، إن الخطر الوحيد الذي كنت أتنبه إليه حقاً هو عدم التوصل إلى صيغة واضحة من الحقائق مع سرد متماسك يحترم التسلسل الزمني للأحداث. لحسن الحظ، فإن نجاح الكتاب مع القراء يبين أن الجهود التي بذلتها لم تكن عبثًا”.
نبذة عن الكتاب المحظور
هذا الكتاب أثار الكثير من الجدل وأسال الكثير من الحبر باعتباره يتناول اللحظات الأخيرة قبل وفاة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
المدينة المنورة، جوان 632. في ظل الشمس السائدة في شبه الجزيرة العربية، يبدو أن الوقت قد توقف: لقد لفظ نبي الإسلام أنفاسه الأخيرة. من حوله، يرتعد المؤمنون بالدين الجديد بفكرة نهاية العالم. ما هو هذا المرض الغريب الذي سحقه؟ ولماذا لا يتم الدفن؟
خلال هذا الحساب اليومي لأغلبية أحداث غامضة في تاريخ الإسلام، تستكشف هالة الوردي، الأكاديمية التونسية، وتعرض أقدم المصادر السنية والشيعية. هذه تكشف لنا وجهًا آخر للرسول: رجل مهدد من كل الأطراف، أضعفته الخصومات الداخلية والأعداء المولودين من غزواته.
إعادة بناء كرونولوجي لم يسبق لها مثيل، حيث تعارض هالة الوردي الذكريات الإيديولوجية صورة رجل أعطاه إلى تاريخه وبُعده المأساوي.
شارك رأيك