” أمور جدية ” منوعة سعت للتدثر ببعض الوجوه الثقافية لتنفي عنها صفة الإبتذال والإسفاف . جاؤوا بالدكتور عبد القادر الجديدي لينسحب بعد بضع حلقات حتى لا يصبح ” تكركيرة ” ثم جاء الدور على حسن بن عثمان .
حسن بن عثمان لم يكشف السبب الرئيسي الذي جعله ينسحب من أمور جدية واكتفى ببعض الجمل المرحة :
” بعد تجربة ثريّة بخمس حلقات تلفزية في برنامج “أمور جديّة” الأسبوعي على قناة الحوار التونسي، استفدت منها كثيرا في عمل تلفزي جماهيري، إلى أن بلغت سريعا ختامها نظرا لكبر سنّي وتعوّدي على العمل التلفزي الثقافي، غير الجماهيري، منذ أكثر من عقدين من الزمان.
أشكر قناة الحوار التونسي لتفهمها ذلك والسماح لي بالانسحاب من “أمور جديّة” التي ربطت فيها صداقات جميلة، وجدّدت علاقات أخرى، خلال خمس حلقات، مع أسماء موهوبة في فنونها المشهدية والفنيّة وأمورها الجديّة.
أما سامي الفهري صاحب “الحوار التونسي” فقد استقبلني بالترحاب وأتاح لي البعض من خبرته وإرشاداته في العمل التلفزي الجماهيري.
كل تجربة هي كنز من المعرفة ومن امتحان الذات على قابلية التعلّم، نحتاج ترياقها وقت الضرورة، من المهد إلى اللّحْد ” .
هذا ما دونه حسن بن عثمان الذي دون انسحابه بأسلوب راق ن وكان الدكتور عبد القادر الجديدي انسحب قبل حسن بن عثمان . وأكيد أن ” أمور جدية ” وغيرها من البرامج المشابهة على قناة الحوار التونسي والتاسعة وغيرها لا تستوعب المثقفين أو من يحملون هما ثقافيا ، وكلما اقتربوا من ” البوبال الثقافي ” الا وزكمت أنوفهم روائح الابتذال والإسفاف . لماذا لا تتحمل هذه المنوعات تلك الجرعات المثقفة ؟ وهل قدر الإعلام التونسي أن يظل تحت براثن بارونات الإسفاف والبذاءة وتكريس الأمية ؟
تجربة حسن بن عثمان المجهضة تنضاف إلى تجرية الدكتور عبد القادر الجديدي ، وكلاهما اصطدم بوجود جو تتحكم فيه ” نخبة ” من الأميين رغم الشهادات التي يحملونها .
شارك رأيك