الرئيسية » الجنسية الإسرائيلية والخوف من ” الأفاريات ” وراء الاعتراض على توزير روني الطرابلسي

الجنسية الإسرائيلية والخوف من ” الأفاريات ” وراء الاعتراض على توزير روني الطرابلسي

أثار تعيين روني الطرابلسي وزيرا في حكومة الشاهدا تعليقات شتى . كثيرون رحبوا بالتعيين باعتبار جدواه على السياحة ، فيما اعتبر البعض الأمر عاديا لأنه تونسي قبل أن يكون يهوديا . وهناك من تخوف من جنسيته الاسرائيلية وتضارب مصالحه مع مصالح الوزارة .

روني الطرابلسي ليس أول وزيرمن ديانة يهودية في حكومة تونسية ، و قد سبقه أندري باروش الذي عين وزيرا للأشغال العامة والإسكان في أول حكومة بعد الاستقلال (9أفريل 1956)، واستمر باروش وزيرا في الحكومة الثانية المشكّلة بعد إعلان الجمهورية في 25جويلية 1957 حتى خروجه منها في 30فيفري 1958

وعلى إثر تعيين  روني الطرابلسي ضمن التحوير الوزاري ثار جدل اتخذ عدة محاور، ظهرت بعض النكت من نوع : لأول مرة وزير له دين ، الوزراء السابقون لا دين لا ملة .

بل ان نكتة راجت مفادها أن تونسيا في الخارج تزوج اجنبية وعاد بها على تونس .وفي  الصباح بينما كان جالسا مع والده أطلت زوجته الأجنبية وقبلته وفي يدها طبق الفطور قائلة : صباح النور، حبي.. ارتبك الرجل وقال لأبيه :  ” سامحني يا بابا راهي كافرة.. قالو و الله ما كافرة كان أمك ” .

دين روني جعل البعض يتحدث عن نوع القسم الذي سيؤديه مما حدا بأستاذ القانون الدستوري قيس سعيد للقول بأنّ مسألة آداء اليمين من قبل وزير يهودي ستطرح لأوّل مرّة، وقال إنّ وزير السياحة الجديد روني الطرابلسي سيؤدّي قانونيّا اليمين على كتاب التّوراة المقّدس أمام الباجي قائد السبسي.

وقد أدى وزير البيئة اليهودي في الأرجنتين  سنة 2015 حينما عيّن أحد أحبار اليهود القسم على كتاب التوراة المقدّس. كما أدى أحد أعضاء الكنغرس الأمريكي وهو مسلم سنة 2007 آداء اليمين على كتاب القرآن.

البعض ذكربفوز المسلمتين رشيدة طليب وإلهان عمر بعضوية مجلس النواب في انتخابات الكونغرس الأمريكي . الفائزتان ستؤديان اليمين على القرآن أمام رئيس مسيحي . رشيدة طالب، البالغة من العمر 42 عاما والمولودة في الولايات المتحدة لوالدين فلسطينيين مهاجرين من الضفة الغربية، والثانية هي إلهان عمر، البالغة من العمر 37 سنة، وهي مسلمة من أصول صومالية ومحجبة تبنت أفكار اليسار الأمريكي، مثل التعليم المجاني بالجامعات، والتأمين الصحي للجميع، ورفع الحد الأدنى للأجوروليس التلهي بمشاكل شكلية كالحجاب واللحى والجلباب….

ولكن للمسالة وجوه  أخرى : وجه له علاقة بفصل السياسي عن السياحي فروني الطرابلسي ابن رئيس الجالية اليهودية بتونس بيريز الطرابلسي وشقيقه إيلي الطرابلسي رئيس المكتب المحلي لنداء تونس خلال انتخابات 2014 ورئيس الجالية اليهودية بباريس . وبالعودة إلى روني الطرابلسي فهو مستثمر في السياحة وله وكالة أسفارتحقق ارباح بقيمة مليار ونصف دينار. ويمتلك أسطولا من الحافلات ، ويكتري الطائرات …بل إن شمس اف ام قالت إن له قضية مع أحد النزل ومطالب بدفع 3 مليارات .

ومن هذه الثغرة تسرب النائب ياسين العياري المهدد بالسجن ، حيث أعلن عن اعتزامه الطعن في تعيين روني الطرابلسي وزيرا للسياحة ضمن تركيبة الحكومة الجديدة .

وقال العياري في تدوينة نشرها على صفحته بـالفايسبوك : ” أعترض لا لأن روني الطرابلسي يهودي فتلك أمور تخصه ، بل لتضارب المصالح : وزير السياحة المُقترح يملك وكالات أسفار وهذا أمر يخصّنا، فلن نسمح بشمام آخر ” يشّد الوزارة يدوّر أفاريات وبعد يفصع ويتخبّى وراء جنسية أخرى ” . وأشار الى أن الفصل 17 من القانون عدد 46 لسنة 2018 يمنع الوزراء من العمل بأيّة مهنة حرة أو أي عمل تجاري” .

وأضاف معلّقا على اختيار الشاهد روني الطرابلسي لحقيبة وزارة السياحة : ” إذا الشاهد يحب يعمل opération séduction لبعض الدوائر في الخارج، يعملها بفلوسو ومصالحو موش بفلوس ومصالح دافع الضرائب ” .

ويبقى الاعتراض الثالث على تعيين روني الطرابلسي متعلقا بجنسيته الإسرائيلية .

نعم لا مانع أن يكون تونسي من الطائفة اليهودية وزيرا …هكذا عبرت الاعلامية بثينة جبنون على لسان كثيرين:”  لكن و لكن و لكن ( و سطر تحت لكن ) توزيره يعتبر حسابا سياسيا لحكومة تجمع أغلب أعضائها من النهضة و رئيسها له طموحات رئاسية و طامع في مباركة الأمريكان ، و أيضا لتلميع صورة النهضة خاصة لدى المجتمع الدولي بأنها حزب مدني يدعو لحوار الأديان و السلام ( و لا ننسى الجائزة التي تسلمها الغنوشي في هذا الإطار من Chatam house ) .
روني الطرابلسي يحمل الجنسية التونسية و أيضا الإسرائيلية و خاصة له اتصال دائم بأصحاب القرار بتل أبيب و يجلب في طائفته لزيارة تونس من باب Business ..) قريبته من يهود جرجيس أيضا متزوجة من وزير الدفاع السابق الإسرائيلي )..
أيضا ينتمي لعائلة قلبت بعد ثورة العار بتونس و قدموا كل الدعم لحركة النهضة في الانتخابات السابقة .. لهذا ليس غريبا أن يرد له الجميل ..و أيضا مهنيا الرجل صاحب خبرة و له علاقات كبيرة في أوروبا من خلال وكالات أسفاره. ..
في هذا السياق ننتظر صائفة مزدهرة أن شاءالله ..يهود العالم الكل سبزورون تونس و ممكن زيارة رسمية لتنياهو ..فلا عجب في ذلك ، انظروا ترحيب الصحافة الاسرائيلية !!!!

لذلك توزيره في وزارة تعتبر عصب اقتصاد تونس مدروس جيدا في هذه الظروف الكارثية التي تمر بها بلدنا ” . 

 

وكانت بعض الجهات الاعلامية الاسرائيلية رحبت بتعيين روني الطرابلسي متمنية للحكومة التونسية التوفيق والنجاح .

شكري الباصومي

شارك رأيك

Your email address will not be published.